تحت شعار (يد تعمل ويد تحارب الإرهاب) من أجل دحره والقضاء عليه وتجفيف منابعه احتفل عمال مصر أمس بعيدهم فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى معلنين استعدادهم لبذل الجهد والعرق وأن يظلوا طلائع مخلصة من اجل تحقيق المزيد من التقدم ومواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التى تعيشها مصر . وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسى دعم صندوق إعانات الطوارئ للمنشآت المتعثرة ب 100 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر للإسهام فى مساعدة هذه الشركات فى صرف أجور عمالها وضمان عدم الاستغناء عنهم. وقال الرئيس فى كلمته بالاحتفال بعيد العمال الذى اقيم أمس الخميس بقاعة الماسة بمدينة نصر. إن التنمية المنشودة لن تؤتى ثمارها إلا إذا تكاملت جهود الحكومة مع القطاع الخاص موضحا أن الدولة ترحب بجهود القطاع الخاص وتمد له يد العون من خلال قانون الاستثمار الموحد ومنظومة من القوانين . وتابع: كلفت الحكومة بمكافحة الفساد ومواجهة غلاء الأسعار ودعم دور جهاز حماية المستهلك والأجهزة الرقابية لتحقيق مصلحة المواطنين مؤكدًا أن هناك مبادرات جديدة لإنشاء مدن صناعية بالإضافة للاهتمام بالمشروعات الصغيرة التى توفر فرص العمل وتساهم فى زيادة الصادرات وأن الدولة لا تدخر جهدا لتعزيز قطاع الطاقة ووضعنا خطة شاملة لتوفير احتياجاتنا من الطاقة للمواطنين والصناعات فى المستقبل.. كما شدد السيسى على أن الدولة تولى اهتماما للتعليم الفنى لربط مخرجات التعليم بسوق العمل وتخريج عمالة ماهرة تلبى احتياجاته جنبًًا إلى جنب مع تغيير الثقافة المجتمعية التى لا تعطى بعض المهن احترامها اللائق لافتًا الى حرص الدولة على صون حياة وكرامة المصريين على أرضها فى الداخل والخارج. وكان وزير القوى العاملة محمد سعفان قد أعلن فى كلمته فى الاحتفال أن الوزارة فى إطار سعيها لمساندة المنشآت المتعثرة اقتصاديا قامت بصرف 50 مليونا و751 ألف جنيه ل 40 ألفا و 797 عاملا فى 300 منشآة متعثرة من صندوق إعانات الطوارئ بالوزارة، منها 24 مليونا و393 ألف جنيه ل 7225 عاملا فى قطاع الغزل و النسيج ، و21 مليونا و462 ل 31 ألفا و225 عاملا فى قطاع السياحة، والباقى لقطاعات متنوعة وذلك لمساندة هذه المنشآت وضمان عدم الاستغناء عن العمالة بها، وتمكينها من استئناف نشاطها لدفع عجلة الاقتصاد القومي. وأعلن محمد سعفان وزير القوى العاملة ، أن مصر ستبقى شامخة دائما بسواعد أبنائها الأوفياء، وقال : إننا نعكف على وضع اللمسات النهائية لمشروع قانون جديد للعمل بالتشاور مع طرفى العملية الإنتاجية ، يحقق الأمان الوظيفى المنشود. وأضاف الوزير: لقد انتهينا من إعداد مشروع قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم الجديد بما يحقق التوازن والاستقرار للعمل النقابى ويتماشى أيضا مع مبادئ الدستور ومعايير العمل والاتفاقيات الدولية التى صدقت عليها مصر. ووجه الوزير الدعوة لرجال أعمال مصر ومستثمريها الشرفاء باستمرار مساهمتهم الفعالة فى بناء مستقبل الوطن وصون حقوق العمال، وأن يكونوا على ثقة فى أن حصول عمالهم على حقوقهم كاملة سيترجم عمليا لصالح إنتاج مصانعهم وشركاتهم جهدا مخلصا وعملا دءوبا والوزارة ستقف معكم وتدعمكم والوطن سيذكر لكم دوما مواقفكم المشرفة. وحول المشكلة التى تؤرقنا جميعا فى كل بيت ألا وهى مشكلة البطالة قال الوزير : إن الوزارة تسعى لمضاعفة جهودها لعلاج هذه المشكلة بوضع حلول سريعة للحد منها وذلك بتشجيع الشباب للعمل بالقطاع الخاص وتحفيزهم على امتهان العمل الحر وفى هذا الإطار فقد استطاعت الوزارة خلال الفترة من أول أبريل 2015 حتى31 مارس 2016 توفير 212 ألفا و758 فرصة عمل فى 962 شركة خاصة واستثمارية ،كما تم تعيين73 ألفا و245 راغبا فى العمل، من بينهم 2177 من ذوى الاحتياجات الخاصة لإدماجهم فى المجتمع والاستفادة من طاقاتهم. وقال موجها حديثه للرئيس: إن تشريفكم اليوم الاحتفال بعيد العمال وحرصكم على أن تكونوا مع عمال مصر فى عيدهم، يزيدنا إصرارا على التكاتف لبناء مصر القوية، وزيادة الإنتاج والاهتمام بالجودة والقدرة على المنافسة فى الأسواق الداخلية والخارجية، وهو ما يجعلنا نؤكد حرص الوزارة على تنظيم العلاقة بين طرفى العملية الإنتاجية، وتحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية من خلال إصدار حزمة من التشريعات الاجتماعية