مع تقدم القوات العراقية فى معركة الموصل معقل تنظيم داعش، تصاعد التوتر بين أنقرةوبغداد بسبب مشاركة القوات التركية فى معركة الموصل. وأعلنت القوات الحكومية العراقية أمس إحراز تقدم فى اليوم الأول من هجوم لاستعادة الموصل آخر معقل تنظيم داعش فى العراق. وبدأت قوات الجيش العراقى والبشمركة الكردية التحرك صوب الموصل فجر أمس الأول تحت غطاء جوى من التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة. وقالت بيانات صادرة عن الجيش العراقى وقوات البشمركة الكردية إنه تمت فى المجمل استعادة 20 قرية من تنظيم داعش إلى الشرق والجنوب والجنوب الشرقى من الموصل. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن اليوم الأول من عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش سار كما هو متوقع، محذرا فى الوقت نفسه من أن هذا الهجوم صعب ويمكن أن يستغرق وقتا. وأوضح المتحدث باسم «البنتاجون» بيتر كوك أن الطائرات العراقية ستلقى فى غضون الساعات ال48 المقبلة 7 ملايين منشور فوق الموصل لإبلاغ سكان المدينة بكيفية حماية أنفسهم من المعارك. فيما، تظاهر الآلاف من العراقيين فى وقت مبكر من صباح أمس أمام مبنى السفارة التركية فى العاصمة بغداد، للمطالبة بإخراج القوات التركية من العراق. وانتشرت أعداد كبيرة من القوات العراقية فى محيط السفارة التركية فى حى الوزيرية ببغداد لتأمين مبنى السفارة مع انطلاق المظاهرة التى خرجت استجابة لدعوة من الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، التركية لدعم الجيش وتحرير الموصل من «الإرهابيين والترسانة التركية» بحسب قوله. فى السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية العراقية أن الوفد التركى الذى يزور بغداد قدم أفكارا بشأن القوات التركية فى العراق لكنها لم ترق إلى مستوى الاستجابة لمطلب بغداد. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال فى بيان نشرته السومرية نيوز إن «الوفد التركى الرسمى الذى وصل إلى بغداد للتفاوض من أجل انسحاب قوات بلاده من الأراضى العراقية، قدم أفكارا بهذا الخصوص، لم ترق إلى مستوى الاستجابة لمطلب العراق بأن على تركيا سحب قواتها من معسكر بعشيقة واحترام سيادة أراضيه». وفى ظل ما تشهده العلاقات التركية العراقية من توتر ملحوظ، أعلن رئيس الوزراء العراقى الأسبق، إياد علاوى فى لقاء مع قناة «أن تى في» التركية الأخبارية، استعداده للتوسط بين تركياوالعراق من أجل تخفيف التوتر بين البلدين، وكان رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى قد حذر تركيا من ارتكاب «خطأ مميت» ارتكبه الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وجدد تأكيده على أن دخول القوات التركية للعراق «ليس نزهة». وشهدت العلاقات التركية العراقية مؤخرا توترا متزايدا، إذ تطالب بغداد الحكومة التركية بسحب قواتها من معسكر بعشيقة شمال العراق، الأمر الذى ترفضه أنقرة بشدة وتؤكد على ضرورة مشاركة قواتها فى معركة الموصل ونشرت صحيفة صحيفة «ديليليش» تركية خريطة لتركيا تضم أجزاء من العراق وسوريا وبلغاريا، فيما ألمح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى أن الموصل وكركوك وأربيل جزء من الأراضى التركية. وتداول إعلاميون ونشطاء صورة غلاف العدد بشكل واسع، منددين بمحاولة أردوغان استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية. وتضم الخريطة المزعومة كركوك والموصل وأربيل وحلب وإدلب والحسكة وأجزاء من بلغاريا وأرمينيا، مذكرةً بالقسم الوطنى (ملى ميساك) وهو اتفاق مختوم من قبل البرلمان العثمانى يرجع لعام 1920، يدعى أن هذه الأراضى أجزاء من تركيا. وتذرع أردوغان بهذه الوثيقة الحدوية. فيما، حذرت الأممالمتحدة أمس من خطر استخدام تنظيم داعش للسكان المدنيين فى مدينة الموصل العراقية كدروع بشرية، أو حتى استعمال أسلحة كيماوية لوقف الحملة التى تشنها الحكومة العراقية. وقالت منسقة الشئون الإنسانية فى الأممالمتحدةبالعراق ليز جراندى «لا يمكننا استبعاد احتمال حدوث هجوم بأسلحة كيماوية». وحذر المفوض الأوروبى للأمن جوليان كينج من تدفق متطرفين من تنظيم «داعش» إلى أوروبا فى حال سقوط الموصل فى مقابلة نشرتها صحيفة «دى فيلت» الألمانية أمس.