السيسي يهنئ البابا تواضروس بمناسبة عيد القيامة المجيد    جامعة المنيا تحقق معدلات مُرتفعة في سرعة حسم الشكاوى    تفاصيل مشروعات الطرق والمرافق بتوسعات مدينتي سفنكس والشروق    تعرف على أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم السبت    رفع أطنان من المخلفات وصيانة أعمدة الإنارة في كفر الشيخ    بإجمالي 134 مليون جنيه، رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات مدينة ناصر وجهينة    القاهرة الإخبارية: تقدم ملحوظ في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    "3 تغييرات".. التشكيل المتوقع للأهلي ضد الجونة في الدوري المصري    إصابة 8 أشخاص في انفجار أسطوانة غاز بسوهاج    ضبط 37 مليون جنيه حصيلة قضايا إتجار بالنقد الأجنبي    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    «البدوي»: الدولة تتبنى خطة طموحة للصناعة وتطوير قدرات العمال    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    روسيا تسقط 4 صواريخ أتاكمز أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم.    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    جيش الاحتلال يقصف أطراف بلدة الناقورة بالقذائف المدفعية    «الرعاية الصحية» تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد القيامة وشم النسيم    صافرة كينية تدير مواجهة نهضة بركان والزمالك في نهائي الكونفدرالية    عفروتو يرد على انتقادات «التقصير والكسل»    وزير المالية: الاقتصاد بدأ بصورة تدريجية استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    أمر اداري لمحافظ الأقصر برفع درجة الاستعداد بالمراكز والمدن والمديريات فترة الاعياد    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    سفاح فى بيتنا.. مفاجآت فى قضية قاتل زوجته وابنه    "دفنوه على عتبة بيتهم".. أبوان يقيدان ابنهما ويعذبانه حتى الموت بالبحيرة    "تطبيق قانون المرور الجديد" زيادة أسعار اللوحات المعدنية وتعديلات أخرى    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام موسم عيد الفطر أمس.. السرب في الصدارة    تامر حسني يوجه رسالة لأيتن عامر بعد غنائها معه في حفله الأخير: أجمل إحساس    طرح البوستر الرسمي لفيلم «بنقدر ظروفك» وعرضه بالسينمات 22 مايو    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    «القومي للمرأة» يشيد بترجمة أعمال درامية للغة الإشارة في موسم رمضان 2024    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    أسعار البيض اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    رئيس هيئة الدواء يشارك في اجتماع «الأطر التنظيمية بإفريقيا» بأمريكا    عمرو وردة يفسخ تعاقده مع بانسيرايكوس اليوناني    تشكيل أرسنال المتوقع أمام بورنموث| تروسارد يقود الهجوم    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من «بيت الله» إلى «البيت الأبيض» وثائق «صعود» و«سقوط» الإخوان الحلقة الثامنة

انفراد: بالمخططات البيانية.. «الهياكل» السرية ل«اتصال الإخوان» بالعالم الخارجى
فى أعقاب استحداث «تنظيم الإخوان الدولى» لمنظومة «أجهزته الداخلية» (وفى مقدمتها: «جهاز التخطيط»)؛ للإشراف على «مخططات، وآليات التحرك» بأفرعه المختلفة (أفرع الأقطار)؛ تمهيدًا للوصول إلى «مرحلة التمكين» بقطر واحد (على الأقل).. كان أن انعكست آليات «التخطيط الاستراتيجى» بشكلٍ أكثر وضوحًا داخل أروقة «التنظيم الدولى»، منذ التسعينيات، تقريبًا.
فوقتئذ.. كان «جهاز التخطيط»، قد شرع فى نقل آلياته، وطريقة عمله الداخلية لأغلب «الأجهزة»، التى استحدثها التنظيم.. ومن ثمَّ.. أصبح هناك «مندوبٌ» عن الجهاز (أى: جهاز التخطيط) بالأجهزة الأخرى؛ لتنسيق «آليات التحرك» المشترك.. فضلاً عن وضع «الإطار الداخلى» لطريقة عمل كل جهاز.
وعلى هذا.. كان أن بدأت الأجهزة الأخرى فى تكوين عدد من «اللجان النوعية»؛ لتقديم «الدعم» اللازم ل(الأقسام القُطرية) التى يشرف عليها كل جهاز من الأجهزة المُستحدثة.. وهو ما كان ترجمة مباشرة لنظام العمل «الداخلى» باللجنتين النوعيتين «الرئيسيتين»، اللتين استحدثهما «جهاز التخطيط».. ونقصد بذلك: «لجنة تطوير الرؤية والبحوث» (لجنة البحوث والدراسات)، و«لجنة الدعم الفني، والمتابعة».
