تسبب الإهمال بالوادى الجديد فى سقوط أجزاء كبيرة من جدران معبد قصر الزيان جنوب واحة الخارجة، فضلا عن زحف الكثبان الرملية على المعبد وتآكل أساساته بشكل كبير، ما يهدده بالانهيار فى أى وقت. والكارثة أن المعبد عانى فى الفترة الأخيرة من الإهمال، حيث إن الكثبان الرملية زحفت عليه بشكل كبير، بل وخرج من نطاق البرامج السياحية، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من أحجاره وجدرانه، ومع ذلك لم تتكرم محافظة الوادى الجديد بتوجيه البعثات الترميمية له منذ فترة كبيرة، ما عكس بدوره وحول أجزاء كبيرة منه إلى أطلال وركام وعرضه للسرقة من وقت لآخر، خاصة أن موقعه نائى ولا يوجد به حراسة كافية. يقول أيمن عبدالله، من أهالى قرية قصر الزيان بواحة الخارجة: إن جدران القصر تحوى عددا من النقوشات والكتابات التى تسرد وتحكى تاريخ هذا المكان الذى ترعرعنا فيه، فهناك كتابات حول الزراعة والتعليم والعبادة والطب والحرب وجميعها تخص سكان جنوب الواحات فى الماضى، إلى أن كل ذلك ضربه الإهمال بشكل كبير بسبب عدم الاهتمام بالمعبد وسقوط أجزاء كبيرة منه خلال الفترة الأخيرة. وتابع: إن تسربات المياه الجوفية بسبب الزراعات التى تقع بجواره مباشرة طالت أساساته وجدرانه الداخلية، ما جعله فى حاجة طارئة إلى مشروع إنقاذ مثل الذى تم لمعبد هيبس فى الخارجة، لأنه لا يقل أهمية عن باقى المزارات والمواقع الأثرية التى تنتشر ببقاع المحافظة، مطالبا وزارتى السياحة والآثار بالتدخل العاجل لإنهاء الأزمة.. ويؤكد عبدالله أن المحافظة فى أوائل التسعينيات كانت تنظم رحلات من الوفود السياحية وطلبة المدارس لزيارة المعبد إلا أن ذلك توقف تماما منذ أكثر من 20 عاما، فأصبح المعبد عرضة للإهمال والنهب والسرقة، كما أن الرمال غطت أجزاء كبيرة منه ولم يتبق منه سوى أطلال ويافطة حديدية من الخارجة تحمل اسمه ووصفه دون وضع حلول أو مقترحات لإعادة إنقاذه مرة أخرى أو توجيه نظر منظمات الحفاظ على التراث الدولية إليه. أما محمود عبد ربه، أحد جامعى التراث بالوادى الجديد، فيقول: إن قصر الزيان ليس المعبد الوحيد الذى ضربه الإهمال بسبب تقاعس المسئولين بالواحات، فهناك الكثير من المواقع أصبحت عرضة للسرقة والانهيار بسبب عدم الرقابة عليها، أشهرها معبد الناضورة بمدخل مدينة الخارجة، الذى غطته وردمته الرمال وتساقطت جدرانه.