رغم أن الفيلم التسجيلى «يلا اندرجراوند» كان قد انتهى تصويره بالكامل عام 2013 إلا أنه أقيم له العرض المصرى الأول منذ أيام بسينما زاوية، وهو أول فيلم تسجيلى طويل يرصد حالة الفرق الشبابية الموسيقية والتى يطلق عليها فرق «الاندرجراوند» والتى تقدم أعمالا ثقافية شبابية ومؤثرة فى الأجيال الصغيرة بشكل خاص، واعتمد مخرج الفيلم الألمانى «فريد إسلام» على إبراز دور الفرق السياسى والاجتماعى الكبير خاصة فى مرحلة الربيع العربى حيث تم التصوير على مدار 4 أعوام من 2009 إلى 2013 بين مصر والأردن ولبنان وفلسطين. حقق صدى كبيرا لدى الجمهورعند عرضه لأول مرة فى افتتاح مهرجان Visions Du Reel للأفلام الوثائقية بمدينة نيون بسويسرا العام الماضى. ليحصد عدة جوائز فى دورته فى المهرجانات فى عامى 2015 - 2016، فقد فاز بجائزة مهرجان Hessian Film Festival لأفضل فيلم وثائقى لعام 2015 بفرانكفورت بألمانيا، وبجائزة المحكمين لأفضل فيلم وثائقى فى مهرجان The Chicago International Movies and Music Festival بالولايات المتحدةالأمريكية هذا العام وبالجائزة الكبرى فى مهرجان The Gaspe Vues Sur Mer Festival بكندا بالإضافة إلى ترشيحه جوائز فى أكثر من 6 مهرجانات آخرى وعرضه فى أكثر من 25 مهرجانا دوليا. من جانبها قالت «دينا حرب»، المنتج المشارك والمدير التنفيذى لشركة Birthmark Films إن الهدف الأساسى من الفيلم هو إلقاء الضوء على فنانين يسعون للتغيير والوصول للجماهير عن طريق فنهم الذى يختلف عن الشائع والدارج. ومعظم المشاركين فى الفيلم مصريون وأحد أبرز هؤلاء هو الجيتاريست «أوسو» وهو أيضا مؤسس مهرجان «SOS Music Festival»، وهو من مؤسسى فرقة نغم مصرى، وكان عضو فى فرقة افتكاسات، وحاليا هو عضو فى فرقة HOH. وعن مشاركته بالفيلم قال أوسو «فى البداية لم يكن لدينا تخيل أنه سيكون فيلم تسجيلى طويلا ولكن المخرج قابلنى كمؤسس لأشهر وأقدم فرق الاندرجراوند وكان الأمر مجرد توثيق لبداية الفرق وما نتعرض له والأعمال التى نقدمها وكنت وقتها لدى فرقة نغم مصرى ومهرجان «sos» بالإضافة إلى شغلى الخاص كموسيقى.. وقمنا بتصوير الفيلم على مراحل عام 2009 جاء مرة أخرى ليرصد وقت الثورة ثم ما تلاها من أحداث فهو كان يريد رصد التغيرات التى طرأت على نفس الأشخاص خلال الأحداث التى أثرت على كل البلد». وعن دور الفرق الموسيقية السياسى قال أوسو إنهم كانت لهم أدوار كبيرة قبل الثورة فى الحس على التغيير والتعبير عما تحمله أفكار الشباب ولكن وقت الثورة فضل هو عن نفسه عدم الغناء حتى وإن كانت أغانيه سوف تحمس الثوار، حيث قال إنه رأى أنه لا وقت للغناء ويجب عليه التمسك بدوره كمواطن يدافع عن وطنه وحريته وأهله. وأضاف اوسو: «مساحة الحرية للتعبير عما نعيشه ليست كبيرة ولكن مع اختلاف شكلها قبل الثورة وحتى الآن، ولكنى أنا عن نفسى أرى أننى يمكننى توصيل الرسالة التى تعبر عنى ولكن بذكاء وفى شكل فنى.. فيمكنا إصلاح كل شىء بالتعليم والقافة والفن حتى نستطيع أن يتم التغيير بشكل فعلي». وعن إقامة مهرجان «sos» قال أوسو إنه قد فكر بحيث إنه يقوم باختيار الجمهور المهتم لسماع الموسيقى للمشاركة والتعليم بدون مقابل، خاصة أن نوعية موسيقى الاندرجراوند تقابل بعدد من الانتقادات من بعض أطياف الجمهور دون محاولة للاستماع لها حتى إنه وصل الأمر إلى اتهامهم بأنها موسيقى عبدة الشيطان، مضيفا إن أطياف الجمهور بجميع أعماره اختلفت عليهم، لذلك أقام هذا المهرجان بتسجيل مسبق للجمهور الذى يرغب فى حضور الحفلات. وأضاف قائلا: «هذا المهرجان توقف عام 2010 وأطلقنا منذ فترة قصيرة مشروع أكبر وأشمل لكل المحافظات المصرية وهو موقع «اوصل بالعربي» وهو يهدف إلى إتاحة الفرصة لكل الموهوبين من مختلف المحافظات أن يتعلموا مختلف أنواع الموسيقى اونلاين عن طريق فيديوهات توجيهية من كبار الموسيقيين المحترفين، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لهم كعازفين مع كبار الفرق الأخرى، وهذا المشروع بدأناه لأنه للأسف لا يوجد مركز يعلم الموسيقى بشكل احترافى بالدولة، لذلك قررنا اتاحة الفرص للراغبين بذلك».