قال الدكتور مصطفي كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، متحدثا عن أحداث الفتنة الطائفية وحادث إحراق كنيسة إمبابة: نحن نعيش في أوضاع ما قبل حداثية، فالناس التي تقف أمام الكنيسة لتمنع الناس من الصلاة فيها، يعد موقفا قبل حداثي نعاني جميعا منه، ونأمل أن يساعد الكتّاب والمثقفون في تطوير الحداثة الفكرية في مصر. حديث السيد جاء خلال ندوة عقدها المركز القومي للترجمة مساء الأحد الماضي لمناقشة كتاب "حكم الخبراء.. مصر، التكنو - سياسة، الحداثة" من تأليف تيموثي ميتشل، وترجمة بشير السباعي وشريف يونس، وفيها أكد السيد علي محاولة الكتاب في إثبات خطأ بعض المفاهيم الكبري التي تولدت لدينا بسبب تأثرنا بمدرسة الحداثة مثل مفاهيم: العقلانية والاستنارة والاقتصاد والمعرفة والتكنولوجيا والطب الحديث وغيرها، كما يدحض فكرة الاستنارة، إلا أنه عاد ليشير لصعوبة لغة الكتاب التي منعته من تقرير دراسة بعض فصوله علي طلبة الجامعة الأمريكية. أما الدكتور خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية، فشبه تأثير الكتاب بتأثير ثورة 25 يناير علي العالم الغربي وتغييرها لصورته، وقال: كتابي ميتشل "استعمار مصر" و"حكم الخبراء" كان لهما تأثير إيجابي علي سمعة مصر مثل ثورة 25 يناير، فهناك من أقبل علي دارسة مصر نتيجة إسهامات ميتشل. وانتقد فهمي افتقاد الجامعات المصرية والجامعة الأمريكية لإنتاج الكتب الأكاديمية القادرة علي إضافة جديد في كيفية تفكيرنا وعملنا، ووصف مؤلف الكتاب تيموثي ميتشل قائلا: لا أحد في جيلي عنده القدرة علي التحليل والتنظير وبشكل سلس وشيق في أي لغة مثل ميتشل، فهو أهم العاملين في منطقتنا وأهم المنظرين في العلوم الانسانية والاجتماعية بجميع أشكالها، بل وأهم المفكرين في العصر المعاصر، وكتابه صدر بالإنجليزية منذ عشر سنوات، وصدوره هذا العام اعتبره أهم حدث ثقافي. والكتاب، كما يراه فهمي، يلقي الضوء علي السياق الاستعماري الذي نشأ فيه كثير من العلوم الاجتماعية والاقتصادية والتطبيقية وغيرها، وفيه فصل عن ظهور الملكية الفردية أو الخاصة، ويشككنا في الآليات التي تعودنا العمل بها في فهم العالم. المترجم بشير السباعي أكد أن المشكلات الحادة التي تواجهها الثورة والمجتمع المصري الآن، مثارة في هذا العمل الذي يتحدث عن مقدمات الثورة المصرية، وأشار إلي أن الكتاب ينفي ما تناولته المؤسسات الأمريكية والرسمية المصرية وغيرها التي تؤكد أن مشكلة مصر من قهر وفقر وغيرها هي مشكلة نابعة من العلاقة ما بين الديموجرافيا والنهر، وقال: الكتاب يؤكد أن مشاكلنا نابعة بالأساس من سوء توزيع الثروة والسلطة. ومن ناحية أخري انتقد السباعي تأخر المركز القومي للترجمة في نشر الكتاب وقال: حينما تقدمت لنشره في المركز كنت أشعر بالقلق لأنه سبق أن رفضت دار نشر خاصة نشر فصول منه لأسباب أتوقع أنها رقابية، ورغم أننا سلمناه عام 2010 إلا أنه لم يصدر إلا بعد ثورة 25 يناير".