تحتل «البهنسا» أرض الشهداء المباركة كما تسمى بالمنيا مكانة كبيرة فى التاريخ المصرى والإسلامى،حيث تضم عشرات القباب والأضرحة الخاصة بالصحابة والتابعين لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» وشهداء الجيش الإسلامى أثناء فتح مصر، ورغم ذلك لم تستغل جيدا لوضعها فى مكانة تليق بها على خريطة السياحة الدينية فى مصر. سلامة زهران مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية فى البهنسا قال إن اكسير نخوس أو البهنسا لا يستطيع إنسان فى العالم تجاهلها نظرا لما خلفته لنا حضارتها من آثار ثابتة ومنقولة,بداية من العصر الفرعونى مرورًا بالحقب التاريخية المختلفة نهاية بتاج العصور ودرتها العصر الاسلامى، وأهمها على الاطلاق مسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، والعملات الذهبية التى ترجع لعصر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله وغيرها من التحف المنقولة والثابتة. وحول كثرة مقابر وأضرحة الصحابة والتابعين وشهداء المسلمين بالبهنسا، قال: عندما انتهى عمرو بن العاص من فتح مدن الوجه البحرى والقاهرة والجيزة والإسكندرية اراد السير لفتح الصعيد، فأرسل إلى عمر بن الخطاب يطلب منه الاذن، فأشار عليه إن أردتم فتح الصعيد فعليكم بإهناسيا القريبة من مصر، والبهنسا وهى أمنع وأحصن وبلغنى أن بها بطريقاً طاغياً سفاكاً للدماء يقال له البطليوس وهو أعظم بطارقة مصر كما بلغني، وأنه ملك الواحات فلا تقربوا الصعيد حتى تفتحوا هاتين المدينتين،فهما أهم معاقل الروم فإن سقطتا سقط الروم جميعا ولن تقم لهم قائمة بعد ذلك. وكان الروم والقبط يلقون ويرمون بالحجارة والسهام من أعلى الأسوار والأبواب، وأقبل ضرار بن الازور وهو ملطخ بالدماء وهى جامدة كأكباد الإبل، فقالوا له مابك يا ضرار قال لقد قتلت 160 رجلًا من الأعداء وكفيتكم من خرج من باب الجبل، وقتل من المسلمين 280 رجلًا فى المكان المعروف بالمراغة، وأقاموا على حصار المدينة 4 شهور وقام عبد الرازق الأنصارى بفتح باب الحصن وقتل ودفن وعرف باسم فتح الباب,وتم الفتح بعد سقوط عدد كبير من الصحابة والتابعين. ومن أبرز الصحابة والتابعين الذين لهم قباب وأضرحة فى البهنسا«محمد بن أبى زر الغفارى» و«الحسن الصالح بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب» ومسجد باسمه، و«خولة بنت الأزور» و«عبيدة بن عبادة بن الصامت» و«محمد بن عقبة بن نافع» و«السبع بنات» و«أولاد عقيل بن أبى طالب» وزياد بن أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق. ويقع بجوار جبانة المسلمين مسجد القاضى على الجمام وهو إن كان ليس أثريا حيث تم بناؤه حديثاً,فقد جاء بناؤه على الطراز والطابع الأندلسي,كما أنه يحوى فى ساحته شجرة مريم (عليها السلام) والتى جلست السيدة مريم تحتها ومعها السيد المسيح ويوسف النجار(عليهم السلام) أثناء رحلتهم فى مصر وأثناء مرورهم بالصعيد، وتعد من أبرز مزارات البهنسا الأثرية والتاريخية.