في الوقت الذي تتضارب فيه الأنباء حول مصير مدينة البريقة الاستراتيجية النفطية، ترددت انباء عن عقد اتصالات مباشرة بين الولاياتالمتحدة ونظام العقيد الليبي معمر القذافي في يوم السبت الماضي. وأعلن مسئول أمريكي ان موفدين امريكيين التقوا مؤخرا ممثلين عن نظام معمر القذافي وحثوا الزعيم الليبي علي التخلي عن السلطة، موضحاً أن المبعوثين التقوا ممثلين عن النظام لتوجيه رسالة واضحة وصريحة بأن الوسيلة الوحيدة للتقدم هي ان يتخلي القذافي عن السلطة كي تبدأ عملية سياسية جديدة تعكس ارادة وتطلعات الشعب الليبي. وأضاف "لا يتعلق الأمر بالتفاوض، ولكن بتوجيه رسالة، رافضاً اعطاء اي تفاصيل حول موضوع هذا اللقاء. ولكن مسئولا امريكياً آخر يرافق حاليا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الي الهند، قال ان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشئون الشرق الاوسط وجيني كريتز، السفير الامريكي في ليبيا شاركا في الاجتماع، ولم يوضح من مثل القذافي في هذا الاجتماع موضحا فقط انه جري خارج ليبيا. ولكن شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلت عن متحدث باسم نظام القذافي في طرابلس ان المحادثات جرت السبت في تونس وكشف موسي ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية ان اللقاء جري في تونس وركز علي رأب صدع العلاقات الثنائية، وهو ما كذبته الولاياتالمتحدة، مضيفاً: إن هذه خطوة أولي وبلاده ترحب بمزيد من الحوار والمبادرات السلمية دون شروط مسبقة. ميدانياً، تتضارب الأنباء حول مصير مدينة البريقة الاستراتيجية، فقد اعلن الثوار الليبيون الاثنين سيطرتهم علي مرفأ البريقة النفطي بشرق البلاد، بعد انسحاب القسم الاكبر من قوات القذافي الي الغرب اثر تفخيخ المنشآت النفطية في حين ان دبلوماسيين أمريكيين التقوا مؤخرا ممثلين عن معمر القذافي لحث الزعيم الليبي علي ترك السلطة. ومع ضراوة المعارك في البريقة، هددت الحكومة الليبية بأن كتائبها ستحول البريقة إلي "جحيم" قبل سقوطها في يد الثوار وذلك بعد قليل من إعلان الثوار بأنهم باتوا علي مشارف المدينة الاستراتيجية شرقي ليبيا، التي خاض فيها الطرفان مؤخراً مواجهات شرسة أسفرت عن مقتل 530 من الجانبين. وصرح المتحدث باسم الثوار شمس الدين عبد الملا بأن القسم الاكبر من قوات القذافي انسحب الي رأس لانوف غرباً، موضحا انه بقي ما بين 150 إلي 200 جندي موال للنظام في الموقع النفطي، مضيفاً إنه تم قطع امداداتهم من المواد الغذائية والمياه ولكن موسي ابراهيم المتحدث باسم نظام معمر القذافي في طرابلس نفي هذا الامر مؤكدا ان البريقة لا تزال تحت سيطرة قوات الزعيم الليبي. قال موسي: "الدفاع عن البريقة أمر حيوي للغاية لحياة الشعب الليبي سنحولها إلي جحيم، ولن نسلمها حتي أن كلف ذلك قتل الآلاف من المتمردين وتدمير المدينة بأكملها." واضاف المتحدث: إن البريقة هي مستقبل ليبيا وثروة هذا البلد وابقاؤها تحت سيطرتنا مسألة حياة او موت"، مؤكدا ان الثوار "حاولوا استعادة المدينة ولكن تم صدهم وخسروا في المعركة اكثر من 500 من رجالهم". علي صعيد عمليات الناتو، اعلن النظام الليبي ان مطار طرابلس الدولي، الذي تعرض لغارة من قوات حلف شمال الأطلنطي" الناتو" مما أدي لتدمير هوائي رادار به، لا يستخدم لانشطة عسكرية، متهماً حلف الناتو انه لا يفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية وان ليبيا بمجملها بالنسبة له هي ارض يجب تدميرها. وقال مدير الطيران المدني ناجي ضو للمراسلين الاجانب الذين نقلتهم السلطات الي المطار إن "مطار طرابلس لا يستخدم لاي نشاط عسكري" مضيفا "إنه موقع مدني. يستقبل رحلات انسانية والرحلات التابعة للصليب والهلال الاحمرين. كان الناتو قد أعلن انه قصف امس الأول «هوائي رادار» في مطار طرابلس كان يستعمل لمراقبة الطيران المدني ولكن قوات القذافي استعملته لغايات عسكرية في المطار الرئيسي في طرابلس لتعقب طائرات الحلفاء.