تتركز خريطة الهجرة غير الشرعية بالشرقية، فى عدة قرى بمراكز بلبيس ومنيا القمح ومشتول السوق، حيث تأوى بعض الدول الأوروبية منذ سنوات عدة آلاف من شباب هذه القرى، لا يكاد يخلو منزل بها إما من مسافر يعمل بإحدى الدول الأوربية أو من شاب راح ضحية مغامرة حاول فيها الهجرة بصورة غير رسمية عبر غياهب البحار، فعاد جثة هامدة أو فقد وانقطعت أخباره منذ عشرات السنين. وتمثل دولة إيطاليا القبلة الأولى الرئيسية التى يقصدها راغبو الهجرة غير الشرعية تليها ألمانيا ثم فرنسا وهولندا، ويعتبر البحر المتوسط هو الممر الأساسى لحركة الهجرة، والذى يعتبر العبور إلى ضفته الأوروبية حلما يراود آلاف الشباب بتلك القرى وغيرها. وقد بدأت ظاهرة الهجرة غير الشرعية لدول أوروبا بين شباب قرية دهمشة مركز مشتول السوق منذ 25 عاما حيث سافر محمود عبد السلام إلى إيطاليا ومكث بها عدة سنوات، ثم عاد وقد ظهرت عليه علامات الثراء وهو ابن الأسرة البسيطة التى كان يعانى أفرادها لتوفير قوت يومهم بالكاد، والتى تغيرت حالها إلى العكس تماما من الفقر المدقع إلى الغنى الوفير. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الشاب قدوة لشباب القرية الذين سعى معظمهم للسفر والهجرة بجميع السبل، واستطاع هو نفسه مساعدة بعضهم من أقربائه على السفر، وانتقلت العدوى إلى القرى المجاورة، وهى كفر إبراش مركز مشتول السوق وميت سهيل وميت جابر وشبرا النخلة وبنى هلال والنعامنة بمركز منيا القمح، وأصبحت الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية هى الهدف الأسمى الذى يعمل كل طفل منذ ولادته على تحقيقه، حتى وإن كان الثمن هو المغامرة بحياته.