.. إذ تتشكل اللجنة الأولى (أى: لجنة تطوير الرؤية والبحوث) من اثنين من أعضاء مجلس إدارة الجهاز (منهما: رئيس اللجنة)، إلى جوار أعضاء آخرين «من خارج المجلس»، يتم اختيارهم وفقًا لاحتياجات كل مرحلة، فى ضوء وظيفتها الأساسية، الخاصة بإجراء «المراجعات اللازمة» لرؤية التنظيم، فى ضوء المستجدات المطروحة على الساحتين: «العالمية، والإقليمية» (1).. إلى جانب إعدادها «الدراسات الفنية»، المتعلقة بأعمال «مجلس إدارة الجهاز».
أما اللجنة الثانية (أي: لجنة الدعم والمتابعة)؛ فتتشكل من اثنين، أيضًا، من أعضاء المجلس (منهم: رئيس اللجنة)، إلى جوار أعضاء آخرين من خارجه.. إذ إنها تهتم بتعميم، و«ترويج الرؤية»، والتأكد من التزام الوحدات والمجالس بواجباتها تجاه المشروعات التنظيمية.. كما «تُساند الوحدات»؛ بتزويدها ب«الدراسات الفنية» اللازمة؛ لإدارة المشاريع، ووضع الخطط، وتنسيق العمل بين اللجان، والمجالس الأخرى (أى: مجالس إدارات الأجهزة الأخرى).
وبالتالي.. بات من المُتبع داخل أجهزة التنظيم الأخرى، تأسيس لجان نوعية خاصة ب«الدراسات والبحوث»؛ لتطوير طريقة عملها الداخلية، فى سياق «الخطة العامة» التى تكفل «جهاز التخطيط» بتحديثها كل أربع سنوات، تمهيدًا ل«مرحلة التمكين».
فى ذلك الوقت (أى: منذ نهايات الثمانينيات، وبدايات التسعينيات)، كان ثمة «ذراعين دوليين» يمثلان امتدادًا دوليًّا ل«مكتب إرشاد القاهرة».. ونقصد بذلك: «رابطة الإخوان المصريين العاملين بالخارج»، و«قسم الاتصال بالعالم الخارجي» (لا يوجد بين التنظيمات القُطرية الأخرى «قسمٌ موازٍ» فى قوته لهذا القسم).. وبالتالي؛ كان حرص «إخوان مصر» – فى إطار سعيهم «الدائم»؛ لإحكام قبضتهم على «التنظيمات القُطرية» الأخرى – على الحفاظ على «القوة الدولية» لهذين الذراعين، ظاهرًا بشكلٍ لافت، خلال تلك السنوات.
فالرابطة.. تشكلت، من حيث الأصل، كامتداد خارجى لمكتب إرشاد القاهرة بالعام 1986م.. وذلك؛ بعد أن أحدثت «موجات الهجرة الخارجية» لأعضاء صف الجماعة - فى أعقاب ما يُعرف داخل «أدبيات الإخوان» بمحنتي: (الخمسينيات، والستينيات) - انتشارًا عربيًا، ودوليًّا واسعًا لأعضاء الجماعة.. ومن ثم فكر هؤلاء فى توحيد صفوفهم «خارجيًّا» عبر تأسيس هذا «الكيان التنظيمى» الجديد.. بعد الإعلان عن تأسيس «التنظيم الدولى» بنحو بضع سنوات، فقط. (2)
أما قسم «الاتصال بالعالم الخارجى» (تشكل فى بدايته، تحت مُسمى: الاتصال بالعالم الإسلامى)؛ فهو كيان أسسه مرشد الجماعة المؤسس (حسن البنا)، منذ أربعينيات القرن الماضي، كأحد الأقسام التابعة ل«مكتب الإرشاد»؛ من أجل نشر «الفكرة الإخوانية» على نطاق إسلامى واسع.. خاصة بين صفوف الوافدين للدراسة ب«الجامع الأزهر».
وكان هذا القسم (أي: قسم الاتصال بالعالم الإسلامى)، يتكون فى بدايته من «ثلاث» لجان رئيسية، هى:
(1) - لجنة الشرق الأدنى، وتضم: البلاد العربية والشعوب الإسلامية فى إفريقيا.
