«شوفوا فانوسى حاجة خصوصى لا صينى ولا صاج.. ورق ومن صنع إيدي» هكذا قالت الطفلة تقى مجدى التى شعرت بسعادة غامرة عندما أمسكت بالمقص وورقة دعاية ملونة من التى توزع مع الصحف وتمكنت من صنع فانوسها الخاص حيث تعلمت طريقته من «عمو نوبي» فى ورش العمل الفنية التى ينظمها المجلس الأعلى للشباب. نوبى بديع أحد القائمين على تقديم هذه الورش الفنية، هو فنان تشكيلى لقب ب«فنان القصاقيص»، حيث ابتكر نمطًا فنيًا لصناعة المجسمات من الورق بتكنيك خاص أشبه بفن «السلويت». يشير الفنان نوبى إلى أنه يطمح إلى استغلال قدوم شهر رمضان بالتزامن مع فترة الإجازة الصيفية لتعليم الأطفال مهارات فنية يدوية غير مكلفة بعيدا عن الفانوس الصينى المشوه الوافد إلينا، ويتمنى أن يبنى فى أذهانهم تصورًا عن استقبال شهر رمضان فى المناطق الشعبية وبالأخص فى السيدة زينب كما قال، حيث يحمل بداخله حنينًا خاصًا له، لأنه ولد وتربى فى هذا المكان الروحي، فلا ينسى دقة صاجات بائع العرقسوس ورائحة البخور العطرة التى كانت تفوح من حلقات الذكر. يارا محمود ونوران أمين ومرام مصطفى، أطفال لم تتجاوز أعمارهن العاشرة ولكنهن تعاونوا فى صنع لوحة رمضانية كاملة حيث رسمن مفرداتها ولونها بألوان الماء والشمع ثم قصصنها ولصقوها على لوحة سوداء كبيرة شكلت مشهدًا رمضانيًا جميلاً ما بين فرحة الأطفال بالفانوس وبهجة المصلين والزحام على بائع الفول وكذلك المسحراتى بطبلته الشهيرة ولم ينسون رسم زينة الشوارع أيضا. يؤكد نوبى أن صناعة فانوس من الورق أمر ليس صعبا كما أنه غير مكلف ويشرحه ببساطة قائلا: يكفى فقط إحضار ورقة مقواة و ثنيها إلى نصفين وقصها على شكل مثلث ثم دائرة ثم مثلث تعلوه دائرة لنجد لدينا بعد فتح الورقة فانوسا ذا طابع خاص ويكفى أنه من صنع يديك. مازن حسن الرفاعى ذو الخمس سنوات يحلم بأن يصبح رسامًا ولكنه مازال لا يقوى على الإمساك بالمقص ويكتفى برسم الفانوس على الورق وتلوينه بألوان مبهجة. وفى الإسكندرية ما بين مكتبة الإسكندرية والورش الفنية فى مناطقها الشعبية قدم الفنان محمد الاكيابى «نحات الورق» الكثير من الورش التى علم فيها الأطفال صناعة الفانوس من الورق أيضا ولكن من خلال بناء مجسمات وتلوينها. حرص إكيابى من خلال هذه الورش الفنية على تعريف الأطفال أشكال الفانوس التقليدى القديم التى كادت أن تندثر بعد أن هجرها صناعها، ويقول:حرصت على البحث عن كل أنواع وأشكال الفانوس المصرى الأصيل وتجميع أشكاله لحفظها من الضياع ثم تقليدها بالورق وتلوينه وتفاجأت بأن كثيرًا من الأطفال لم يكونوا قد شاهدوا بعض هذه الأشكال من قبل وهو ما حفزنى على الاستمرار فى تقديم الورش الفنية.
