بعد مرور سنوات علي اختفائهم روزاليوسف تفتح ملف المفقودين بعد القبض عليهم بمعرفة جهاز أمن الدولة السابق دون إذن أو سند قانوني، بعد مرور أكثر من 25 عامًا قضاها ذووهم في التسول للمسئولين لمعرفة مصير أبنائهم هل مازالوا في سجون أمن الدولة؟ أم قضوا نحبهم؟! وقد رصدنا حالة اختفائهم عسي أن يطلع عليها اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية أو اللواء حامد عبدالله رئيس جهاز الأمن الوطني لعلهم يخبرونا ويصارحونا عن حقيقة الغائبين أو بالأحري المخطوفين من قبل جهاز أمن الدولة المنحل قبل سنوات.. في إشارة إلي أن ذويهم علي استعداد لتقبل أي أخبار حتي ولو كانت تؤكد وفاتهم. في البداية نعرض مأساة أسرة انتزع ابنها من أحضانها... يقول مصطفي أحمد علي والد عصام المختفي أن ابنه عصام اختفي يوم 22 يناير 2001 من منزله الكائن بناحية بني غالب مركز ومحافظة أسيوط وهو من مواليد 1965 وكان عمره عند اختفائه 35 عامًا ويعمل محاميا ومقيد بجداول النقابة.. تم القبض عليه بمعرفة أحد الأشخاص التابعين لجهاز أمن الدولة فرع أسيوط وتأكدت بنفسي من ذلك.. وبعدها ذهبت إلي أمن الدولة ولكنهم أنكروا معرفتهم بالواقعة فأرسلت مذكرة إلي مكتب النائب العام لفتح التحقيق في الواقعة بمعرفة السيد علاء الجاحد رئيس مباحث مركز أسيوط واستمر التحقيق لمدة 9 أيام وضمت غرفة التحقيقات من يمثل جميع القطاعات الشرطية التنفيذية من أمن الدولة والأمن العام والبحث الجنائي ومكافحة المخدرات وحرر محضر رقم 835 بتاريخ 29 فبراير 2000وتم حفظ المحضر لدي جهة «أمن الدولة» سابقًا ولم أعلم أي شيء عن ابني حتي الآن. كما أكد والد المعتقل عاطف محمد خلف أن نجله تغيب منذ 17 يوليو 1997 وذلك فور ذهابه لشراء خبز من شارع الحسيني بالمنيا حوالي الساعة 9.30 مساءً وأخذته الشرطة أثناء حملة أمنية في ذلك اليوم ومعه 530 مشتبهًا به وسألت عن ابني بأقسام الشرطة ومديرية الأمن في اليوم التالي فوجدت أحد المجندين أمام المديرية وأعطيته اسم نجلي غاب لفترة ثم حضر وأخبرني بأنه موجود بالداخل ومقبوض عليه بعدها توجهت إلي عادل شادي عضو مجلس الشعب في ذلك الوقت لعلاقته الوثيقة برجال الشرطة واخبرته وقتها أن عاطف موجود لدي جهاز مباحث أمن الدولة في المنيا ومنتظر عمل تحريات عنه. وفي نفس الوقت أخبرني ابن شقيقي من سوهاج هاتفيا أن احدي السيدات بمحافظة سوهاج علي علاقة بضابط من مباحث أمن الدولة بالمنيا بعدها اخبرتني ان ابني متواجد بأمن الدولة بالمنيا محبوس حتي ينتهي الجهاز من عمل التحريات عنه وبعد يومين حضر احد الأشخاص وسألني علي ابني عاطف في معمل البان بجوار المنزل وعن اسباب اختفائه ووظيفته وغيابه واسماء اشقائه ومكان عملهم وبعد ذلك بيوم حضر أحد الأشخاص إلي منزلي وسألني بعض الأسئلة المريبة مثل هل يوجد أكثر من باب دخول للمنزل وتكررت هذه الزيارات من بعض الأشخاص ولم يفصح أحد منهم عن هويته ثم جاءني زميل ابني بالعمل في الشباب والرياضة يدعي ممدوح حبيب صديق واخبرني أنه علي علاقة