(2) - لجنة الشرق الأقصى، وتشمل: دول شرق آسيا، ووسطها.
(3) - لجنة الإسلام فى أوروبا.
لكن.. تطورت تلك التقسيمات، و«الاختصاصات» - فيما بعد - بحيث أصبحت أكثر تفصيلاً، وتخصصًا.. إذ استفاد «قسم الاتصال بالعالم الخارجى» – على وجه التحديد – من عمليات «التخطيط الاستراتيجي» التى بات يتبعها «تنظيم الجماعة الدولى».. ومن ثمَّ.. أضاف إلى اختصاصاته اختصاصات جديدة، منها: وضع الخطط والدراسات اللازمة لمساندة، ودعم العمل الإسلامى العالمي.. إلى جانب: دعم اتخاذ القرار داخل «مكتب الإرشاد» - فيما يتعلق بالسياسات والتوجهات ذات البعد الخارجى - و«الإشراف على المبعوثين فى مصر» (أى: الوافدين للدراسة الدينية).
فى سياق عملية الاستفادة من آليات العمل داخل «التنظيم الدولى» (واتساقًا مع اختصاصاته الجديدة)؛ أحدث «قسم الاتصال بالعالم الخارجى» عددًا من التغييرات «الهيكلية» فى بنائه الداخلى.. إذ استحدث، هو الآخر، لجنتين جديدتين: إحداهما ل«البحوث والدراسات»، والثانية ل«العلاقات العامة».. وهما «لجنتان» تخضعان لإشراف مباشر من «أمين عام» القسم.
بينما تطورت «اللجان النوعية» القديمة (اللجان «الثلاث» السابقة، التى تم تأسيسها فى عهد «البنا»)؛ لتصبح أكثر تعقيدًا، وتخصصًا.. إذ باتت تضم نحو 10 لجان فرعية، تتوزع على (لجنتين رئيسيتين)، تخضع كل لجنة منهما (أي: من اللجنتين الرئيسيتين) لإشراف مباشر من أحد نواب رئيس القسم.
.. وبالتالى – وعلى وجه الحصر – فإن الهيكل «الداخلى» الحالى لقسم الاتصال بالعالم الخارجي، يتوزع كالآتى (3):
(أ) - رئيس القسم (4): ويتبعه «أمين عام للقسم»، ونائبان.
(ب) - أمين عام القسم: ويشرف على لجنتي: «البحوث والدراسات»، و«العلاقات العامة».
(ج) - نائب رئيس القسم، لشئون (لجنة البعوث)، ويتبعه 5 لجان، هي:
* لجنة التربية.
* لجنة الإشراف (أي: الإشراف على الطلاب الوافدين).
* لجنة طلاب إفريقيا.
* لجنة طلاب وسط آسيا.
* لجنة طلاب جنوب شرق آسيا.
(د) - نائب رئيس القسم، لشئون (اللجان الإقليمية)، ويتبعه 5 لجان، هي:
* لجنة إفريقيا.
* لجنة المنطقة العربية.
* لجنة جنوب شرق آسيا.
* لجنة أوروبا، وأمريكا.
* لجنة آسيا الوسطى.
من واقع «الدور التاريخي» الذى لعبه «قسم الاتصال بالعالم الخارجى» (أو ب«العالم الإسلامى») فى انتشار «الفكرة الإخوانية» عالميًّا.. ربما، يبدو تمسك الجماعة بوجود قسم للاتصال فى الوقت الحالي، مُلغزًا بعض الشيء، أمام العديد من الباحثين.. خاصة بعد أن حقق الانتشار الإخوانى دوره فى تأسيس ما يُعرف حاليًا باسم: «التنظيم الدولى».. إلا أن حل تلك «العلاقة المُلغزة» ليس عصيًّا، بأى حال من الأحوال.. إذ تُبين فروق الاختصاص، بين الجانبين (أي: بين «التنظيم الدولى»، و«قسم الاتصال») أطراف تلك «المعادلة» إلى حدٍّ بعيد.
