حزن، بكاء، دماء تملأ الجدران لتروى ساعات من الرعب والألم التى عاشها المصلون بكنيسة مارجرجس بطنطا عقب التفجير الإرهابى الذى استهدف الكنيسة خلال صلاة قداس عيد أحد السعف. 28 شهيدا و78 مصابا بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة فى التفجير الإرهابى وسط توقعات بارتفاع العدد، لوجود عدد من الحالات الخطرة التى تتلقى العلاج. مينا مجدى أحد خدام الكنيسة يروى اللحظات التى عاشها المصلون قائلاً: التفجير وقع فى الساعة التاسعة وخمس دقائق وكانت الكنيسة ممتلئة بالحضور، بينما تم جمع الأطفال الموجودين نظراً لإقامة قداس خاص لهم فى الكنيسة الصغرى. وتابع: قبل قراءة الإنجيل سمعنا صوت انفجار قوى هز جدران الكنيسة وبعدها طلب منا أحد الكهنة إخلاء الكنيسة وتأمين خروج الأطفال. ومن داخل مستشفى طنطا التعليمى الفرنساوى قال شاهد عيان رفض ذكر اسمه عندما دخلت للكنيسة تفاجأت بما أصابها فالكراسى الخشبية مدمرة، والكرسى الخاص بالأب الأسقف لا أثر له، بالإضافة إلى انتشار أشلاء فى أرجاء الكنيسة كلها. ولفت: منذ عدة أيام تم العثور على قنبلة، وأبطل مفعولها، مشيراً إلى أن الإجراءات الأمنية كانت المعتادة فى مثل هذه الاحتفالات من تفتيش الحضور ومرورهم عبر البوابات الإلكترونية. وأضاف «كيرلس. أ»: أحد أقاربى يدعى «رجائى لطفي» 60 عاما استشهد فى التفجير وهو أب لثلاثة أبناء منهم واحدة متزوجة وشاب وفتاة فى المرحلة الثانوية.. واستطرد: توفى «عم رجائي» على الفور من جراء الانفجار، لافتًا: فور وقوع الحادث جاءت عربات الإسعاف وتم إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات. أمام المشرحة التابعة لمستشفى طنطا الجامعى تجمع أهالى الشهداء والحزن يخيم على وجوههم وهم ينتظرون نظرة الوداع على ذويهم الذين استشهدوا خلال تواجدهم بالكنيسة. وأمام باب المشرحة اشتبك بعض الحضور مع الإعلام المتواجد أمام المشرحة رافضين التصوير أو الإدلاء بأى تصريحات إعلامية. فيما اشبتك بعضهم مع بعض المتظاهرين الذين تجمعوا يهتفون «مسلم مسيحى إيد واحدة»، مطالبين بالكشف على الجانى وتحقيق العدالة قبل ترديد هذه الشعارات - بحسب تعبيرهم. أحمد حسن أحد المسعفين قال جئنا من مدينة المحلة لتغطية احتياجات إسعاف مدينة طنطا، مشيراً إلى أن عربات إسعاف من كل محافظة الغربية وكفر الشيخ والدقهلية، للمساعدة فى نقل المصابين من موقع الحادث إلى مستشفيات طنطا، ونقل بعضهم إلى المستشفيات فى القاهرة إذا اقتضى الأمر.. وأضاف هانى محمد مسعف نقلنا عددا من الحالات والأشلاء من الكنيسة، لافتًا إلى أن الأهالى المتواجدين بالكنيسة كانوا يساعدون فى نقل المصابين.. وأشار إلى أن مستشفى الأمريكان استقبل 27 حالة خرج منها 20 حالة وما زال هناك سبع حالات يتلقون العلاج منهم اثنان بالرعاية المركزة وخمسة بأقسام الحروق، بالإضافة إلى 14 حالة بالمنشاوي، و8 آخرين فى مستشفى طنطا الجامعي. أمام باب كنيسة مارجرجس الرئيسى تجمع أهالى الشهداء وجيرانهم وأصدقاؤهم، بعضهم يبكى بحرقة، وآخرون ما زالوا فى مرحلة الصدمة، وغيرهم يتجولون فى أرجاء المكان ينظرون إليه بتمعن وعيونهم تتساءل ماذا يحدث؟! ولماذا؟! «عبده حلمى» بيتى مجاور للكنيسة وسمعنا صوت الانفجار الذى هز المنطقة كلها ويستطرد متسائلاً: كيف دخلت هذه الكمية من المتفجرات إلى الكنيسة؟! فيما أضاف أحد العمال الذين قاموا ببناء المدفن الخاص بالشهداء داخل الكنيسة: المدفن كان سابقاً مخزنا وقمنا بتجهيزه ليستوعب حوالى 59 جثمانا، لافتاً إلى أن التجهيز بدأ فى الخامسة من مساء يوم الحادث. وقالت الكنيسة فى بيان لها: «نصلى أن يحفظ مصر وكل أبنائها من هجمة الكراهية التى تسعى إلى هدم جدران الوطن وتمزيق نسيجه الإنسانى الذى جسد تراثه العظيم فى الوحدة والتماسك والعيش المشترك».. كما أرسل البابا تواضروس الثانى رسالة تعزية لإيبارشية طنطا قرأها الأنبا بولا أسقف الإيبارشية على الشعب خلال الصلاة على الشهداء بكنيسة مارجرجس - طنطا، قال خلالها «تعزيتى القلبية لكل الأسر المتألمة وصلاتى من أجلهم ومن أجل الجرحى والمصابين ولنيافة الأنبا بولا وكل الآباء والشمامسة والكشافة وكل الشعب فى الإيبارشية المحبة للمسيح». وأدان الدكتور القس اندريه زكى، رئيس الطائفة الانجيلية بمصر، الأحداث الارهابية التى تهدد سلامة الوطن وتستهدف تمزيق وحدة أبنائه. كما أكد أنه قد كلف مدير مستشفى الأمريكان بطنطا، والتى تتبع الكنيسة الإنجيلية بفتح أبوابها لعلاج المصابين، وتوفير كافة سبل الرعاية الكاملة لهم.. هذا وقد نفى الأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية إلغاء البابا فرنسيس زيارته لمصر قائلاً: «أنه من السابق لأوانه ان نقفز على التخمينات ونقول ان البابا فرنسيس ألغى الزيارة لمصر بسبب تفجيرات طنطا والمرقسية، فالرجاء الهدوء ونترك قيادات الدولة وقيادتنا الكنسية الالتفات لمهامهم.