تواصل لجنة تقصى حقائق فساد القمح، المشكلة من مجلس النواب، جولاتها الخارجية على أصحاب الصوامع والشون، حيث زارت صومعة المنارة بالمنطقة الصناعية بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وهيئة الرقابة الإدارية، ومباحث التموين، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبحضور أعضاء اللجنة مجدى ملك رئيس اللجنة، وعضوية النائب الوفدى حسين غيته، وعبدالحميد الدمرداش، وفتحى قنديل، وياسر عمر. وقام أعضاء اللجنة بالتحفظ على جميع الأوراق التى تم ضبطها بمجرد الوصول لمقر الصومعة، فيما لم يتعاون المسئولون فى الصومعة مع أعضاء اللجنة، ولم يسلموا لهم العقود الخاصة بالصومعة، وأذونات الصرف، فيما تغيب أمين الصومعة عن الحضور بالرغم من التواصل معه من أجل التواجد. وعقب ذلك قامت الشركة المختصة بقياس مساحات الصومعة، بحضور ممثلى القوات المسلحة، فى الوقت الذى أثبتت الأوراق قدرة الصومعة على استيعاب 35418 طنًا فى وجود 34695 طنًا بعد بدء الصرف، فى الوقت الذى كشفت الأوراق عن محضر سابق تم تحريره يوم 4 يوليو الماضى من قبل مباحث التموين بوجود عجز 1500 طن وتمت إحالته للجنح. ومن جانبه قال النائب مجدى ملك رئيس لجنة تقصى الحقائق فى أزمة فساد القمح: «لا يوجد أى مكان قمنا بزيارته من الصوامع والشون إلا ورصدنا مخالفات وتجاوزات فاقت الملايين». وأكد ملك أن اللجنة ستواجه كل المخالفات، حتى لو كانت من أكبر المسئولين فى الدولة، مشيرًا إلى أن القضية تخص الرأى العام كله ومن أملاك المصريين ولن نتوانى عن التغلب على فساد أى شخص فى الدولة. وأضاف ياسر عمر عضو لجنة تقصى الحقائق: السرقة أمر محزن فى الشركات والصوامع فهناك منظومة فساد متكاملة تتبع وزارة التموين وموقف وزير التموين خالد حنفى مثير للدهشة، خاصةً أنه مشرف على منظومة بها الكثير من المخالفات وفى قلبها القمح والخبز. ولفت عمر إلى أن معدلات تويد القمح منذ 2011 كانت 9.5 مليون طن، وفى 2012 كانت 9.5 مليون طن، وفى 2013 كانت 7.5 مليون طن، إلا أنها عادت للارتفاع مرة أخرى لعامى 2014 و2015 بواقع 10.5 مليون طن، وهو أمر مثير للدهشة فى ظل تصريحات وزير التموين بتأكيده على أن منظومة الخبز وفرت 2 مليون طن قمح. وأكد عمر أن منظومة الخبز مخترقة من الشركات المصنعة لها، والأفضل لنا أن نحيل هذا الأمر للمؤسسة العسكرية. وأشار عمر إلى أننا عندما قمنا بزيارة صومعة المنارة وجدنا ما يقرب من 10 آلاف طن قمح عجزًا، بمبلغ قدره 30 مليون جنيه، مؤكدًا أن اللجنة أمام مفارقة كبيرة خاصةً أن هذه الصومعة تم تحرير محضر لها الأسبوع الماضى بعجز 1500 طن، وهذا أمر مثير للدهشة، متسائلاً: «منذ أسبوع تم تحرير عجز 1500 طن لهذه الصومعة واليوم تم رصد ما يقرب من 10 آلاف طن عجز، فأين يذهب القمح؟».