فطبيعة عمل «قسم الاتصال بالعالم الإسلامى»، أو (بالعالم الخارجى)؛ تتركز – من حيث الأصل - على الساحات التى ليس بها «عمل إسلامى مُنظم»، أو «حديثة العهد» بهذا العمل (أفراد – مجموعات صغيرة – أو نشر الفكرة الإخوانية داخل المجتمعات التى لا تتواجد بها «الفكرة الإخوانية» بصورة قوية).. أما طبيعة عمل «التنظيم الدولى»؛ فتتركز حول تنسيق أنشطة فروع الجماعة الدولية «ذات الهياكل التنظيمية المكتملة».
.. أى أن «قسم الاتصال» هو المسئول عن وضع «بذرة الجماعة» داخل القطاعات، والبلدان التى لم تصلها «الدعوة الإخوانية» بشكل كامل، فضلاً عن رعايتها (أي: رعاية تلك البذرة) خلال مراحل نموها الأولى.. وانطلاقًا من طبيعة العمل تلك، تأتى أهمية الاتصال بالوفود القادمة للدراسة بالأزهر، أو «البعثات الدراسية» الوافدة.. فإذا اكتملت عملية النمو، بما يسمح بتشكيل فرع (مكتمل الهياكل الداخلية)، يتم إلحاقه بنظام العمل داخل «التنظيم الدولي» للجماعة.
وبالتالي.. يُمكننا ملاحظة أن ثمة دور مهمًا لتنظيم «الجماعة الأم» فى مصر، فى الإبقاء على «فاعلية» قسم الاتصال.. إذ إن «المهمة» الملقاة على عاتقه، هى وضع الأساس الذى يتم من خلاله تشكيل الأفرع الدولية الجديدة.. وهو ما يُضيف لها (أى: للجماعة الأم) سطوة إضافية فى إحكام قبضتها الخارجية على التنظيمات القطرية الأخرى (لسنا فى حاجة – هنا – لتكرار أن تلك الرغبة كانت أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت صقور «الجماعة فى مصر»؛ لتأسيس «التنظيم الدولى»).
ولإنجاز تلك «المُهمة» (أي: مُهمة غرس نبتة الجماعة، من حيث الأصل، داخل الأفرع المُستهدفة)؛ يتطلب ذلك من «قسم الاتصال بالعالم الخارجى) القيام بمهام «داخلية» محددة؛ للنجاح فى نشر «الفكر الإخوانى»، واستقطاب «الوفود» إلى حظيرة الجماعة.. حتى يُمكن جعلها – فيما بعد – تتمركز حول «التنظيم»، بشكل كامل.. ومن تلك المهام: (الإشراف على طلبة البعوث)، ويخضع ل«لجنة الإشراف»:
ويُعد هذا الأمر من أهم «مهام» القسم، إذ يستهدف جعل الطُلاب «الوافدين» للدراسة، يتحلقون – بشكلٍ تام – حول الجماعة.. عبر اعتمادهم - فى شئونهم الدراسية كافة – على ما يوفره لهم «قسم الاتصال» من خدمات.
ومن ثمَّ.. كان أن وضع القسم العديد من «الدورات التأهيلية» للطلاب الوافدين، منها: دورات «التأهيل العلمى»، مثل:
■ دورات «إجادة اللغة العربية»، عبر إنشاء «مراكز لتعليم اللغة العربية».
■ دورات «التمكن من العلوم الشرعية»، عبر إنشاء «حلقات» يقوم بها أعضاء هيئة التدريس (التابعين للتنظيم).
ومنها، أيضًا «دورات التأهيل المهنى» أو «الحرفى»؛ لإكساب الطلاب حرفة، أو مهنة مناسبة لبيئته، تُمكنه من «الاستقلال المالي» حال عودته لبلاده؛ لكى يمارس «عمله الدعوى» من دون التأثر بمن هم خارج التنظيم.. فضلاً عن أن هذا الأمر يجعلها «مدينًا» بالفضل للجماعة التى دربته، وعلمته (!)
إلى جانب: «دورات التأهيل المهارى».. وتستهدف: إكساب الطلاب بعض المهارات التى يستطيع من خلالها التميز فى مجتمعه، والتأثير فيه.. مثل: (تعلم بعض اللغات الأجنبية السائدة فى مجتمعه – استخدام وسائل الاتصال الحديثة... إلخ).
.. ودورات «التأهيل الدعوى»، وتستهدف:
■ إدراك الإسلام (كما تفهمه الجماعة) بحيث يشتمل على علوم مثل: فقه الأفراد، وفقه الأولويات، وفقه إقامة الدولة.
