تجرى السعودية تحركات دبلوماسية نشطة مع عدد من العواصم العربية والدولية لمحاصرة وعزل إيران إقليميا ودوليا، حيث تشهد الرياض سلسلة من المشاورات والمباحثات لاستثمار الحالة الدولية الرافضة لتجاوزات إيران للقانون والأعراف الدولية، حيث يقوم وزير الخارجية السعودى عادل الجبير بجولة آسيوية تشمل كلاً من باكستان والصين وكوريا الجنوبية واليابان بهدف الحصول على تأييد آسيوى للإجراءات التى اتخذتها المملكة تجاه طهران فى أعقاب حرق السفارة والقنصلية السعودية من إيران ووضع حد لتدخلات تلك الدولة فى شئون الدول العربية. وتستضيف العاصمة الرياض بعد غد السبت اجتماعًا طارئًا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى لبحث الاعتداء الإيرانى على السفارة السعودية، وهو اجتماع يسبق اجتماع الجامعة العربية الذى يعقد فى القاهرة على نطاق أوسع لبحث تداعيات التصعيد الإيرانى وسبل مواجهته. هذا وقد انضمت سلطنة عمان أمس الأربعاء، إلى قافلة الدولة التى أدانت الجرم الإيرانى بحق السفارة والقنصلية السعودية فى إيران، حيث أعربت السلطنة وهى الوثيقة الصلة بطهران عن بالغ أسفها لما تعرض له مقر سفارة وقنصلية السعودية فى طهران ومشهد من تخريب من قبل متظاهرين إيرانيين، مؤكدة أنه يعد مخالفة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والمواثيق والأعراف الدولية التى تؤكد حرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها من قبل الدولة المضيفة.وبعد انضمام سلطنة عمان إلى دول الخليج فى إدانتها لإيران تظل قطر محافظة على وضعها الشاذ خليجيا وعربيا وربما دوليا، يبدو أن قطر كما أسهمت فى إرباك المشهد العربى طيلة السنوات الماضية فهى تسعى أيضًا إلى إرباك المشهد الخليجى ، فهى لا ترغب أن تبدو السعودية قائدة وحيدة لدول الخليج أو الدول العربية، ولا ترغب أيضا فى وجود علاقات قوية ومتميزة بين مصر والسعودية، فالنظام القطرى يسعى منذ مدة ليست قصيرة إلى الخروج من عباءة دول الخليج الضيقة إلى الفناء الاقليمى الواسع لكسب مكانة جديدة فى المنطقة على حساب السعودية ومصر بدليل انحياز الدوحة لأعداء الرياضوالقاهرة.
