يعد قطاع الأسمنت بالسوق المصرية من اكثر القطاعات استقراراً فى الأداء فى السوق وأقلها تذبذبًا ويعد من القطاعات التى يستخدمها مديرو المحافظ للحفاظ على استقرار المحفظة الاستثمارية فى ظل تقلبات السوق. وجاء الأداء المالى لقطاع الأسمنت فى الربع الاول من العام المالى 2015 ضعيفاً للغاية الشركات المدرجة فى السوق فارتفعت ارباح شركتين فقط وتراجعت أرباح باقى شركات القطاع وحققت أربع شركات خسائر فى حين لم تعلن بعد شركة جنوب الوادى للاسمنت عن نتائج أعمالها الربع السنوية حتى الآن وحققت شركة السويس للاسمنت وهى أكبر الشركات المدرجة (من حيث القيمة) تراجعًا كبيرًا فى صافى الأرباح وحققت صافى ربح قدره 58.06 مليون جنيه مقابل 169.50 مليون جنيه بتراجع 65.74 % وذلك مع تراجع مبيعات الشركة وارتفاع تكلفة المبيعات والمصروفات الادارية بالاضافة إلى إضرابات العامل خلال تلك الفترة اثرت على نمو الأرباح للشركة فى حين تحولت شركة أسمنت سيناء إلى تقليل الخسائر بتحقيق صافى خسارة قدرها 11.04 مليون جنيه مقابل صافى ربح قدره 35.98 مليون جنيه عن الفترة المقابلة وذلك لارتفاع كبير فى التكاليف خاصة تكاليف الطاقة ومستلزمات التشغيل والاجور فى حين حققت شركة القومية للاسمنت اكبر خسارة فى نتائج الاعمال عن التسعة اشهر من عام 2014-2015 بتحقيق صافى خسارة قدرها 275 مليون جنيه وذلك مقابل صافى ربح قدرة 13.66 مليون جنيه وذلك لتراجع معدلات إنتاج الأسمنت لأكثر من 60% بسبب حاجة المصانع لعمليات الإحلال والتجديد التى تتم حاليًا لمصنعى 3، 4. و جاءت اكبر الشركات تحقيقًا للخسائر شركة الاسكندرية لأسمنت بورتلاند بتحقيق صافى خسارة قدرة 529.72 مليون جنيه مقابل صافى ربح قدره 64 مليون جنيه ارتفاع كبير فى تكلفة المبيعات خاصة فى ارتفاع تكلفة مواد الانتاج وتكاليف الطاقة المرتفعة بشدة. ويقول صلاح حيدر المحلل الاقتصادى تراجع انتاج الأسمنت الرمادى فى مصر كمية 12.9 مليون طن خلال الربع الاول من عام 2015 مقابل 13.4 مليون طن عن نفس الفترة من 2014 وهو ما ضغط على الشركات بشكل كبير فى الربع الاول من العام المالى 2015 فحقق القطاع مجموع خسائر قدرها 454.975 مليون جنيه (القومية للاسمنت تتضمن خسائر تسعة اشهر فقط وارباح جنوب الوادى للاسمنت سنوية 2014 ) مقابل ارباح للقطاع فى الربع المقارن قدرها 647 مليون جنيه. ويضيف حيدر ان القطاع حاليا يشهد ضغوطًا كبيرة نظرا للمنافسة الشديدة فى السوق بالاضافة إلى الارتفاعات الكبيرة فى تكاليف الانتاج التى اثرت على كل شركات القطاع بشكل كبير وخاصة شركة مثل الاسكندرية لاسمنت بورتلاند فقد أدى الارتفاع الكبير فى تكلفة المبيعات خاصة فى ارتفاع تكلفة مواد الانتاج وتكاليف الطاقة المرتفعة بشدة خاصة أسعار الكهرباء فى تحول الشركة بشكل كبير إلى الخسائر فى الربع الاول. و يقول حيدر إن تركيز شركات الأسمنت حاليا سيكون على الاستثمار وتمويل عمليات التحويل استخدام المصانع إلى الفحم وكذلك اعداد البنية الاساسية لتلك التغيرات من حيث طواحين الفحم والاشتراك فى تمويل موانئ استيراد الفحم الجديد التى بدأت فيه جميع الشركات الآن فى الاستعداد لعملية التحول وطرح مشروعات الأفران الجديدة التى تعمل بالفحم بالاضافة إلى الاستقرار على مناقصات التكنولوجية الجديدة التى سيتم استخدامها فى الصناعة.