■ تأهيلهم للتعامل مع ما تعتبره الجماعة «بدعًا مجتمعية»، وآفات، وأفكارًا غريبة، مثل: غلاة الصوفية و القاديانية و غلاة الشيعة … إلخ.
■ تأهيلهم كدعاة – بمعنى أن يكون صاحب قضية يدافع عنها، ويذود من أجلها.
■ معرفته بأهمية الإخوان، ودورهم فى العمل الإسلامى!
ومن المهام الملقاة على عاتق «لجنة الإشراف» أيضًا، «المحافظة على استمرارية توافد الطلاب»، عن طريق:
■ استقدام أفراد «أكثر فاعلية»، عبر اختيار العناصر (الصالحة للعمل بالتنظيم)، وتأهيلهم فى بلادهم قبل السفر.
■ ضمان كفالة كريمة تضمن له حياة مستقرة.
■ ضمان جديتهم فى التوجه لتعلم العلوم الشرعية.
■ ضمان رغبتهم فى عودتهم إلى بلادهم مرة أخرى لتأدية رسالتهم (رسالة التنظيم).
■ استمرار الاتصال بهم بعد عودتهم خاصة فى البلاد التى ليس لنا فيها تواجد.
عندما يُصبح الفرد المستهدف بأنشطة «قسم الاتصال» محلاً لثقة الجماعة؛ يُخضعه «القسم» لعدد آخر من الدورات التأهيلية «الأكثر ارتباطًا» بأنشطة التنظيم.. وهى دورات يتم تضمينها فى سياق «ملفات» كاملة يُشرف عليها القسم.. إذ يأتى على رأسها «ملف الدورات التربوية».. ويشمل الدورات الآتية:
دورة التصعيد: وتشتمل على موضوعات: (الغاية، والهدف، والوسيلة – الإخلاص – الأخوة - الشمولية - المؤامرة على الإسلام - وجوب تبليغ الدعوة (أى: دعوة الإخوان) - وجوب العمل الجماعى (أى: حتمية الانضمام إلى الجماعة، من الناحية الشرعية!) - الجماعات العاملة على الساحة – لماذا جماعتنا؟ – طبيعة الطريق).
دورة النقباء: (الهدف منها تأهيل «مساعدى نقباء»).
دورة نقل: وتشمل الموضوعات التالية: الإخلاص – الدعوة الى الله، وأخلاق الداعية – أهمية الاستعداد للعمل للإسلام (فى حقيقة الأمر: العمل لحساب الجماعة، لا للإسلام!) – الشمول– شبهات حول الإسلام – السريّة والانضباط (أي: ضرورة الالتزام بمرحلة: «سرية التنظيم، وسرية الدعوة».. وهى من مصطلحات «المنهج الحركى» الذى تتبعه الجماعة، فيما قبل مرحلة التمكين) – الأخوة والحب فى الله.
.. ثم تلى دورات «الملف التربوى»؛ دورات ملف «فهم الإسلام»، إذ تبدأ الجماعة – هنا- فى سحب أفرادها – بشكل أعمق – نحو تأميم فهمهم للإسلام، وفقًا لما يراه فقهاء الجماعة، ودعاتها.. إذ يتضمن دورات:
■ دورة مقاصد الشريعة: وتتم على 4 محاضرات بمتوسط 8 ساعات، وتشمل عناصر، و«مضامين» من الكتب التالية: (المقاصد العامة للشريعة للدكتور يوسف القرضاوى – الموافقات للشاطبى – إلى جانب ما يُستجد من مناهج تراها الجماعة مناسبة لأفراد صفها).
■ دورة «فقه الأولويات»: وتتم على 5 محاضرات بمتوسط 10 ساعات، وتشمل عناصر، و«مضامين» من الكتب التالية: (فقه الأولويات دراسة فى الضوابط للدكتور يوسف القرضاوى – أولويات الحركة الإسلامية للدكتور يوسف القرضاوى – فقه الاولويات د.مجدى الهلالي).
■ دورة « كيف نتعامل مع القرآن «: وتتم على 5 محاضرات بمتوسط 10 ساعات، وتشمل عناصر، و«مضامين» من الكتب التالية: (كيف نتعامل مع القرآن للدكتور يوسف القرضاوى وللشيخ محمد الغزالى – مفاتيح للتعامل مع القرآن للدكتور صلاح الخالدى – التبيان للنووى).
