أعرب الروائي مكاوي سعيد عن سعادته الشديدة بالمجموعة القصصية" كوكو" للكاتب هشام عبدالغفار الصادرة عن دار كتاباتي، وذلك خلال حفل توقيع المجموعة بمكتبة ألف، وقال: أدهشني هشام في مجموعته تلك، إلا أن عنوانها أدرجها إجباريا تحت بند الأدب الساخر، في حين أنها مجموعة جيدة جدا، والعمل في مجمله رائع، ولعل مشكلتها الأساسية تكمن في الحديث عن الجنس، وأنا في هذا لا أمنع الحديث عنه، ولكن في سياق، كما أنني أري أن الكاتب لماح، ولو أن هناك مساحة أكبر للسياسة والحياة الاجتماعية في المجموعة لكان الأمر أفضل، فهو يلتقي تفاصيل مدهشة، ويتقن الإنصات للصوت الآخر ونقله، وفي الوقت الذي يتحدث فيه كثير من الكتاب علي لسان كل شخصياتهم بصوت واحد هو صوت الكاتب، إلا أنه قادر علي أن يحفظ لكل شخصية أسلوبها وحديثها المختلف، فتشعر بالاختلاف بين أسلوب الرجال والنساء والشخصيات علي تنوعها. وتابع: لدي هشام قدرة كبيرة علي السخرية المؤلمة التي تبدع أدبا جميلا، هو أيضا مهتم بالسيناريو السينمائي والسينما عموما، وقد رأيت في المجموعة مشاهد كثيرة باعتبارها مشاهد سينمائية، كما أنه يمتلك التشويق، حتي الزيادات التي يضعها لا تجعلنا نمل، ولكن هناك لقطات فاتت عليه، لو انتبه لها لأصبحت قصصا قائمة بذاتها، أعتقد أنها ستكون جميلة وجادة. من جانبه، قال د. هشام عبد الغفار:هذه هي المجموعة القصصية الأولي لي، قد يبدو اسمها غريبا، ولكن له مضمون، يظهر داخل القصة، أشرح فيها وجهة نظري في موضوعين مهمين جدا في الحياة هما الحب والحرية.. وتابع: في قصة كوكو التي جاءت المجموعة علي اسمه، أتحدث عن الفساد الصحفي، والمخبرين الصحفيين في ظل نموذج الدولة البوليسية، التي تسيطر علي كل شيء بما فيه القضاء والإعلام، وإن كان الفساد يمكن أن ينتهي في كل شيء، فإنه لن ينتهي أبدا برأيي من الإعلام، لأنه واقع باستمرار تحت سيطرة أصحاب السلطان والمال، الذي يصنعون الإعلام من أجل توصيل وجهات نظرهم وآرائهم، وليس أدل علي ذلك من روبرت ميردوخ، وبيرلسكوني، وهما شخصيتان استطاعا عبر الإعلام أن يحولا سيئاتهم حسنات. وأتمني علي المستوي الشخصي أن نصل إلي التوازن في الرسالة الإعلامية، وأن يقول الإعلامي رأيه دون أن يمليه عليه أحد، ولعل هذا لن يتحقق إلا عبر رقابة شعبية علي أجهزة الإعلام، وقد تحقق هذا جزئيا عبر أدوات الإعلام الشعبي الجديدة علي شبكات التواصل الاجتماعي التويتر، والفيس بوك، واليوتيوب، الذي يعد تحديًا كبيرًا للإعلام التقليدي، الذي لم يعد قادرا علي أن يقول الكذب لأن هناك رقابة كبيرة علي ما يقول. وحول ما إذا كانت بعض شخصيات كتابه حقيقية قال: لا يوجد أديب في الحياة يكتب دون أن يكون هناك خلفية في كتاباته وشخصياته، وقد سألت الأسواني، كيف تكتب، فقال: يجب أن يكون هناك روائي في رأسك، يسجل ويكتب الأحداث، وهذا الأمر معي، بعض الشخصيات حقيقية، وبعضها أضيف لها كي تكون حقيقية.