لا تخلو الحياة الزوجية من الخلافات وبعض الأخطاء التى لا يمكن إغفالها أو نسيانها فلا تمر مرور الكرام سوى بتقديم اعتذار رقيق يعمل على إذابة تلال الجليد التى يمكن أن تتراكم فوق بعضها إذا ما تجاهل أحد الطرفين هذا الأمر لاسيما الزوج رب الأسرة الذى يقود سفينة الحياة، وقد أثار الزوج الذى نشر إعلاناً بإحدى الصحف يعتذر فيه لزوجته السابقة وأم أولاده حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وجعلتنا نسأل بعض الأزواج هل تعتذر لزوجتك؟ أما الزوجات فقدمن طرقا يتمنين أن يفعلها أزواجهن عند الاعتذار وأبرز طرق الاعتذار الذى يمكن أن يقدمه الزوج لزوجته دون أن تنتقص من شأنه أو رجولته... بوسى يحيى «ربة منزل 27 عاًما - متزوجة - منذ 7 سنوات» تقول: نعم زوجى يعتذر لى ولكن طريقة تقليدية فيكتفى بكلمة «أسف حقك عليا»، لكنى دائمًا ما أنتظر منه المزيد فأتمنى ذات مرة أن يحضر لى هدية أو يبعث لى برسالة على الفيس بوك حتى أنه فى بعض الأحيان أضع له أغنية رومانسية على الفيس كى يعلق عليها لكنه لا يفعل لأنه على حد قولها «تقيل فى نفسه». أما منى طه «ربة منزل 32 عامًا - متزوجة - منذ 10 سنوات» تؤكد أن الاعتذار من الأشياء المهمة فالحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل وهناك مواقف لا يمكن نسيانها إلا بالاعتذار والتقدير والاحترام بين الطرفين وتقول: «منذ زواجى وأنا وزوجى متفقان على الاعتراف بالخطأ والخوف على مشاعر الآخر، وأنا شخصيًا ليس لدى مشكلة أن اعتذر مرة واثنين وثلاثة لأنه ليس هناك كرامة بين الأزواج لاسيما وأن هناك عشرة وتفاهم واحترام، وفى نفس الوقت يجب أن نفوت بعض المواقف حتى تستمر الحياة، فالاعتذار لا يجب أن يكون على كل موقف إذ أنه يفقد معناه ويصبح بلا قيمة». أحمد جمعة «يعمل بخدمة العملاء - 38 عامًا - متزوج منذ 17 عامًا» يقول إنه يعتذر لزوجته فيما بينهما، كما أنه حريص على أن يعتذر لزوجته أمام أبنائه حتى لا تسوء نفسيتهم عندما يرون أبيهم وأمهم مختلفين. أسامة محمد «مخطط مالى بأحد شركات التأمين - 28 عامًا - متزوج منذ عامين» يرى أن طريقة الاعتذار لا تفرق بقدر ما يفرق الاعتذار فى حد ذاته وأنه عندما يخطأ لابد أن يعتذر فكلمة «أنا أسف» تكفى حتى لو أمام الناس وذلك لا يقلل من شأنه بل يرفعه، ومن الضرورى أن يعطى لزوجته حقها حتى أمام الناس وأهم شيء هو الاحترام المتبادل بين الطرفين، أما وسيلة الاعتذار نفسها ليست مهمة طالما المبدأ موجود. من جانبها تقول شيرين سعيد رضوان استشارى أسرى وتربوى بمؤسسة ucb.canad للاستشارات الأسرية أن الزواج سكن ومودة ورحمة وللأسف كثير من الأزواج لاسيما فى مجتمعنا الشرقى والعربى يعتقدون أن فكرة الاعتذار ما هى إلا تقليل لكرامته ووضعه كرجل، نعم إن الرجال قوامون على النساء، ولكن القوامة هنا ليس المقصود منها المادة فقط وأن الزوج يصرف ويعمل فقط وأنه طول النهار يعمل بالخارج، بالطبع هذا مجهود يشكر عليه لاسيما فى ظل الارتفاع الرهيب للأسعار والغلاء، ولكن فى إطار الحياة الزوجية عندما يحدث موقف بين الزوج وزوجته وأنه بكلمة بسيطة قد تعود الأمور لطبيعتها ولا تتطور ولا تستدعى لدخول طرف ثالث بينهما فما المانع من ذلك. وأشارت رضوان إلى أنه إذا حرص الرجل على ترضية زوجته بكلمة بسيطة أو رقيقة كأن يقول لها «أنا آسف - متزعليش - حقك عليا» أو أى شيء من هذا القبيل، أو يحضر لها هدية كنوع من المصالحة على قدر الإمكانات المادية للرجل حتى لو كانت وردة من أجل أن يمر الموقف، لاشك أن ذلك سيراضيها وعلى مدار الأيام والسنوات التى ستمر بينهما ستقدر الزوجة ذلك بشكل كبير لزوجها ولن تنسى له أنه قام باحتوائها واحتضانها وحتمًا ستتعامل بنفس المنطق. وتؤكد رضوان أن الطريقة التى تقال بها كلمة «أنا آسف» للزوجة هى التى تختلف كأن يقول بأسلوب جامد «أنا آسف خلاص خلصنا متكبريش الموضوع» فهذا يؤدى إلى تفاقم الأمور بدلًا من حلها، فنبرة الصوت وطريقة تقديم الاعتذار والاحتواء تحدث فرقًا نحو الاحتواء وستحمله الزوجة لزوجها طوال حياتها معه وسيكون له أثر طيب خلال حياتهما معًا. وتقدم رضوان للزوج أبرز طرق الاعتذار التى يمكن أن يقدمها للزوجة وتساهم فى تلطيف الأجواء بين الطرفين فيما يلي: - إذا تعسر الأمر بالنسبة للزوج ووجد كلمة «أنا آسف» ثقيلة عليه فلا مانع من إحضار هدية بسيطة تتناسب مع إمكاناته المادية، حتى لو كانت وردة صغيرة. - إذا حاول الزوج فتح باب النقاش مع زوجته فى أى موضوع متعلق بالعمل أو الأولاد أو الشأن العام فهذا يعنى أنه يعتذر بشكل غير مباشر وعليكِ قبوله. - إذا قام بالاتصال بكِ هاتفيًا كل فترة ليسأل عنكِ دون سبب واضح فهذا يعنى أنه يعتذر ولكن على طريقته الخاصة وعليكِ أن تتعاملى بنوع من المرونة مع الأمر. وتشير رضوان إلى أن طريقة المرأة فى تقديم الاعتذار تختلف بشكل كلى عن الرجل، فهى تكون واضحة وصريحة وتقدم الاعتذار مباشرة دون لف أو دوران، وإذا لجأت للأساليب غير المباشرة فإنها لا تخرج عن ثلاثة أساليب، أولها أن تقوم بإعداد صنف الأكل المفضل لدى زوجها، أو التزين له بأفضل وأجمل الملابس، وأخيرًا تأخذ رأيه فى مشكلة تخصها أو تخص الأبناء.