بالعميد الغزالي عرفة رئيس مباحث أمن الدولة بالمنيا واخبره عن موقف نجلي عاطف وطمأنه العميد الغزالي بأن عاطف تم عمل تحريات عنه ولا يوجد عليه ما يدينه وسوف يفرج عنه خلال اسبوع بعد عرض أمر الافراج علي وزير الداخلية شخصيا لانه لا يمكن الافراج عنه الا بقرار من الوزير. كتبت شكوي لوزير الداخلية السابق حبيب العادلي 2/12/1997وتم تسليمها في وزارة الداخلية وقيدت برقم 2000/ع شرحت بها ومع أن ابني المحتجز مجرد معاق نظرًا لضعف ابصاره بالعين اليمني واليسري لتلف القرنية ولم يرد عليها. توجهت بعدها إلي جريدة المساء واخبرتني احدي الصحفيات بعد اجرائها اتصالات هاتفيا بوزارة الداخلية عن ان الاسم بالفعل موجود في مباحث أمن الدولة بالمنيا وارشدتني بتقديم شكوي إلي العميد علاء مقلد مدير الأمن العام وقتها بالمنيا شارحًا له الظروف وبالفعل تقدمت بشكوي إلي العميد علاء وحولني إلي أيمن عباس بمديرية أمن المنيا وسلمته الشكوي فرد علي قائلاً: «هو احنا فاضيين ندورلك علي ابنك اتفضلي مع السلامة». فرجعت مرة أخري إلي جريدة المساء وقابلت أحد الصحفيين فأخبرني بأن النشر في الموضوعات الحساسة ممنوع .. فتوجهت إلي جريدة الشعب قدمت شكوي وتم نشر بعض النداءات لحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في 2 يونيو 1998 وقامت لجنة حقوق الإنسان بحزب العمل باخطار وزير الداخلية بالأسماء المختفية بمعرفة الشرطة. وبعد النشر تم استدعائي بمباحث أمن الدولة بالمنيا واخبرني احد الضباط بانهم لم يقوموا بالقبض علي ابني وقال: احب اقولك علي حاجة تقدر تجيب لنا بعض المعلومات عنه من خطيبته مثلا فاجبته عرفت بأنكم تستطيعون ان تحضرو عائلات باكملها لسؤالها اجابني الضابط قائلاً تقدر تقدم شكوي إلي رئيس مباحث بندر المنيا تتهم فيه نسيب ابنك واحنا نساعدك ونوصي عليك رئيس المباحث وبناء علي ذلك تقدمت بشكوي لرئيس مباحث بندر المنيا والذي اخبرني أن ابني تم عمل تحريات عنه وعلي اشقائه في عملهم وأكد لي جازما ان ابني في أمن الدولة واضاف لي قائلاً حرام عليك تتهم الراجل نسيبك ده والا سوف ارحلكم للنيابة لاجراء اللازم. وبالفعل تم ترحيلنا جميعا إلي النيابة العامة بالمنيا بمحضر الاتهام وقررت النيابة حجزه أربعة أيام للتحري عنه ومعرفة سر اختفاء نجلي. توجهت بعد ذلك لجريدة الشعب بالقاهرة للسؤال عن ردود قد تكون وصلت إليهم من وزارة الداخلية فأخبروني بأن ابني عاطف موجود في الوادي الجديد ومقيد ذلك في نيابة أمن الدولة بمصر الجديدة وطلبوا مني تحرير توكيل لمحام يدعي عصام لتولي القضية وعلي الفور حررت توكيلا، بالشهر العقاري وتوجهت إلي المحامي بالقاهرة وحدد لي موعد المقابلة في مكتبه في الساعة الثالثة بعد الظهر وعندما وصلت إلي مكتب المحامي رأيت إحدي السيدات المنتقبات جالسة بصالون المكتب أشارت إلي قائلة: ابنك اللي بتدور عليه اسمه عاطف اجبتها نعم.. قالت طيب أنا بطمنك ابنك موجود بالوادي الجديد وعايزين منك توكيل لأحد الأشخاص وبعد تسليمي التوكيل ابنك يكون