كانت عقارب الساعة تشير الى الواحدة منتصف الليل بينما المجند محمود مصطفى المعين خدمة تأمين على سفارة النيجر بشارع الهرم ينهى مكالمة مع عائلته المقيمة بمركز جرجا بسوهاج، يلتفت المجند يمينًا ويسارًا ويخطف نظرة الوداع للمجند حسين محمد زميله فى الخدمة والسيد على فرد الأمن والمدنى الوحيد فى الخدمة الليلية وفجأة تقف سيارة «فيرنا» «نبيتى اللون» ويترجل منها 3مسلحين «بالبنادق الآلية» ويطلقون وابلًا من الأعيرة النارية وبسبب سرعة الطلقات وعنصر المفاجأة والاضاءة الخافتة عجز المجند وزميله عن الرد إلا بطلقتين مما جعل الارهابيين يتراجعون ويستقلون السيارة الفيرنا ويهربون.. المجند حسين محمد يلتقط بأطراف أصابعه جهاز اللاسلكى ويخطر غرفة عمليات مديرية امن الجيزة بالحادث الإرهابى وانهم غارقون وسط بركة من الدماء ثم يؤكد لمدير العمليات ان السياره نوعها «فيرنا» ولم يتسن له معرفة لونها ثم أغشى عليه. وعلى الفور تم اخطار اللواء طارق نصر مساعد الوزير لأمن الجيزة وانتقل اللواء مجدى عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميد درويش حسين رئيس مباحث قطاع الغرب إلى مكان السفارة وتبين للرائد أحمد الوليلى رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية ان الدماء متناثرة حول باب السفارة ووجود طلقات آلية فى مكان الحادث كما تبين وجود آثار لطلقات على «كشك»الحراسة والبوابة الحديد وجمع عادل حارس أمين الشرطة بقسم العمرانية فوارغ الطلقات التى تعدت اكثر من 14 طلقة ويوجد بها طلقات مختلفة. فيما انتشر ضباط قطاع الامن الوطنى بالجيزة واخطرت غرفة عمليات النجدة جميع الاكمنة والتمركزات الامنية بنوع السيارة وتم غلق مداخل محافظاتالقاهرة والقلوبية اعلى الطريق الدائرى، كما تحفظ ضباط الامن الوطنى على كاميرات سفارة النيجر والتى تبين من تفريغها بمساعدة ضباط المصنفات الفنية ان الظلام يحول دون معرفة وجوه الارهابيين وعلمت «روزاليوسف» ان قطاع الامن الوطنى سوف يستعين بكاميرات صيدلية شهيرة تقع بجوار السفارة وأيضًا كاميرات الملاهى الليلى «باريزينا» لفحص محيط الحادث الارهابى «فريق البحث» تم تشكيل فريق بحث يشرف عليه اللواء مجدى عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة واللواء مصطفى عصام وكيل مصلحه الامن العام وعلمت «روزاليوسف» ان فريق البحث رجح استعانة الارهابيين بزميل لهم يقود دراجة بخارية يعمل «ككشاف» لمحيط الحادث وتزويد المجموعة الإرهابية التى ارتكبت الحادث بمعلومات دقيقة عن تواجد الاكمنة الشرطية فى شارع الهرم تمهيدا لخطة هروبهم بعد ارتكاب الحادث. كما يرجح فريق البحث ان الارهابيين الذين ارتكبوا الحادث هربوا من أحد الشوارع الجانبية بجوار السفاره لصعوبة تكملة السير فى شارع الهرم لتواجد أكمنة ثابتة ومتحركة أمام شوارع العريش والمطبعة ومشعل ثم الطالبية وهو ما كشفه الارهابيون وهروبهم من الشوارع الجانبية فور ارتكاب الحادث. فيما استمع اللواء طارق نصر مدير امن الجيزة للسيد محمد الموظف المدنى بالسفارة الذى اكد انه فوجئ بمجموعة مساحة من 3أشخاص يطلقون الأعيرة النارية بينما شخص آخر يقف «كتغطية» للإرهابيين فى الاتجاه المعاكس ويحمل سلاحًا. ويواصل العميد عزت عرفة مفتش مباحث الأمن العام الاستماع لشهود العيان وفحص الشقق المفروشة القريبة من الحادث. انتهت نيابة جنوبالجيزة الكلية برئاسة المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول من معاينة موقع حادث اعتداء ملثمين على مبنى سفارة النيجر بشارع الأهرام والاستماع لاقوال شهود العيان من المارة واصحاب المحال والمصابين بموقع الحادث. وكشفت المعاينة التى أجراها المستشار محمد الطماوى مدير نيابة الحوادث الطارئة أن ملثمين يستقلان سيارة فيرنا رصاصى اللون أمطروا حرس سفارة النيجر بوابل من الأعيرة النارية مما اسفر عن مقتل مجند من قوة حرس السفارة وإصابة مجند آخر ورقيب شرطة وفرد مدنى من أمن السفارة وعقب توقف السيارات أمام السفارة بسبب كثافة إطلاق الأعيرة النارية نزل الملثمان وعددهم 2 من السيارة واستولا على سلاحين آلي من أفراد الحراسة وفرا هاربين. وأمر المستشار الطماوى بالتحفظ على كاميرات المراقبة فى السفارة والكاميرات الموجودة أمامها فى أحد البنوك والمحال والملاهى الليلية. وأمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعى والمعمل الجنائى والأدلة الجنائية وطلبت تحريات الأمن الوطنى وسرعة الكشف والقبض على الجناة.
