أكد د. محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أننا نعيش حالة من التشرذم الفكرى؛ حيث أصبح تيار التشدد والغلو والتطرف أعلى نفيراً وأكثر انتشاراً خاصةً بعد تبنى التيارات التكفيرية بعض الآراء الشاذة والفتاوى التى كانت فى فترات زمنية لها ملابساتها ولا يمكن تعميمها ولا استدعاؤها؛ ما يتطلب تضافر جهود جميع المؤسسات والمفكرين وأهل الاختصاص للتصدى لهذه التيارات المتشددة. وأوضح ان مجمع البحوث الإسلامية قام منذ ايام بعقد ندوة تحت عنوان «وقفات مع الأحاديث الضعيفة وتصحيح المفاهيم الخاطئة»، حيث حاضر فى اللقاء د. ناجى العربى أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة البحرين، وهو أحد خريجى جامعة الأزهر الشريف. وقال د. محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن اللقاء ركز على منهجية الأزهر فى التعددية المذهبية وتطبيقاً لذلك فإن الأزهر الشريف لا يقوم على تدريس المذهب الواحد وإنما يقوم على تدريس المذاهب الفقهية المتعددة. أضاف عفيفى أنه ما يتعلق بابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن يتعصبون لآرائهم ولا يقبلون النقد أو التحليل أو التصحيح لبعض آرائهم يتنافى مع المنهجية العلمية التى أرساها القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله. واستطرد «عفيفى» قائلاً: إن الجماعات المتطرفة والتكفيرية، تقوم باستدعاء آراء كانت من قرون مضت وتحاول فرضها على الناس ما يضيع مقاصد الشريعة نظراً لتغير الزمان والمكان والحال وهذا ما يستوجب المراجعة لموروثاتنا الفكرية. أوضح أن القرآن الكريم يؤكد حقيقة مهمة حيث يقول المولى عز وجل «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً»، لافتاً إلى أن التركيز على موضوع الأحاديث الضعيفة والمفاهيم الخاطئة من الأهمية بمكان نظراً لما يترتب على ذلك من النواحى الفكرية وينعكس انعكاساً سلبياً على السلم والأمن فى المجتمعات الإنسانية.