عندك بعدها بقليل حضر عصام المحامي واخبرته بما قالته السيدة نظر إليها سائلا: أن التوكيل ده لمحامي اجابت نعم.. فقلت له أنا معايا تصريح زيارة للوادي الجديد وهشوف ابني موجود ولا لأ اجابت قائلة وفي صوتها لهجة تهديد متتعبش نفسك سوف يخبروك بأنه غير موجود وبعد ما تيجي من سجن الوادي الجديد «ملكشي» دعوة بضباط أمن الدولة بالمنيا ومتشتكيش فيهم تاني وإلا ياخذو بقية عيالك وأنا حذرتك. وبعد عدة محاولات معها لمعرفة شخصيتها اتضح أنها تتبع الجماعات الإسلامية بالمنيا وبهذه التوكيلات اخرجت بعض المعتقلين وذكرت بعض الأسماء رباعيا واخبرتني بمحل اقامتها في مركز مطاي محافظة المنيا.. ثم اخبرتني بأسمها وهي تدعي فاتن عباس.. وخلال هذه الفترة تعرفت علي أحد المرشدين التابع ل عصام موسي بأمن الدولة وأخبرني بأن المقبوض عليه ليس ابنك وأنه شخص آخر بعدها تم استدعائي بمديرية أمن المنيا قسم الاشتباه طرف العقيد عادل عبدالسلام ورئيس القسم وطلب احضار السجل المدون به أسماء الذين ألقي القبض عليهم ابتداء من 17 يونيو 1997 وأثناء البحث وجد قيد اسم عاطف محمد خلف حسين وتم تصليح الاسم إلي عاطف علي كامل حسين من ديروط واخلي سبيله.. قلت لرئيس قسم الاشتباه كيف تقوم بالافراج عن شخص من ديروط قبض عليه بالمنيا ويخلي سبيله دون الرجوع إلي أمن الدولة بأسيوط وديروط والمباحث العامة قال إنه لم يكن بهذا الموقع وقت ذلك وأنه انتقل إلي موقعه بهذا العمل في شهر 8 أغسطس 1997 فأخبرته عن السيدة المنتقبة التي قابلتني بالقاهرة وطلبت منه استدعاءها وأخذ معلومات منها بخصوص ما دار بيننا.. وبعد ذلك ذهبت إلي المعتقلات بتصاريح زيارة إلي معتقل طرة والوادي الجديد والفيوم بعد وصول اخبار بأنه في أحد المعتقلات ولم أجده ثم تقدمت بشكوي للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعمل له ملف وأبلغوني بأنهم أخطروا عنه رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية والمحامي العام العسكري والمخابرات العامة ومديرية أمن المنيا ولم ترد أي جهة عليها حتي الآن. وتقدمت بشكوي أخري لهذه المنظمة وبعد فترة تم استدعائي إلي نيابة بندر المنيا بخصوص القضية رقم 163 لسنة 2004 عرائض مرسلة من المكتب الفني للنائب العام وحررت محضراً ذكرت فيه جميع هذه البيانات وتم اتهام الشرطة بأنها بدلت الإرهابي عاطف محمد خلف من ديروط. قالي لي وكيل النيابة بأن هذا الموضوع كبير ويلزم عرضك علي رئيس النيابة وبعد العرض والمناقشة قال: أنت ما تهمتش اسم واحد في الأقوال وعلي كل الأحوال هنحقق في هذا الموضوع وربنا معاك. ثم تقدمت بتظلم إلي وزير الداخلية لعدم رد الوزارة علي الشكاوي المرسلة والمنشورة طلبت فيها إعلامي بمصير ابني هل مات؟ أم لايزال معتقلا أو أنه سجين في مكان سري غير معلوم لإمكان إقامة قضية ثبوت وفاته لصرف مستحقاته التأمينية لوالدته ولم يرد عليها وارسلت شكوي تسلمتها فايزة الطهناوي عضو مجلس الشعب وسلمت بالمجلس بنفس الصورة ولم يرد عليها حتي الآن مضي علي غيابه 14 عامًا ولم أعرف أين ابني حتي الآن. وفي السياق ذاته تقدم المحامي ممدوح إسماعيل ببلاغ إلي النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ضد كل من المواطن محمد حسني مبارك الرئيس السابق المحبوس علي ذمة التحقيقات والمقيم بمستشفي شرم الشيخ وصلاح سلامة مدير مباحث أمن الدولة الأسبق واللواء حسن عبدالرحمن مدير مباحث أمن الدولة السابق يتهمهم بانتهاكهم حقوق الإنسان في ملف المفقودين لدي أمن الدولة ومسئوليتهم عن هؤلاء الشباب الذين تم اختطافهم وذلك للتحقيق في ملف المفقودين ومنهم محمد فرغلي علي فرغلي طبيب تخدير قبض عليه بواسطة جهاز مباحث أمن الدولة السابق بالمنيا يوم 23 نوفمبر 1994 بشهادة كل من المهندس خالد الدروي عضو مجلس الشعب وقتها ومحمد صابر المحامي وصادروا سيارته وأمواله من يومها لم يعد يعرف عنه أي أخبار تاركا خلفه طفلتين صغيرتين والآن إحداهما طالبة بكلية الهندسة والأخري خريجة فنون تطبيقية وتزوجت بدون والدها وقد حرمتا منه لمدة 17 عامًا حتي الآن لم تشاهداه ولو دقيقة واحدة. أما نبيل محمد علي حسن فكان يعمل محاسبًا اختطفته أمن الدولة في يوم 6 يوليو 1996 من منزله بمدينة بني سويف وتم اختطافه بواسطة الضابط إبراهيم المصري وأحمد صادق وترك نبيل طفلاً صغيرًا اسمه محمد والآن بعد غياب دام 15 عاما أصبح رجلاً يبحث عن ابيه أو جثته. وعن فرغلي عبدالرحمن فرغلي حسن كان طالبًا بكلية طب أسيوط وتم القبض عليه في 14 نوفمبر 1994 من قرية جمريس مركز منفلوط أسيوط ومضي علي اختفائه 17 عامًا حتي الآن. أيضا مصطفي محمد عبدالحميد عثمان 33 عاما طالب بكلية الطب جامعة الزقازيق تم القبض عليه عقب محاولة اغتيال زكي بدر وزير الداخلية الأسبق واختفائه منذ 17 ديسمبر 1989 أي منذ 22 عاما. وإبراهيم عبدالله محمد عبدالله ومقيم بديروط أسيوط تم القبض عليه في 31 يوليو 1992 ومختف منذ 19 عامًا ومحمد عطية حافظ إبراهيم مقيم بالقاهرة طالب بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر وأختفي لدي أمن الدولة بتاريخ 25 فبراير 1993 منذ 18 عامًا. أما أحمد عبدالغني حسان فمقيم بأسوان حاصل علي بكالوريوس تجارة متزوج وله ابن تم القبض عليه في منزله بقرية الكوبانية مركز أسوان فجر يوم 19 فبراير 1994. وجمال عبدالرحيم إبراهيم عبدالرحمن مقيم بأسوان موظف وألقي القبض عليه بتاريخ 10 أبريل 1994 في مقر عمله بمحطة محولات أدفو ومضي علي تغيبه 17 عامًا. وصبحي عبدالهادي عبدالحكيم مقيم بالبرشه ملاوي المنيا طالب القي القبض عليه من مدينة أسيوط 24 يناير 1995 مضي علي غيابه 16 عاما وعامر فضل عبدالنعيم تهامي مقيم بالمنيا ملاوي متزوج وله طفلان ويعاني من شلل أطفال بالساق اليمني القي القبض عليه بتاريخ 3 أغسطس 1995 ومضي علي غيابه 16 عاماً ومصطفي فؤاد عبد العواض مقيم بالمنيا حاصل علي دبلوم زراعة فلاح تم القبض عليه في 13 أغسطس 1995 ومضي علي غيابه 16 عامًا وقد سجلت مراكز حقوق الإنسان اختفاء حوالي 50 حالة بعد القبض عليهم من قبل مباحث أمن الدولة.