المهندس أحمد إبراهيم ماضى - ملازم أول احتياط بسلاح المهندسين - كان عمره وقت حرب أكتوبر 28 سنة، وكان فى كتيبة مهندسين عسكريين، وقال كنت بين طلائع العبور فى خندق على شاطئ القناة، وفصيلتى التى أقودها، على بعد نصف كيلو متر، وكانت جملة الله أكبر تزلزل الأرض، وكانت مهمتى فتح ممر فى الساتر الترابى لخط بارليف بارتفاع 20 مترا وطول 45 متراً، لعبور الدبابات إلى الضفة الثانية. عبرنا الشاطئ الآخر، وطلقات الرصاص تنهال علينا ولكنها كانت ضعيفة، وبدأنا فى الساتر الترابي، من الساعة 4 إلى 9 مساءً، قرابة 5 ساعات وأنهينا مهمتنا وتسليم الممر، وتلقينا أوامر بالتجمع عند قائد السرية، وانهال علينا العدو ب5 طائرات فى نصف ساعة، وأصبت ودخلت النقطة الطبية فى الضفة الغربية، وفى الصباح علمت أن القوات أعدت خط دفاع على بعد من 5 إلى 10 كيلومترات فى سيناء. وتابع ماضى عن رؤيته لمصر وقت الحرب قائلا: كانت مصر جيشاً وشعباً، يداً واحدة، وعلى قلب رجل واحد، لدرجة أنه فى هذا الوقت لم تجد جريمة واحدة فى أقسام الشرطة، فأكتوبر بما فيه من حياة مدنية وعسكرية، نموذج لكى يعرف المواطنون ماذا تعنى مصر؟. وأضاف ماضى: إن الانتماء للبلد موجود بدليل ثورة 30 يونيو وخروج 30 مليوناً فى آن واحد، يعبرون عن رأيهم، وأسقطوا نظاماً وصفه بالفاسد، وكذا عملية حق الشهيد فى سيناء، والتى حققت نجاحاً باهراً ولم يستطع أحد المساس بمصر وجيشها، فهو الأمل لإنقاذ الشعوب العربية كلها، وهو الوحيد القادر على لم الشمل.