فى لحظة ما يبدو الإغراء أكبر شأناً من الجزاء ومطامع الدنيا كثيرة تعاند التمهل والنصح والإرشاد. ولكن صوت الضمير يظل المنقذ من هتاف الإغراء والوقوع فى فخ السقوط.. وتبعاته فى الدنيا عندما يخسر الإنسان نفسه وفى الآخرة عندما يقف أمام الله عز وجل وقد أغرق فى ذنبه خاسرًا الأكثر. وعن لحظة الانتصار على المغريات والإنقاذ من فلك الانزلاق يحكى اللواء جمال همام مساعد وزير الداخلية حكاية اليوم من «خشيت الله ».. كالعادة.. يتطلع كل الحاصلين على الشهادة الثانوية العامة بالتقدم إلى كلية الشرطة فيتقدم لها أعداد هائلة كل عام، ويحاولون بشتى الطرق أن ينضموا إلى سجل الشرف الشرطى باذلين كل ما لديهم من علاقات ومجهود وتدريب واستعداد لاختباراتها الشاقة والدقيقة لنيل هذا الشرف.. ابنى همام توًا تخرج فى الثانوية العامة، ويحدوه نفس الأمل وفى نفس التوقيت قابلنى أحد الضباط الكبار «دفعتى» وقال لى الدور على همام عاوزين نجيبه عندنا خليه يجينى بالورق.. وقلت لنفسى هل لو لم يكن همام أبوه ضابطاً كبيراً فقط هل يحوز على هذه الفرصة. وهل أساند ابنى فى خطف فرصة من آخر يستطيع أن يخدم فى هذا الجهاز بصورة أفضل.. وهل أقتل مبدأ تكافؤ الفرص وأجنب آخر ربما يكون أكفأ من ابنى لخدمة هذا البلد.. تذكرت كل ذلك وخشيت الله أن أقتل فرص الآخرين بالزج بابنى بالواسطة، فى معترك حياته العملية، وسبحان الله وجدته راضيًا بقسمته ودخوله الاختبارات بدون الشريرة «الواسطة» وينتقل من اختبار إلى آخر بنجاح وبقيت الهيئة لتعلن نهاية الاختبارات لابنى الذى امتثل إلى الأمر بدون مساندة أحد سوى الله عز وجل وتشجعينا له.. وانضم همام فخورًا بما فعله إلى جهاز الشرطة والآن أصبح برتبة نقيب بالعمليات الخاصة.. وضعت الرجل المناسب فى المكان المناسب.