لوحة "جني البرتقال" إحدي أروع لوحات الفنان حسين بيكار الفنية، تناول فيها الحرفة في البيئة الريفية، نفذها بأسلوبه البسيط، مختزلا حركة الأشخاص وملامحهم أثناء جني البرتقال، مهتما بإظهار ملامح الظل والنور، تتناثر خلالها حبات البرتقال بلونها الساخن علي مسطح لوحته وازنا بها تكوين لوحته التي انقسمت إلي أشكال هندسية بسيطة مؤكدا علي فكرة المنظور وتتابع المسطحات. يعتبر الفنان حسين بيكار رائد رسوم كتب الأطفال وصاحب مدرسة حقيقية في الرسم الصحفي ومن أوائل الذين فتحوا أفاقاً جديدة في مجال القصص المصورة، استمر عطاؤه الفني لما يقرب من 70 عاماً لم يبخل خلالها بفنه الجميل، كان متعدد المواهب، فهو فنان مرهف الحس، عازف عود ماهر في صباه، مصمم أغلفة كتب، وصاحب" سندباد" أشهر مجلة مصورة للأطفال في عالمنا العربي، ومصور بورتريهات لسيدات جميلات وغيرها من المواهب. ولد الفنان حسين بيكار في حي الأنفوشي بالإسكندرية مما انعكس علي أعمال الفنان وأثري وجدانه، توفي والده وهو في سن صغيرة، وقد أدي اختلاطه منذ صغره بأعمال الفنان سيد درويش إلي حبه للموسيقي والغناء، وكان يري والدته تقوم بعمل الرسومات علي المفارش بشكل أثر في موهبته بشكل عام.. تخرج الفنان عام 1933م وعمل مدرساً بالمدارس الابتدائية حتي عام 1936 ، وانتقل إلي الصعيد معلما بمدرسة قنا الثانوية ولعل هذه الفترة في حياة بيكار أثرت عليه كثيرا ، حيث تأثر بملامح وجوه الجنوب السمراء، التي انعكست في كثير من أعماله، عين بيكار بعد ذلك معيدا بكلية الفنون الجميلة عام 1943 وعمل رئيسا لقسم التصوير حتي عام 1959 حيث استقال ليتفرغ للعمل بصحف ومجلات أخبار اليوم.. تواري حسين بيكار في أواخر عمره في داره وابتعد عن الأنظار وفي ظل هذا الانزواء جاء اليوم الموعود في عمر الزمن، وتحديداً في 16 نوفمبر عام 2002 حيث رحل فيه الفنان حسين بيكار عن عالمنا عن عمر يناهز 89 عاماً بعد حياة حافلة ورؤية فنية لم تتكرر.