طالب الشيخ عبدالكريم الخصاونة مفتى عام المملكة الأردنية الهاشمية بضرورة العمل على إيجاد مرصد فى دور الإفتاء لمتابعة الفتاوى الشاذة التى تؤثر فى استقرار المجتمعات ومتابعتها والرد عليها، وشدد فى دراسة حديثة له بعنوان: «الفتوى وأثرها فى استقرار المجتمعات» على اننا اصبحنا نعانى فى مجتمعاتنا من الفتاوى الشاذة ولعل أوضح مثال على بعض الفتاوى الشاذة والغريبة والتى تصدر من بعض طلبة العلم وبعض العلماء لشا يثير الشكوك والشبهات وأحيانا السخرية بسبب عدم القدرة على صياغة الفتوى، أو عدم مناسبة الفتوى للزمان والمكان الذى صدرت فيو، مثل ما صدر فيه بعضهم فى فتوى رضاع الكبيرَ، أو فتوى تحرم أكل بعض أنواع الفواكة، ويبلغ هذا التطرف غايته ومنتهاه حينما تصدر فتاوى تتعلق بتكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم بداعى الردة لأدنى سبب، بل إن أصحاب هذه الفتاوى يكفرون كل من خالفهم ولو فى مسألة اجتهادية قابلة للاختلاف. أشار إلى تطور فتاوى التكفيرَ إلى مسألة حرق الأجساد وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث فأتى ذلك لتشويه صورة الإسلام من جهة، وزعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية. كما طالب مفتى الأردن بالاهتمام بالعاملين فى حقل الفتوى وتأهيلهم شرعيا لفهم حقيقة الإسلام ومقاصده العامة بما ينعكس على الفتاوى الصادرة عنهم لتساهم فى استقرار المجتمعات الإسلامية والعربية، مؤكدا أهمية إصدار البيانات والنشرات بشكل توافقى بين علماء الأمة الإسلامية من خلال المجامع الفقهية فى القضايا التى تهم المجتمعات الإنسانية ككل. واكد المفتى كذلك اهمية تفعيل دور خطب الجمعة بالتركيز على أهمية استقرار المجتمع، ونعمة الأمن والأمان فى المجتمع الإسلامي، و دعوة وسائل الإعلام والاتصال إلى الاستعانة بالمتخصصين من العلماء، وعدم السماح لغير المؤهلين بالمشاركة فى البرامج المعنية بالفتوى، والتنسيق مع مرجعيات الإفتاء المعتبرة عند نشر الفتاوى. كما لفت إلى اهمية العمل على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام بأنواعها للوصول إلى أكبر شريحة من الشعوب من أجل ترسيخ مفاهيم سماحة الإسلام ورحمته بالخلق واستقرار المجتمعات الإسلامية والعربية، والتحذير من دعاة السوء وبعض القنوات الفضائية التى تبث آراء ومواقف تدعو من خلالها إلى زعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية.