كان لابد أن تخرج الناس المهووسة المنكوسة مرة أخري إلي ميدان التحرير، بعد أن ضحك عليهم المعلم شرف، وركبهم مراجيح الوطن، وفضل يمرجح فيهم لحد ما داخوا ونزلوا علي دماغهم، وبقوا ماشيين يلطشوا في اللي قدامهم، وبعد أن لطع العساكر الثورة علي قفاها، لحد ما بركت زي الفرخة الدايخة، وقام الإخوان ربنا يكرمهم بذبحها علي الطريقة الشرعية، عشان مافيش حد واطي يقولك والنبي ده حرام.. كان لابد من الزحف إلي ميدان التحرير الشرعية الثورية الوحيدة الآن بعد أن شافوا بعينهم اللي هاياكلها الدود، حكومة شرف أفندي.. أديله حاجة، جالها الدور اللي ماشي.. والدور ما نيمهاش، فأخذت ترفس وتنطح وتهلوس.. أنا شجيع السيما.. أبوشنب بريمة، حتي يفقعها العسكر حقنة شرجية، فتتكوم جنب الحيط، الحكومة التي خرجت من ميدان التحرير، لبست العمة في مصطفي محمود، وقعدت ترقص بالسنج والمطاوي، وترفع شعار.. «يابخت من قدر وعفي يا أخوانا.. ويا بخت من بات مغلوب ولا بات غالب.. الهي يولع في جتتكم يا بعدا وأخلص من قرفكم». كان لابد من مواصلة الاعتصام، لاستعادة الثورة التي تم نشلها من ميكروباص الوطن في دوران شبرا، وتسليمها إلي أبينا الذي في شرم الشيخ، والذي قام بدوره بتسليمها إلي ماما سوزان مش عشان حاجة لا سمح الله لكن عشان تديها الرضعة وتهشتكها وتكرعها، لا شيء قد تغير منذ الثورة، وكأن حكومة الحرامية والهجامين والبلطجية هي التي تحكم حتي الآن، فلا يوجد مخلوق علي وجه الأرض يستطيع أن يؤكد أنه قد أنعم الله عليه برؤية خلقة حبيب العادلي، وتف عليها ورميلها خمسة جنيه وجري، ولا أحد يستطيع أن يعرف علي وجه اليقين ماذا يحدث لجمال وعلاء، ولماذا لم يقدما للمحاكمة حتي الآن، جايز خايفين علي نفسية الحاج حسني لأنه حسيس، وجايز تحصله حاجة لا سمح الله، قالك نستني لما ربنا يحلها بمعرفته بقي، وعزرائيل يرجع من اجازة نصف السنة، ومازال القناصة والضباط القتلة، يمارسون أعمالهم تحت رعاية الحاج عيسوي شيخ الغفر، وأهالي الشهداء.. لا طالوا أبيض ولا أسود ولا المصابين الذين يلفون علي القومسيونات الطبية ولا حرامية الفراخ، قبضوا قرش تعريفة بل إن أحد المصابين الذي فقد عينه عندما وقف أمام البيه رئيس القومسيون تقولشي قومسيون خضار لا مؤاخذة قاله البيه.. مالك.. ما أنت زي القرد أهه.. قاله عيني راحت يا بيه، قاله.. ده من حظك يامنيل.. أنت كده تسرح في الموالد وتكسب دهب، وبعدين يعني هاتشوف إيه؟! جتك نيله فيك وفي أيامك السوده. كان لابد من الصراخ في ودن الحكومة الطرشة، خصوصا أن الحاج حسني بقي بسم الله ما شاء الله.. لا ارتجاج أذيني ولا ارتجاج مناخيري ولا ارتجاج حواجبي عصبي، حتي السرطان اللي عنده ده إذا كان عنده سرطان بجد لأن ده لامؤاخذة يعني من أسرار الدولة طلع بطيء الانتشار.. سبحان الله يا أخي.. حتي العيا بيفرق بين الرئيس، وبين المواطن الجربان اللي ملوش لازمة من أصله، ولذلك.. يفكر سيادته الآن بدل الراقدة اللي مالهاش لازمة دي، يخطف رجله ويطلع السعودية، يطمن علي إخواته المخلوعين خصوصا أن ملهمش غير بعض دلوقت، ويسلم علي الشاويش صالح اللي بقي شبه الوليه كونداليزا رايس، والعيال بتزفه في الشارع علي طريقة يونس شلبي.. صالح اتحرق هيه، والحاج زين العابدين الرئيس الوحيد في العالم، اللي ربنا نفخ في صورته وفهم بعد خمسة وعشرين سنة، وماله.. أهه أجدع برضه من الحاج بتاعنا اللي قعد ثلاثين سنة، ولحد دلوقتي ما فهمش.. لدرجة أنه لما قالوا له.. الحق ياريس.. الشعب جاي يودعك.. قالهم. ليه؟! هو الشعب مسافر ولا إيه؟! وبدأ الرئيس فعلا يستعد للسفر، خصوصا أن غيبته طالت علي إخوانه الأختين الحلوين صالح وزين العابدين، اللي قاعدين يغنوا له.. ياللي كويت الفؤاد عند مكوجي الطرابيش.. زر عيني اتقلع وأنت ما بتجيش، علي رأي الفيلسوف خالد الذكر شكوكو بس سيادته مستني يقبض المعاش، عشان مايصحش يدخل عليهم بايده فاضية، واجب برضه ياخدلهم اتنين كيلو برتقال.. أو حتي حرنكش، ويقال: إن بعد زيارة الزملاء المخلوعين هايطلع علي ليبيا عشان جاله عقد عمل من المجلس الانتقالي المزنوق في رئيس لمدة سنتين وبدون شرط جزائي، عشان لما يحبوا يحوشوه.. ما يدفعوش حاجة يعني ها يبقي موت وخراب ديار.. لكن يا ضنايا.. ملحقش يتهني بأي حاجة فجأة العيال طلعت علي التحرير وطالبوا بمحاكمته هو وكل الحرامية اللي كان مسرحهم، وبياخد منهم أرضية، سيادته سمع كده.. ورجعله الارتجاج والاهتزاز والزغللة لدرجة أنه كل ما يشوف الحاجة أم جمال داخلة عليه يصرخ.. ألحقوني.. أمنا الغولة جاية تاكلني.. ولما يفوق شوية.. يبصلها ويقولها.. نهار ما شفته.. تعبان قرصني.. رقدني جمعة.. ويوم ما بوسته.. ميل وعاصني من بقه دمعه، ولسه بإذن الله تعالي.. هايطلع عند سيادته أمراض جديدة ومتنوعة وكاجوال لسه ما نزلتش السوق.. ويا ثورة ما تمت.. خدها الغراب وطار.