ندد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى خطاب ألقاه وسط أنصاره ومؤيديه امس الاول، بالعنف الذى تمارسه الشرطة وقوات الأمن فى فرنسا ضد المتظاهرين السلميين . وقال أردوغان حسب صحيفة لوباريزيان: «أُدين بشدّة هذا العنف من قبل الشرطة الفرنسية على الأشخاص الذين يلجأون إلى ممارسة حقهم فى التظاهر»، والذى أضاف أن الدول الأوروبية «أبلغتنا قلقها من الوضع فى تركيا، وبالمناسبة أنا أيضاً فى غاية القلق مما يحدث فى فرنسا هذه الأيام» بلهجة ساخرة، تسببت فى دورها فى عاصفة سخرية واستهزاء مقابلة، خاصة فى ظل السمعة التركية السيئة فى هذا المجال. وحمل أردوغان فى كلمته على وسائل الإعلام الغربية التى لم تواكب «السخط الشعبى والاجتماعى فى فرنسا» بشكل مناسب. وجاءت كلمة أردوغان بعد وقت قصير من تصريح للمتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلجيش، أعرب فيه عن «انشغال تركيا وقلقها» داعياً «السلطات الفرنسية إلى تفادى اللجوء إلى القوة المفرطة عند التعامل مع المتظاهرين». واعتبرت صحيفة لوجورنال دو ديمانش أن تصريحات الرئيس التركى «نكتة» طريفة، بمقارنة الوضعين السياسيين فى فرنساوتركيا التى تشهد منذ بداية السنة حملة شرسة ضد المعارضين أو المنتقدين للرئيس التركي، كان من أبرز ملامحها الحملة على الجامعيين والمثقفين الداعين إلى الحوار مع الأكراد، أو مصادرة صحيفة زمان أكبر صحيفة معارضة سابقة، أو محاكمة رئيس تحرير صحيفة جمهوريات المعارضة، والحكم بسجنه 5 سنوات بعد كشفه حجم تورط أردوغان فى الحرب السورية وفى دعم الإرهاب فيها. ومن جهتها سخرت صحيفة لوباريزيان، من مقارنة الوضع الفرنسى بالتركى فى مجال حقوق الإنسان والحريات، مُذكرة ببعض السجل التركى فى السنوات الأخيرة، مثل الأحداث التى شهدتها البلاد بمناسبة التحركات السلمية ضد أردوغان فى 2013 مثلاً خلفت 8 قتلى و8 آلاف جريح، دون الخوض فى تفاصيل الحروب الشرسة التى يشنها أردوغان ضد معارضيه أو تصفية الأكراد والمجازر التى ارتكبتها تركيا فى حقهم خاصةً فى السنوات القليلة الماضية.