الجديدة تحقق الاستقرار فى علاقات العمل. وتابع: لقد أثبتت التجارب أن الشراكة بين أطراف العمل الثلاثة من حكومة وعمال وأصحاب أعمال فى دراسة رسم الرؤى والاستراتيجيات والعلاقات تصبح أكثر فاعلية وعمقا حينما يكون الحوار الاجتماعى بينهما أكثر جدية، ولن يتأتى ذلك إلا بتعزيز مبدأ الثلاثية والارتقاء بفنون وأساليب التعاون بينهما، فالتعاون سمة حضارية ووطنية لا تقتصر دلالاته على محيط العمل والإنتاج فحسب بل تمتد إلى الوطن بشكل عام ، ولعمال مصر الأوفياء أقول، إن المرحلة المقبلة تتطلب زيادة الإنتاج، لزيادة قدرة الدولة على الوفاء بحقوق المواطن المصرى لديها ، فلا تبخلوا على مصر بجهدكم، و التى طالما تطلعتم لرؤيتها بين مصاف الدول المتقدمة. بينما قال جبالى المراغى رئيس اتحاد العمال فى الاحتفال الذى حضره المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء ووزراء الحكومة ، والقيادات السياسية إن الاستقرار والتنمية عنصران ضروريان لاى نهضة وتقدم فى كل زمان ومكان فلاتوجد تنمية ولاعمران فى اى مجتمع قديمًا أو حديثًا بدون عامل الاستقرار سواء السياسى أو الاجتماعى بل إن الاستقرار هو كلمة السر وحجر الزاوية لاى نهضة أو حضارة. وأضاف: وهناك مشروع تنمية محور قناة السويس ، ومشروعات الطاقة العملاقة، ومشروع استصلاح 1.5 مليون فدان ، ومشروعات مد آلاف الكيلومترات من الطرق شرايين التنمية ، إضافة الى إنشاء مئات الآلاف من الوحدات السكنية لذوى الدخل المحدود ، ومشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة. وأكد المراغى أنه تم عقد اجتماع أمس الاول مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وضم أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورؤساء النقابات العامة لبحث المشكلات التى تواجه العمال والسبل الكفيلة بحلها، حتى تسود قطاعات الإنتاج والخدمات أجواء الاستقرار الأمر الذى سيؤدى الى زيادة الإنتاج. وقال إن القيادات النقابية العمالية طرحت عددا من القضايا نأمل من الحكومة التى حازت ثقة مجلس النواب اتخاذ الخطوات اللازمة لحلها موضح أن تلك القضايا هى تمويل شركات المضارب الخاضعة لولاية الشركة القابضة للصناعات الغذائية لشراء الارز الشعير من المزارعين مع بداية موسم الحصاد بأسعار مناسبة وقصر استيراد السكر على ما يسد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك بما يحقق صالح الشركات المحلية المنتجة وتخليصها من المخزون الراكد. كما طالبت قيادات العمال بتأهيل معدات وآلات شركات الزيوت التى تعانى عجزاً عن توفير الزيوت للمستهلكين بمواصفات جيدة وزيادة حصتها التموينية وضرورة استفادة عمال المقاولات من خدمات التأمين الصحى خاصة وان المقاولات تشمل 108 حرف ومهن وتستوعبها صناعات حيوية مثل الاسمنت والسيراميك والطوب الرملى والزجاج والالومنيوم والصناعات التى لها علاقة بتصنيع الأخشاب حيث يبلغ عدد عمال المقاولات أربعة ملايين عامل، بالإضافة إلى العمالة غير المنتظمة وعمال النقل البرى الذين يبلغ عددهم حوالى 18 مليون عامل. كما تطرقت القيادات العمالية الى المطالبة بوقف استيراد الأسمدة من الخارج وحماية الشركات الوطنية المنتجة للأسمدة حفاظاً على الاستثمارات القومية التى أنفقت لتطوير هذه الشركات ووضع استراتيجية شاملة للنهوض بصناعة الدواء والحفاظ على البعد الاجتماعى لهذه الصناعة وحظر استيراد اى منتج دوائى يتم انتاج مثيله محليًا وكذلك تفعيل قانون المناقصات لتشجيع الصناعة الوطنية واعطاء الاولوية للمنتج المصرى والاعتزاز بشعار «صنع فى مصر». وكان لافتا خلال الاحتفال أن الرئيس السيسى استجاب لدعوة يوسف على محمد أحد العاملين بالشئون الإدارية فى مركز تعليم الفيوم وأحد المشاركين فى احتفال عيد العمال للقائه، وجاء ذلك بعدما هتف العامل أثناء تكريم العمال: عايز أسلم عليك ياريس وغادر الرئيس السيسى منصة الحفل استجابة للعامل الذى احتضنه وقبل رأسه وأكد يوسف أنه لم يرتب لهذا الموقف وانما أراد السلام على الرئيس متوجها بالشكر له على قبوله التحية. كما كان لافتا استقبال العمال المشاركين فى احتفالية عيد العمال للمهندس إبراهيم محلب وكمال الجنزورى رئيسى الوزراء السابقين والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق بالتصفيق الحاد أثناء دخولهم القاعة التى يقام فيها الحفل . ومنح الرئيس السيسى الأوسمة لعدد من العمال احتفالا بعيدهم.
