فى الوقت الذى تنشغل فيه وزارة الثقافة بمعارك صاخبة على جوائز ومؤتمرات وهمية، استطاع مجموعة من الشباب فى صعيد مصر تنظيم أول معرض للكتاب بمدينة ملوى بمحافظة المنيا، وشهد المعرض الذى غابت عنه وزارة الثقافة، مشاركة واسعة من الكتاب والمبدعين من مختلف محافظات مصر من بينهم أحمد أبو خنيجر ومحمد عبد النبى وعمر طاهر ومحسن أبوبكر وسامح فايز والفنان والمخرج المسرحى طارق الدويري، والكاتبات مى خالد وسهى زكى وغادة عبد العال وأسماء عواد، والفنانة هند الرواى ومن محافظة المنيا شارك العديد من المبدعين منهم الشاعر عاطف عبد العزيز والشعراء الشباب بيشوى جرجس وهاجر أشرف وتواضروس مجدي. وتضمن المعرض الذى أقيم بالتعاون بين مؤسسة مجراية للثقافة والفنون ومشروع مكتبة القهوة وبدعم من معهد جوته ووزارة الشباب والرياضة، العديد من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة من أبرزها معرض للكتاب وندوات أدبية وعروض حكى وورش للكتابة وحفلات فنية ومسابقات للشباب والأطفال وبانوراما للفيلم الألماني. وقال حمادة زيدان أحد منظمين المعرض إنه لم يتوقع النجاح الكبير الذي حققه المعرض فى ظل حضور كبير للجمهور من مختلف الأعمار وحرص من الكتاب والمبدعين على القدوم للصعيد والمشاركة فى المعرض، موضحًا أنه حتى ليلة المعرض لم يكن المسئولون بمركز الشباب وافقوا على منحهم المسرح، ويضيف زيدان الصعيد يحتوى على طاقة كبيرة بداخل الشباب ورغبة فى الإبداع والتعبير عن ثقافتهم وتاريخهم ففى الصعيد نشأة الحضارة الفرعونية وخرج مئات المبدعين، لكن هناك صعوبات ومشاكل كبيرة وتهميشًا إعلاميًا ورسميًا نتمنى أن ينتهى. وشهد برنامج المعرض الذى استمر على مدار خمسة أيام حفلات فنية شاركت فيها فرقة عمدان النور والفنانة هند الراوى بالإضافة لعروض حكى قدمها الروائى احمد أبوخنجير والفنانة أسماء عواد، وكذلك مسرحية قدمها المخرج طارق الدويرى فى معالجة لنص للكتاب محسن أبوبكر، بالإضافة لمعرض للكتاب شاركت فيه مكتبة ومضة بمجموعة من الكتب المتنوعة وبخصومات كبيرة تصل إلى خمسين فى المائة. وبجانب الندوات والعروض الفنية تضمن المعرض مجموعة من ورش العمل من ضمنها ورشة للكتابة أشرف عليها الكاتب أحمد أبو خنجير لتدريب العديد من الشباب والفتيات على تقنيات كتابة القصة القصيرة، بدءًا من تعريف فن القصة وكيفية اختيار العنوان مرورًا بالفرق بين الكتابة الخبرية وبين الكتابة الأدبية، وصولًا لاختيار الشخصيات وتتابع الأحداث وطرق السرد المختلفة، وتضمنت الورشة عددًا من الجولات داخل مدينة ملوى لإعادة اكتشاف تاريخها وتأمل الواقع المعاش والعمل على كتابة قصص تعبر عن المدينة، وأشار أبو خنجير إلى أن إطلاق خيال الكتاب الشباب هو الخطوة الأهم فى ورش الكتابة، موضحًا أن الكتابة تتطلب وجود موهبة وتدريبًا وتثقيفًا وإطلاعاً وهى عملية مستمرة. وشهد المعرض أيضًا اهتمامًا بالأطفال من خلال إقامة عروض حكى ومسابقات وقراءة تفاعلية شاركت فيها المكتبة المتنقلة لمعهد جوتة وعلى هامش المعرض أقيمت بانوراما للفيلم الألمانى عرض خلالها العديد من الأفلام بالغضافة لجلسات نقاشية مع الجمهور.