عكست جمعة «الثورة أولاً» العديد من المتغيرات في الساحة السياسية، كان أولها انفصال كل فصيل بمنصة خاصة به، فبعد معركة حادة نجح شباب ائتلاف الثورة في منع جماعة الإخوان المسلمين من احتلال المنصة الرئيسية.. الأمر الذي اضطرها إلي إنشاء منصة خاصة بإحدي حدائق الميدان، فيما أقام اليسار منصة خاصة به في الجانب القريب من المتحف المصري. نشط إسلاميون في جمع توقيعات تطالب بإسقاط التهم والأحكام الصادرة بحق الداعية الإسلامي وجدي غنيم الذي اتهم في قضية التنظيم الدولي للإخوان قبل رحيل النظام السابق بقليل مستهدفين جمع مليون توقيع. اتخذ نشطاء من مدينة السويس جانبًا خاصاً بهم أمام مجمع التحرير مقيمين ما يشبه السرادق وأمامهم نعش كتبوا عليه وفاة القضاء المصري معلنين تلقيهم العزاء فيما هاجم محامي شهداء السويس النائب العام مطالبًا بإقالته بدعوي أنه قدم طعنًا سياسيًا غير قانوني عقب صدور حكم الإفراج عن الضباط لإهدار حقوقهم. المتغير الثاني أن الدعاية الانتخابية كانت ظاهرة بكثافة من الحزبية وحتي النقابية ففي حين رفع أحزاب العمل والعدالة والمساواة تحت التأسيس والنهضة تحت التأسيس، لافتاتهم فإن جماعة الإخوان رفعت لافتات تعبر عن كل محافظة ومنها «رابطة المعلمين بالفيوم تطالب بمحاكمة رموز النظام وتستنكر تأجيل انتخابات النقابة، وأسفلها لافتة الإخوان المسلمين بالفيوم يطالبون بالقصاص لدماء الشهداء. الدعاية لم تقتصر علي السياسية بل امتدت إلي التجارية حيث رفع أحد باعة الكتب لافتة تروج للدكتور إبراهيم الفقي تعلن عن استعداده لمنح دورات في التنمية البشرية للشباب، وإلي جانبها عدد من كتبه عرضها للبيع في الميدان. وردا علي موقف اتحاد العمال المقاطعة للمليونية بدعوي دعم الانتاج رفعت نقابات العمال المستقلة لافتات تطالب بحل الاتحاد العام، وتؤكد أن الإضراب مشروع ضد الفقر وضد الجوع»، مطالبين بحقوق العمال وحدود أدني لائقة للأجور. الإعلام لم يكن بعيدًا عن الميدان حيث تواجدت حركة «إعلاميون مستقلون» تطالب بتطهير ما سبيرو ونقل الثورة إلي الإعلام المرئي والمسموع ليعبر تعبيرًا حقيقيا عن الشعب دون خوف من السلطة التي تدير البلاد، معتبرين أن القائمين علي الإعلام الآن لا يختلفون عن سابقيهم ففي حين كان في الماضي المحاباة للحزب الوطني فإنها الآن للحكومة والمجلس العسكري علي حساب الشعب. في وسط الميدان حمل عدد من أهالي الشهداء صور أبنائهم يطالبون بالقصاص العادل من قاتليهم وبينهم وقف رجل بسيط يرتدي جلبابًا طاعن في السن يحمل صورة الطفل حسن محمد حسن الذي استشهد عن عمر يناهز 13 عامًا الرجل أعجزه الحزن عن الكلام مكتفيًا بعبارة أسفل الصورة «أطالب بحق الشهيد». وفي حين أصر ائتلاف شباب الثورة وحركة 6 أبريل وحزب الجبهة الديمقراطي علي مواصلة الاعتصام داخل الميدان كان جماعة الإخوان والسلفيون وغيرها من الحركات قد قررت فض الميدان في السادسة من مساء الجمعة. فيما نشط عدد من الشباب في توزيع استبيان حول رأي الشعب في لمليونية المجلس العسكري وحكومة شرف وسط تراجع كبير للتعليقات والصور الساخرة التي اشتهرت بها المليونيات السابقة.. الأمر الذي يعكس حالة الإحباط التي أصابت الثوار.