أدلى الأتراك أمس بأصواتهم فى الانتخابات التشريعية المبكرة التى دعا إليها رئيس البلاد رجب طيب أردوغان. ينتظر خلال ساعات الإعلان عن نتيجة الانتخابات البرلمانية وسط تدهور الوضع الأمنى ومخاوف قد تؤثر بشد على مسار البلاد وسلطة الرئيس أردوغان. وهذه ثانى انتخابات برلمانية تشهدها تركيا خلال خمسة أشهر بعد أن أخفق حزب العدالة والتنمية الذى أسسه أردوغان فى الاحتفاظ بالأغلبية فى البرلمان فى يونيو الماضى. ووصف أردوغان الانتخابات الجديدة بأنها فرصة مهمة لتركيا للعودة إلى حكم حزب العدالة والتنمية بمفرده بعد غموض سياسى استمر شهورا. وقال بعد أن أدى الصلاة فى مسجد جديد باسطنبول السبت إن «هذه الانتخابات من أجل استمرار الاستقرار والثقة». وتعهد باحترام النتيجة. وأعرب رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، عقب إدلائه بصوته فى إحدى مدارس العاصمة أنقرة عن أمله بأن تمضى العملية الانتخابية من دون منغصات، وأن تحمل الخير للبلاد. وفى تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية بعنوان «حكم الرئيس التركى يتأرجح مع توجه الناخبين لصناديق الاقتراع» أشارت إلى أن الانتخابات قد تنهى أكثر من عقد من سيطرة حزب العدالة التنمية على السلطة فى تركيا، وبررت ذلك بسبب النزعة السلطوية فى حكم أردوغان وقمعه لمعارضيه وحرية الإعلام فى تركيا. ويتنافس فى الانتخابات 16 حزباً، أبرزهم أحزاب «العدالة والتنمية»، و«الشعب الجمهوري»، و«الحركة القومية»، و«الشعوب الديمقراطي»، فضلاً عن 21 مرشحا مستقلا. وإذا أخفق حزب العدالة والتنمية من جديد فى ضمان الحصول على أغلبية كحزب واحد فربما يضطر للعودة لطاولة المفاوضات مع حزب الشعب الجمهورى العلمانى المعارض أو حزب الحركة القومية اليميني. وأشارت صحيفة «توداى زمان» المؤيدة لجماعة فتح الله جولن المعارضة إلى أن هناك مخاوف من حدوث تزوير فى نتائج الانتخابات لصالح حزب أردوغان مشيرة إلى تقارير تتهم مسئولين من حكومة رئيس الوزراء داود أوغلو بأنهم كانوا على متن الطائرات التى حملت صناديق الاقتراع للأتراك فى الخارج، وهو ما يعتبر – بحسب الموقع - نية مبيتة لتزوير الانتخابات. واعتبر سيلال أدان نائب رئيس حزب الحركة القومية فى تصريحات ل«صنداى زمان» أن سيطرة الحكومة على مجموعة «إيبك» الإعلامية التى تطلق العديد من وسائل الإعلام المعارضة للنظام يهدف إلى التعتيم الإعلامى أثناء الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأى إلى أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على أكثر من 258 مقعداً، التى فاز بها فى الانتخابات السابقة لكن يظل السؤال هل سيحصل على 276 مقعداً اللازمة للسيطرة على أكثر من نصف البرلمان. فيما أظهراستطلاع للرأى لموقع «تركيا بوست» أن 80% صوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية، فيما بلغت نسبة من توقعوا تكشيل حكومة ائتلافية. من ناحية أخرى، ألقى مجهولون قنبلة «مولوتوف» وأخرى صوتية على مكتب دعائى انتخابى تابع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم فى مدينة اسطنبول التركية أمس الأول. ووفقاً للمعلومات فإن المكتب الموجود بحى «أيوب» فى مدينة إسطنبول تعرض لاعتداء من قبل مجهولين أقدموا على رمى قنبلة مولوتوف وأخرى صوتية على بنائه، حيث تسببت قنبلة المولوتوف فى إحداث حريق جزئى بأثاث المكتب.