لا يحظى حدث فنى تشكيلى بتغطية كثيفة على مستوى العالم مثل بينالى فينسيا الذى يعقد كل عامين وليس هناك من هدف للدول المشاركة إلا الفوز بالأسد الذهبى لأفضل جناح، ورغم كل الضجة الإعلامية التى أثارتها النسخة ال56 من بينالى فينسيا الذى عمره 120 عامًا، إلا أن الجناح المصرى الذى حمل عنوان: «هل ترانى» الذى شاركت به مصر هذا العام قبع فى منطقة رمادية. منحت لجنة تحكيم البينالى لهذا العام جائزة الأسد الذهبى لأفضل جناح لأرمينيا، وهو ما اعتبرته صحيفة نيويروك تايمز قرارًا ذا مغزى سياسى، لتزامنه مع الذكرى المئوية لمذبحة الأرمن فى الحرب العالمية الأولى، مشيرة إلى أنه ليس بالضرورة عملا فنيًا رائعًا. وبمتابعة تغطية الصحف والمواقع الأجنبية لجناح مصر فى الدورة ال 56 من بينالى فينسيا نستطيع القول إنه لم تثر دهشة نقاد الفن أو تجذب اهتمام الصحافة العالمية. فالبنسبة للمواقع المعنية بالفن التشكيلى الشهيرة، لم يفرد موقع يشر موقع «آرت ديلى» artdaily الشهير للجناح المصرى أى موضوعات ولم يشر له. بينما استعرض موقع «آرت رادار» المعنى بالفن فى آسيا وما حولها أبرز عشرة أجنحة وطنية فى البينالى تمثل قارتى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وكان الجناح المصرى «هل ترانى» أول ما أبرزه الموقع حيث وصف الجناح الذى يمثل مصر فى البينالى بأنه مجموعة من التشكيلات التى تكون اسم «سلام» باللغة الإنجليزية، تم تنفيذها ب«النجيلة الصناعية». وذكر الموقع أن الفنانين المصريين لعبوا على فكرة السلام، الذى من معانيه فى اللغة العربية الجنة – اى مكان تكتنفه الخضرة ولا يعنى ذلك بالضرورة لأهداف الحفاظ على مناخ وبيئة الأرض ولكن بهدف التنمية الاجتماعية والاقتصادية أيضًا. وعمد الفنانون المصريون لخلق حالة تفاعل للجمهور مع عبر تطبيق على الهواتف الذكية، حيث يتمكن الزائرون من الضغط على زر معين على شاشاتهم لتظهر الورود والفراشات على هذا الحشيش الأخضر مع صوت موسيقى وإن ضغطوا على زر آخر سيسمعون أصوات الصراصير ثم ستظهر صور النيران وهى تقتلع كل الحشائش فى رمز للسلام والحرب وأنهما من صنع البشر، وعرف الموقع بقومسير الجناح المصرى هانى الأشقر بأنه مدير إبداعى فى إحدى الشركات التسويقية. والمعارض التسعة الأخرى التى اقترحها موقع «آرت رادار» جاءت لدول: اليابان والصين ومنغوليا وكوريا والفلبين وإسرائيل وجورجيا وإندونيسيا وسنغافورة. فى حين وصف موقع «آرتسى» للفنون جناح مصر بالمتواضع، والعمل الفنى المشاركة به مصر بالغريب، وانه لا يعطى لمصر الحق فى الحلم بالفوز بالأسد الذهبى كأفضل جناح لبينالى فينسيا 2015. واقترح تقرير فى «جريدة الفنون» ذا آرت نيوزبيبر قائمة بالمعارض التى يجب أن يبدأ جمهور البينالى بزيارتها لأنها مثيرة للاهتمام فى أفكارها وطريقة تنفيذها بصريًا وتشكيليًا، ليس من بيها مصر. وهذه الأجنحة هى لأستراليا وبلجيكا واليونان واليابان ورومانيا وسويسرا وبريطانيا، فمثلا جناح اليابان للفنانة اليابانية شيهارو شيوتا «مفاتيح فى أيدينا» يقدم متعة بصرية ومعنوية لزائرى الجناح فى الحال، حيث يستقبل الجمهور حجرة يتدلى من سقفها خيوط حمراء فى محاكاة لخيوط العنكبوت فى نهايتها آلاف المفاتيح كوسيلة تنقل للمتلقى ما بداخل الإنسان من أسرار ومكنونات الذاكرة وتحفظ كنوز النفس البشرية من سبر أغوارها والضياع ويتلقف تلك المفاتيح زورقان خشبيان ويصاحب العرض لقطات فيديو لأطفال من جميع أنحاء العالم يتحدثون عن ذكرياتهم وهم يحملون مفاتيح أى ما نلج بها للمستقبل. وجاء عنوان موقع دايلى ريفيو «البينالى لم يقدم صورة رائعة» فى إشارة إلى أن استجابة فنانى العالم للموضوع الرئيسى- مستقبل العالم - الذى اختاره الفنان النيجيرى أوكوى إنوزور- منسق عام البينالى- لم تسفر إلا عن أعمال فنية تسيطر عليها الحروب والرعب الرقابة الحكومية وما تعانى منه بيئة الأرض من تدهور. كذلك يلاحظ أن التغطية الأكبر عن الجناح المصرى الموجهة للأجانب والعالم الخارجى جاءت من جرائد ووسائل إعلامية مصرية ناطقة بالإنجليزية بوجه عام مثل الأهرام أون لاين وكايرو بوست، وتم نشر بيان صحفى باللغة الإنجليزية تحت عنوان «الجناح المصرى يثير إعجابًا واسعًا فى بينالى فينسيا» فى موقع ومجلة «آسك Ask» المعنى بعالم التصميم وهو موقع تسويقى وإعلانى مكتبه الرئيسى فى مصر. وبالنسبة لوسائل الإعلام العامة، تمت الإشارة لمصر فى وسيلة إعلامية بارزة فى تقرير تليفزيونى لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» وفى موضوع للسى إن إن عنوانه « عن سبب الضجة التى اثارتها افريقيا فى البينالى واهتمام أوكوى إنوزور منسق عام البينالى بقارته الأم ومبدعيه حيث ذكر انه تم اختيار لوحات الفنانة الرائدة انجى أفلاطون فى معرض مع 21 فنانًا أفريقيًا ضمن أنشطة بينالى فينسيا. وقدمت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا عن البينالى وفى نهايته استعرضت خمسة أجنحة اعتبرتها الأفضل هذه الدورة وهى روسياواليابان وألبانيا والولايات المتحدة ثم استراليا. أما صحيفة «لاكروا» الفرنسية فاختارت فى تقرير بعنوان «بينالى البندقية: خمسة أجنحة لا ينبغى تفويتها» المعارض الأكثر إثارة للتحدى وهى أجنحة اليابان وبريطانيا وهولندا والنرويج والنمسا.