من أقوال الإمام الشافعى أن يبتلى الإنسان بصديق لم يكن من صداقته بد.. ومن أشعاره رضى الله عنه هذه الأبيات.. التى تصبرنا على ما وصلت إليه مصر: دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء ولا تجزع لأحداث الليالى فما لحوادث الدنيا بقاء إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ودينك موفور وعرضك صين عاشر بمعروف وسامح من اعتدى وجادل ولكن بالتى هى أحسن والناس بالناس ما دام الحياء بهم والسعد لا شك تارات وهبات وقد مات قوم وماتت مكارمهم وعاش قوم وهم فى الناس أموات من أقوال الإمام الشافعى كرم الله وجهه.. الإمام الشافعى سادس أئمة الفقه التسعة، فهو السادس بعد الإمام زيد بن على بن زين العابدين جعفر الصادق.. أبو حنيفة النعمان.. مالك بن أنس.. الليث بن سعد.. الإمام الشافعى.. أحمد بن حنبل.. الإمام ابن حزم.. العز بن عبد السلام.. كرم الله وجههم هؤلاء هم الأئمة العظماء والفقهاء. وبعد هذه تحية ودعاء بالرحمة إلى شهداء العاشر من رمضان مع أعز الشهداء أنور السادات، ياريت يطلبون لشعب مصر السماح لغفلتهم ذكرى نصر العاشر من رمضان. وعلى رأى شاعر رسالة الغفران أبوالعلاء المعرى.. عجبت وكم عجب فى الزمان.. رحم الله أبو العلاء المعرى وكأنه يصف زماننا اليوم وما يحدث فيه. ومن الحكايات التى لا أنساها كلما تصفحت ديوان أبو العلاء المعرى يوم كنت واحدة من الوفد المصرى المرافق لشهيد العلا أنور السادات فى زيارة إلى سوريا وكان وقتها رئيسا لمجلس الأمة وفى جولة حرة أصر رحمه الله على زيارة قبر أبوالعلاء المعرى فى قرية «معرى النعمان» وقال رحمه الله لابد من زيارة صاحب رسالة الغفران ويومها كتب أنور السادات فى سجل الزيارة هذه الكلمات. إلى صاحب رسالة الغفران الذى جحدوه أديبا بدعوى أنه فيلسوف.. وجحدوه.. فيلسوفا بدعوى أنه أديب.. وصوته يأتى من وراء القبر يردد.. أولو الفضل فى أوطانهم غرباء.. رحم الله أنور السادات زعيما ورئيسا وأديبا وفنانا وواحدا من أهم أصحاب الفضل فى وطنهم الغالى مصر. ويذكرنا الزمان أنه بعد أيام نحتفل بعيد الثورة فى يوليو بإذن الله وكل عام وأنتم ومصر بألف خير وسلامة وسلام بإذن الله. مصر أم الدنيا التى حكمها الزمان وحكمت الشرق من عصر الفراعنة حتى يومنا مصر أم الدنيا.. ومنذ أكثر من 5 آلاف سنة عندما كان الإنسان فى العالم كله يعيش فى الكهوف ويرتدى ملابس من جلد الحيوان الذى يقوم بصيده ولم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة.. كان يعيش فى مصر على ضفاف النيل شعب يسكن المدن الكبيرة ويبنى مبانى ضخمة مثل الأهرامات والمعابد ويرتدى أفخر الثياب والمجوهرات ويسجل كل تاريخه على ورق البردى أو على جدران المعابد لأنه كان يعرف القراءة والكتابة.. إنه الشعب المصرى الذى أطلق عليه الفراعنة. هذا الكلام ليس فلسفة منى ولكنه من كتب التاريخ التى درسناها فى المدارس.. التاريخ المحروم منه أولادنا اليوم بعد أن فقدت وزارة التربية والتعليم مهمتها ولم يعد فيها لا تربية ولا تعليم وطمس التاريخ على مر وزرائها منذ أواخر حكم مبارك حتى اليوم. يا سيادة رئيس الوزراء وزارة التربية والتعليم محتاجة لوزير يعلم ويعلم وزير يربى ويؤدب أولادنا الأدب والخلق القويم والتربية والتعليم السليم والتاريخ الحق وليس إهمال تاريخ مصر القديمة والحديثة ولا يكتفى بما لا يعرفه ويعلم الجهل والبلطجة كما يحدث من الطلبة والتلامذة وحدث منذ قيام الثورة.. العلم يا سيادة رئيس الوزراء حتى تعود مصر مهد الحضارة مصر مهبط الأنبياء. والآن حانت الفرصة ليستعيد هذا الشعب العريق مكانته.. وهذا المكان العبقرى صدارته.. إن أمامنا الآن فرصة ذهبية لنستفيد من قوة جديدة ومتجددة هى فى الواقع تطوير واستثمار لقوة قديمة كنا نحن أصحابها يوما من الأيام وهى قوة العلم وإذا كان التعليم فى الماضى ظاهرة حضارية ووسيلة تطور وتقدم فإنه اليوم أصبح أمنا قوميا وضرورة للبقاء.. إذن فلم يعد أمامنا خيار إلا أن نضع التعليم قمة أولويات العمل الوطنى وأن نجد له كل القوى الوطنية هذا لأن الفترة المقبلة لا تتعلق بإتمام إنجاز وطنى فحسب وإنما أيضا تتعلق بقضية أخطر بكثير هى أن تكون بالعلم والأدب نكون أو لا نكون.. يا سيادة رئيس الوزراء لقد أصبح التعليم فى السنين الأخيرة موضوعا قوميا يجب أن تشارك فيه كل القوى. على فكرة إن التقدم الاقتصادى فى حقيقة الأمر يقوم على الاستفادة من خبرات وقدرات بنى البشر.. ومن ثم فهو نتاج العملية التعليمية. إن أزمة التعليم التى نعيشها وثورة المعلومات والتكنولوجيا فى العالم تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفعالية لنحلق بركاب الثورة.. لذلك من الضرورى أن يتم التحرك بطريقة ديمقراطية وبأسلوب علمى بحيث تتحقق مشاركة جميع الفئات والأفراد ولا يهمل العلوم التربوية والنفسية وأهم مناهج العلم. وأملى ودعائى أن يبارك الله فى مصر الأرض الطيبة وأن يوفق شعبها ورئيسها فى تحقيق الأمل الكبير لمصر أم الدنيا. وإلى اللقاء مع مساخر مسلسلات وبرامج رمضان والعياذ بالله.. بإذن الله.. وبلاوى الإعلانات. وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.