في الوقت الذي اجتمعت فيه اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط أمس بواشنطن لبحث سبل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تمر المصالحة الفلسطينية بمنعطف خطير علي الصعيد الداخلي، حيث حمل المكتب السياسي لحركة «حماس» محمد نصر الرئيس الفلسطيني مسئولية تعطيل إنجاز ملف حكومة الوحدة الفلسطينية، وقال إن: عباس متمسك بسلام فياض لشغل موقع رئاسة الحكومة خلال الفترة الانتقالية، بينما نرفض في حماس هذا الترشيح وأكدنا لوفد حركة فتح أننا نضع «فيتو» علي فياض. وأوضح نصر في تصريحات صحفية أمس أن «حماس» طرحت أسماء كثيرة خلال جلسات الحوار التي عقدت مع حركة «فتح» في القاهرة مضيفاً: إننا لم نتمسك باسم بعينه، لافتًا إلي أن الاقتصادي منيب المصري بين الأسماء التي طرحتها الحركة باعتباره شخصية معتدلة ومقبولة لها اتصالات دولية واسعة وعلاقات جيدة مع مختلف القوي، مستنكرًا تمسك عباس بفياض من دون غيره علي رغم أن الساحة الفلسطينية غنية بشخصيات فلسطينية مؤهلة لشغل هذا المنصب. وأعرب نصر عن دهشته إزاء ذلك الموقف، خصوصًا أن حركة «فتح» أيضًا لا تريد فياض قائلاً: هذا ما استنتجناه ولمسناه خلال المحادثات مع فتح، وكشف نصر أنه خلال محادثاته مع رئيس وفد «فتح» عزام الأحمد واتفاقهما علي اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي ل«حماس» خالد مشعل في القاهرة، أنه سأل الأحمد إن كانت «فتح» تتمسك بفياض كمرشح وحيد لها لشغل منصب موقع الحكومة، فأجابه الأحمد بأن هناك شخصيات أخري لدي حركة «فتح»، وأن الأمر لا يقف فقط عند فياض بمعني أنهم منفتحون علي أي اسم غير فياض. وأضاف: نصر لكن يبدو أن عباس لا يري إلا فياض ويصر عليه علي الرغم من أن فتح لا تتمسك به، ودعا نصر حركة «فتح» إلي ضرورة التعاطي مع ملف الحكومة بشفافية وبوضوح، نظرًا إلي أهميته البالغة، فهو عنوان للمصالحة. ومن جانبه وصف القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش الانقسام الفلسطيني بأنه أخطر علي القضية الفلسطينية من نكسة 48 وهزيمة 67 وترك آثارًا نفسية فاقت ويلات الصراع والحروب مع العدو الإسرائيلي. يأتي ذلك فيما اجتمعت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط أمس في واشنطن في لقاء من المفترض أن يكون إحدي المحاولات الأخيرة لتجنب مواجهة كبري في الأممالمتحدة في سبتمبر. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند الجمعة الماضي أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون سيقارنون ملاحظاتهم وسيفكرون في كيفية متابعة عملية السلام.. عقب تقديم طلب للاعتراف بدولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن السلطات بدأت بإعادة عشرات الناشطين الذين شاركوا بحملة للتنديد بالسياسات التي تفرضها إسرائيل علي معابرها من خلال الانتقال جوًا إلي مطار بن جوريون ومنه إلي الضفة الغربية، وتعهد بأن بلاده ستقوم في المستقبل بصد هذه الخطوات التي وصفها بأنها «استفزازية». وقال مصدر في الداخلية الإسرائيلية إن 36 ناشطًا أجنبيًا اعتقلتهم السلطات بمجرد وصولهم إلي مطار بن جوريون قد أبعدوا علي متن رحلات متوجهة إلي أوروبا. كما أفادت مصادر برلمانية أن البرلمان الإسرائيلي سينظر في مشروع قانون مثير للجدل يعاقب من يدعو إلي مقاطعة المستوطنات خلال الأيام المقبلة. ومن جانبه أكد منيب المصري رجل الأعمال الفلسطيني وأحد المرشحين لتولي رئاسة الحكومة الفلسطينية المقبلة في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» عبر الهاتف من قطاع غزة أن هناك مساعًا مصرية تركية لإنجاح المصالحة الفلسطينية ورأب الصدع الفلسطيني وإعادت ترتيبه البيت من جديد مشيرًا إلي أنه يطالب بوجود دور كبير لجامعة الدول العربية وبمساعدة عدد من الدول لتكون قوة ضاغطة لإنقاذ المصالحة ولصالح المشروع الوطني والقضية الفلسطينية لاسيما أننا نريد وحدة صف ووحدة هدف موضحًا في حال اختياره لرئاسة الحكومة سوف يحرص علي العدل والمساواة لأن فلسطين ليست حكرا علي أحد والمصالحة الفلسطينية حتمية وبدونها ستحدث كارثة.