أكد القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار في تصريحات ل«روزاليوسف» أنه بمجرد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية خلال الأسبوع المقبل بحضور جميع الشخصيات سوف يتوجه الرئيس محمود عباس وممثلو الفصائل إلي قطاع غزة. وأشار الزهار إلي أنه «تم التوافق علي إجراء انتخابات تشريعية خلال عام وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية، يتم التوافق عليها بين الجانبين. لفت الزهار إلي أن «أطراً للتفاهم حول الملف الأمني تم التوافق عليها أيضاً» معلناً أن «نهاية الأسبوع المقبل ستشهد الاتفاق علي باقي البنود». وأكد الزهار أن مشروع حماس واستمراره لأكثر من 5 سنوات نجح في النضال لمصلحة الشعب الفلسطيني مما أدي إلي صمود هذا الشارع وبناء علي ذلك نقول إن الاتفاق مع حركة «فتح» سيصمد، وهذا المشروع أو ذاك ليس أمامه إلا النجاح، ونحن مع المشاركة السياسية سواء كنا أقلية أو أكثرية». وكشف القيادي في حماس عن بعض القضايا الخلافية التي حلت في الاتفاق كلجنة الانتخابات التي سترشح لها الحركتان قضاة بالتوافق وتوقيت إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة مؤقتة من الكفاءات. بالإضافة إلي تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة الأمنية العليا ولكن سرعان ما تم الاتفاق علي هذه النقاط. كما أعلن عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح الفلسطينية في المصالحة مع حماس أن القضية الفلسطينية هي جزء من الأمن القومي المصري، موضحاً أن المجلس العسكري المصري أكد محورية القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب المصري. وأوضح «الأحمد» في لقاء مع مجموعة من المثقفين المصريين في مقر حزب التجمع بالقاهرة، أن توقيع محضر التفاهم من قبل حماس يأتي في ظل الحراك الذي تشهده المنطقة العربية «سواء شاءت أم أبت حماس». كما بين رئيس كتلة فتح البرلمانية إنه جري تثبيت نسبة المشاركة المتفق عليها في الانتخابات بنسبة 75% لفتح و25% لحماس واعتبر «عزام» التوقيع الحمساوي السريع نتيجة ما يحدث في سوريا من أحداث وبسبب الضغط الشعبي، كاشفاً عن تهديدات في سوريا «خفية» لتفجير الوضع في لبنان وعرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية. وتوقع «الأحمد» كذلك أن يثير الاتفاق الفلسطيني - الفلسطيني غضب إسرائيل وسيتبعه إجراءات إسرائيلية. كما كشف عن زيارة كانت معدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لسوريا قبل انفجار الأوضاع في مدينة «درعا» السورية بيوم واحد. وحول زيارة عباس إلي غزة، أوضح «الأحمد» أن حماس تحدثت عن أسباب أمنية تعوق اتمام الزيارة، لكن الحقيقة أن حماس تخوفت لأن غزة كلها كانت ستخرج لاستقبال أبو مازن. واتهم الأحمد جماعة الإخوان المسلمين في كل المنطقة العربية بأنهم كانوا دائماً العائق الأساسي في الوصول إلي الاتفاق لأنهم يريدون تعميق الانقسام. من جانبه هدد وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان أمس باللجوء إلي «ترسانة كبيرة من الإجراءات» الانتقامية ضد السلطة الفلسطينية إثر ابرام اتفاق الأربعاء بين حركتي فتح وحماس. وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي «تم مع هذا الاتفاق تخطي خط أحمر نملك ترسانة كبيرة من الإجراءات مثل الغاء وضع الشخصية المهمة لابو مازن (محمود عباس رئيس السلطة) وسلام فياض (رئيس الوزراء الفلسطيني) ما سيمنعهما من التحرك بحرية في الضفة الغربية. وأضاف «يمكننا أيضاً تجميد تحويل الضرائب المتقطعة في إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية. وبحسب ليبرمان، فإن هذا الاتفاق سيترجم عبر الافراج عن المئات من ارهابيي حماس المعتقلين لدي السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية).. كما اعتبر ليبرمان أن الانتخابات المقررة العام المقبل بموجب الاتفاق ستسمح لحماس «بالسيطرة» علي الضفة الغربية. وأضاف «نأمل أن يحافظ المجتمع الدولي برمته علي الشروط التي حددتها اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة، الاتحاد الأوروبي روسيا والأمم المتحدة) للفلسطينيين وهي وقف أعمال العنف والاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات المبرمة في الماضي في وقت ترفض حماس أياً من هذه الشروط. وتابع إن اتفاق المصالحة أنجز علي خلفية الضائقة التي تشعر بها السلطة الفلسطينية بعد سقوط نظام الرئيس المصري السابق مبارك الذي كان يدعم القيادة الفلسطينية. في المقابل اعتبر صائب عريقات المفاوض الفلسطيني تصريحات ليبرمان «تدخلاً سافراً مرفوضا» في الشأن الفلسطيني. في السياق ذاته استقبلت الولاياتالمتحدة المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين بفتور فوصفت حماس بأنها منظمة «ارهابية» وقالت إن أي حكومة فلسطينية لابد أن تنبذ العنف. وكررت إدارة الرئيس باراك أوباما مطالب اللجنة الرباعية للوساطة في عملية السلام في الشرق الأوسط والتي من المرجح ألا تقبلها حماس ومن بينها أن تحترم أي حكومة اتفاقيات السلام السابقة وتعترف بحق إسرائيل في الوجود. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور في بيان اصدره عقب التوقيع ان الولاياتالمتحدة تؤيد المصالحة الفلسطينية علي أساس ما يعزز قضية السلام. لكن حماس منظمة إرهابية تستهدف المدنيين. وأضاف قائلا «لكي تقوم أي حكومة فلسطينية بدور بناء في تحقيق السلام فعليها أن تقبل مبادئ اللجنة الرباعية وتنبذ العنف وتعترف بحق إسرائيل في الوجود». كما هدد أعضاء من الكونجرس بقطع المساعدت الأمريكية حال تنفيذ الاتفاق معتبرين وجود حركة حماس في حكومة وحدة وطنية سيسبب الخطر علي عملية السلام في المنطقة. ووفق صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، فإن رئيس لجنة الخارجية التابعة للكونجرس «الينا روس ليتنان» أكدت أن الاتفاق الموقع مع حركة وصفتها ب«ارهابية» دعت لإزالة إسرائيل وستكون جزءًا من الحكومة الفلسطينية، يفرض وقف وصول المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية. ومن جهتها، رحبت إيران أمس وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في بيان أوردته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية: هذه خطوة إيجابية نحو تحقيق الأهداف التاريخية للأمة الفلسطينية المقهورة.