بمناسبة افتتاح المبنى الجديد لدار الوثائق القومية أصدرت دار الكتب والوثائق القومية بوزارة الثقافة مؤخرا كتابا جديدا تحت عنوان «كنوز الوثائق» يضم صورا لأهم الوثائق التى تضمها الدار. يعرض الكتالوج وثائق لنماذج من فترات زمنية متنوعة فى التاريخ المصري، فيعرض لعقد بيع أراض بمنطقة القناة بين الخديو إسماعيل وفرديناند ديليسبس، كما يعرض أيضًا لوثائق تؤرخ للحياة الاجتماعية فى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر، كما يعرض الكتالوج أيضًا حجة وقف السلطان محمد الناصر بن السلطان محمد بن قلاوون من العصر المملوكى. وتتنوع نماذج الوثائق التى يعرضها الكتالوج، ما بين وثائق تاريخية وسياسية واجتماعية، إلى وثائق تعكس تقدير الدولة للفن والفنانين من خلال وثيقة منح البكوية ليوسف وهبى سنة 1944م وقيام الملك فاروق بتخصيص دخل عرض فيلم «غرام وانتقام» لمعاونة المحتاجين من الفنانين بتاريخ 1944م، وكذلك اهتمام الدولة بالنشاط الرياضى داخل مصر من خلال تجديد عقود إيجار الأراضى المقام عليها قطبى الكرة المصرية. ويضم الكتالوج أيضًا نماذج لوثائق تعكس علاقات مصر الخارجية مثل وثيقة اعتراف مجلس الوزراء باستقلال مراكش وتونس عام 1956م ووثيقة خاصة بإهداء أربع طائرات تدريب مصرية من إنتاج مصنع 72 إلى الجيش السودانى فى سنة 1956م، كما قدم الكتالوج لمحة عن وثائق أعظم حرب قادتها الدولة المصرية ألا وهى حرب أكتوبر المجيدة. وأشار الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة إلى أن دار الوثائق القومية تضم أكثر من مائة مليون وثيقة، ما بين وثيقة مفردة ووثيقة داخل سجل وهذه الوثائق تتعلق بتاريخ مصر، والمنطقة العربية، والشرق الأوسط بشكل عام، وتتنوع الوثائق فى موضوعاتها وفى عصورها التاريخية وأيضًا فى لغاتها كذلك؛ فتوجد وثائق باللغات الشرقية مثل: العربية والتركية والفارسية والعبرية، ووثائق باللغات الأوربية مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية، وأنه إلى جانب التنوع فى الموضوعات واللغة يوجد أيضاً التنوع فى أشكال الوثائق؛ حيث توجد وثائق مفردة إلى جانب السجلات واللفائف والملفات والمطويات والخرائط والرسومات الهندسية والصور التاريخية وغيرها. أما الدكتورة نيفين محمد محمود رئيس دار الوثائق القومية فلفتت إلى أن الكتالوج يعرض نماذج متنوعة من الوثائق الهامة، التى ترصد واقع المجتمع المصرى عبر فترات زمنية، تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ؛ حيث تبدأ بأقدم حجة بدار الوثائق القومية، والتى يرجع تاريخها إلى 20 ربيع آخر سنة 554ه، الموافق 10 مايو سنة 1159م، والخاصة ببيع أطيان وعقارات من الخليفة الفاطمى الفائز بنصر الله إلى وزيره الصالح طلائع بن رزيق.
