كشف مصدر سعودى لشبكة «سى إن إن» الأمريكية عن أن الرياض تخطط للتدخل ضد داعش فى سوريا، وأنها تحشد لهذا الأمر نحو 150 ألف جندى، معظمهم سعوديون مع قوات سودانية وأردنية موجودة بالفعل داخل المملكة حاليا. وبحسب الشبكة التليفزيونية الأمريكية، التزمت المغرب بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات وقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التى ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا. وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة ماليزيا وإندونيسيا وبروناى التى أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثى إلى السعودية. وترى السعودية أنه عندما يُهزم داعش يُمكن لهذه القوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن لساحة القتال ونشر السلام فى سوريا. وتعتقد السعودية أن مارس المقبل سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية استعدادا للتدخل فى سوريا، لأن الرياض تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريبا، إذ ترى القوات السعودية أن مقاومة الحوثيين تتضاءل وأن ضربة مكثفة من قوات التحالف العربى سُتمّكن الرئيس عبدربه منصور هادى من السيطرة على العاصمة، ما سيتيح للسعودية فرصة التركيز على سوريا، حسب سى إن إن. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن إجراء عملية برية دولية فى سوريا ليس بمقدوره تسوية النزاع المسلح بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة، مهما كانت الجهة التى ستقود مثل هذه العملية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربى «نعتقد بأنه لا يمكن حل الأزمة فى سوريا بالقوة العسكرية»، مشيرا إلى بذل جهود دولية حاليا من أجل إجراء مفاوضات سلام بين الحكومة السورية والمعارضة. جاء ذلك ردا على تصريحات المستشار فى مكتب وزير الدفاع السعودى العميد الركن أحمد عسيرى التى قال فيها: إن السعودية على استعداد للمشاركة فى أى عملية برية ضمن التحالف الدولى فى سوريا. وأضاف كيربى: إن واشنطن تريد أن تدرس المبادرة السعودية أكثر، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تبحث مع السعوديين نواياهم. بدوره، قال قائد جماعة «جيش الإسلام» المسلحة عصام بويضاني، إن «تكثيف الهجمات العسكرية يثبت أن الحكومة السورية وحلفاءها غير جادين فى التوصل لحل سياسى للحرب الدائرة منذ خمس سنوات». وأضاف بويضانى: إن «أكبر دليل أنهم يواصلون قصف المدن السورية وفرض حصار على مئات الآلاف من المدنيين العزل». وجماعة جيش الإسلام إحدى أكبر جماعات المعارضة المسلحة فى الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية، والتى دُعيت لمحادثات جنيف. وتولى بويضانى قيادة جيش الإسلام بعد مقتل سلفه، زهران علوش، فى غارة جوية قرب دمشق فى ديسمبر الماضي، ويرأس محمد علوش ابن عم زهران علوش مفاوضى الهيئة العليا للتفاوض فى محادثات جنيف. وقال بويضانى أيضًا: إنه «يجب توقف الدعم الروسى والإيرانى للرئيس السورى بشار الأسد». واعتبر أنه «لو كان المجتمع الدولى جادًا فى إنجاح الحل السياسى للجم العدوان الروسى والإيرانى وطالبهما بالخروج من سوريا». وأكد أن «النظام كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا مؤازرة روسيا له وتدخلها فى الصراع فى سبتمبرالماضى». وتابع: إن «جيش الإسلام يقاتل على جبهات كثيرة فى سوريا على الرغم من قلة الإمدادات والسلاح، لاسيما الأسلحة المضادة للدبابات والمضادة للطائرات». من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن «روسياوسوريا تنتهكان قرار الأممالمتحدة، الذى صدر فى وقت متأخر من العام الماضي، والذى يدعو إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووضع حد لقصف المدنيين فى سوريا». وانتقد كيرى روسيا لاستخدام «القنابل غير الموجهة أو القنابل الغبية» فى حملة القصف بسوريا، فى انتهاك لقرار الأممالمتحدة الذى تم إقراره بدعم موسكو، وقال إن النساء والأطفال كانوا من بين الذين يقتلون نتيجة لذلك. وأضاف: «يجب أن يتوقف هذا»، موضحًا أن «الأيام المقبلة سوف تظهر ما إذا كان الناس يتحدثون بجدية». وقال كيرى إن «الروس قدموا مقترحات كجزء من محادثات وقف إطلاق النار، ولكن إذا كان الأمر مجرد كلام من أجل الكلام بهدف مواصلة القصف، فلا أحد سوف يقبل ذلك. وسنعرف ذلك خلال الأيام المقبلة». إلى ذلك، قال البنك الدولى: إن «التكلفة الاقتصادية للحرب فى سوريا بلغت نحو 70 مليار دولار، وانعكاساتها على دول الجوار وصلت إلى 35 مليار دولار، وأن مدينة حلب السورية، هى الأكثر تضررا جراء الحرب من بين 6 مدن أخرى، حيث بلغت نسبة التدمير فيها نحو 40%». وأوضح البنك الدولى أن «التكلفة الاقتصادية للحرب فى سوريا تشمل خسائر اقتصادات 5 دول مجاورة هى العراق ومصر ولبنان والأردن وتركيا»، بحسب شبكة «سكاى نيوز». وفيما اعتبر المرشد الأعلى لإيران، على خامنئى، أن خوض عناصر «الحرس الثوري» القتال فى سوريا، أبعد الحرب عن الداخل الإيرانى، وبينما قال: إنه «لولا قتال الحرس الثورى لتعين على قواته خوض «الحرب فى كرمانشاه وهمدان والمحافظات الأخرى». أعلنت الأممالمتحدة أنّ نحو 20 ألف نازح سورى عالقون عند الحدود مع تركيا جراء العمليات العسكرية المستمرة فى محافظة حلب. فيما تستمر السلطات التركية فى إقفال الحدود.