■ دورة «كيف نتعامل مع السنة»: وتتم على 4 محاضرات بمتوسط 8 ساعات، وتشمل عناصر، و«مضامين» من الكتب التالية: (كيف نتعامل مع السنة للدكتور يوسف – إلى جانب ما يُستجد من مناهج تراها الجماعة مناسبة لأفراد صفها).
■ دورة «الأصول العشرين»: وتتم على 15 لقاء أسبوعيًّا.. كل لقاء ساعتان.. ويقوم باعطائها أساتذة الجماعة بجامعة الأزهر»، ويتم فيها تناول «الأصول العشرين فى فكر البنا» بالشرح، والتحليل، والأحكام، وتفعيل الأصل فى واقع الحياة (دورة خاصة بالمستوى «أ» لأفراد الصف).
.. وعندما ينتهى «الوافد» من دراسته، ويهم بالعودة إلى بلده؛ يُخضعه «القسم» إلى «دورة المسافرين».. وهى دورة تستهدف تركيز جهوده على «آليات الاتصال الجماهيرى»؛ من أجل نشر «الفكرة الإخوانية» بين أقرانه، حال عودته.. إذ تشمل: دورة «مكثفة» عن تاريخ الجماعة، ونشأتها.. إلى جانب «محاضرات» في: أولويات الإصلاح (على منهج الجماعة) – الاتصال الجماهيرى – الاستشراق والتبشير.
يبقى، فى النهاية – على خلفية نشاط «الاتصال الدولى» بالوافدين - ثمة دورٌ تنسيقى بين «قسم الاتصال» فى مصر، وتنظيم الجماعة الدولي.. إذ وفقًا للائحة القسم الداخلية (لائحة غير مُعلنة)؛ فإن أول «مهمات، وأهداف القسم المرحلية»:المعاونة، والمساندة، و«التنسيق» مع أجهزة، و«مكاتب التنظيم العالمي».. خصوصًا «الأمانة العامة»، و«جهاز الطلاب».
.. ثم تأتى، بعد ذلك، المهمات، والأهداف التالية:
تنفيذ ما يكلف به القسم من قبل «مكتب الإرشاد».. والمعاونة، والمساعدة فى دعوة، واستقبال «الوفود الخارجية» فى المناسبات القومية، وترتيب إقامتهم، واتصالاتهم، وتسهيل مهماتهم، مع مرعاة قواعد «الأمن والسلامة الشخصية»، والعامة.. إعداد، وتنفيذ «دورات تأهيلية»؛ لتكوين كوادر للعمل على المستوى العالمى، وللدعاة الموفدين الى الخارج، وللمسافرين للإقامة المؤقتة أو المستديمة، حول ظروف العمل وطبيعة الدور المطلوب فى الأقطار - التى ليس بها تنظيم إخوانى - أو الأقطار حديثة الاتصال ب«التنظيم العالمى».
.. والتعريف، والتزكية ( التوثيق والتضعيف ) بين الداخل والخارج، وترتيب وتيسير الارتباط التنظيمى فى الأقطار الناشئة مع الأمانة العامة.. والسعى لتفعيل المؤسسات الإسلامية العاملة فى الساحات الخارجية، كالندوة والرابطة الإسلامية وغيرها، والاتصال بها؛ لخدمة الدعوة داخليًّا، وخارجيًّا.
.. ونُكمل لاحقًا
الهوامش
- لمزيد من التفاصيل، حول «الرؤية الشاملة» للتنظيم، ومخططات «جهاز التخطيط» لتمكين الجماعة.. يُمكن مراجعة: هانى عبدالله، «كعبة الجواسيس: الوثائق السرية لتنظيم الإخوان الدولى» – مركز الأهرام للنشر (مؤسسة الأهرام)، 2015م.
• كان للباحث السبق فى الكشف عن هذا الكيان التنظيمى الجديد (أى: رابطة الإخوان المصريين العاملين بالخارج).. لمزيد من التفاصيل؛ يُمكن مراجعة المصدر السابق.
• راجع المُخطط «البيانى» الحديث ل«قسم الاتصال»، المُرفق بالدراسة.
• كان «عصام الحداد»، هو المُشرف على «قسم الاتصال بالعالم الخارجى»، داخل مكتب إرشاد جماعة الإخوان، قبل أن يعينه «المعزول» محمد مرسى مساعدًا له «للشئون الخارجية» فى 27 أغسطس من العام 2012م.. إذ كانت الجماعة تتعامل مع «قصر الاتحادية» كأنه الفرع الجديد للتنظيم (!)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.