أبدى خبراء صناعة الدواء مخاوفهم من تراجع نسبة التصنيع المحلى فى صناعة الدواء التى لا تتعدى 20% وتأثير ذلك على الأمن القومى باعتبار صناعة الدواء من الصناعات الاستراتيجية التى لا غنى عنها. وشدد الصناع فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» على ضرورة بناء صناعة دواء حقيقية من خلال زيادة الانفاق على البحث العلمى وتسهيل إجراءات تسجيل براءات الاختراع. وكشف تقرير لغرفة صناعة الدواء بإتحاد الصناعات أن المدخلات المحلية فى صناعة الدواء فى مصر لاتتعدى 20 % وأن حجم سوق الدواء بلغ نحو 30 مليار جنيه سنويا وان الأدوية المغشوشة تسيطر على 10 % من هذهالسوق وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. وقال التقرير إن هناك حوالى 126 شركة دواء تعمل فى السوق المصرية وأن الأجانب يسيطرون على 80 % من هذا السوق. ومن جانبه أكد الدكتور مجدى علبة رئيس غرفة صناعة الدواء أن الصينوالهند اصبحتا من أكبر الدول التى تحتكر إنتاج خامات الأدوية عالميا كاشفًا النقاب عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستورد 80 % من خامات الأدوية من الهندوالصين وكذلك مصر. وأضاف أن مصانع إنتاج الأدوية للخامات التى كانت تتركز فى إنجلترا أغلقت معظمها ونقلت نشاطها إلى الهندوالصين بسبب إرتفاع اسعار الطاقة فى أوروبا. وأضاف أن بناء صناعة قوية لانتاج خامات الدواء فى مصر يحتاج لصناعة قوية فى (البتروكيميكال) بالإضافة إلى ثورة تشريعية لتسهيل إجراءات تسجيل الأدوية وزيادة الإنفاق على البحث العلمى. فيما أوضح محمد البهى نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات أنه لا توجد صناعة دواء حقيقية فى مصر وإنها عبارة عن صناعة تجميلية ولا تتعدى نسب المدخلات المحلية فى تلك الصناعة عن 20% وأن أغلب تلك المدخلات عبارة عن مواد التعبئة والتغليف أما المادة الخام فيتم استيرادها من الخارج. وأشار إلى أن إهمال الدولة للبحث العلمى طيلة السنوات الماضية تسبب فى انهيار صناعة الدواء وافسح المجال لسيطرة الأجانب على السوق المصرية، لافتًا إلى أن مصر تنفق ملايين الجنيهات فقط على البحث العلمى فى حين تنفق إسرائيل نحو 9 مليارات دولار على البحث العلمى سنويا. وأكد على انتشار الأدوية المغشوشة فى السوق المصرية حيث بلغ عدد مصانع بئر السلم اكثر من 500 مصنع تقوم بإنتاج أدوية مغشوشة وطرحها فى الأسوق. وأضاف أن غش الأدوية يتم أيضًا عن طريق جمع العبوات الفارغة وإعادة تدويرها وطرحها فى الأسواق بأدوية مغشوشة ومهربة ومجهولة المصدر. وقال البهى إن هناك حوالى 80 مصنعًا دوائى تحت الانشاء توقفت أعمالها فى اعقاب ثورة 25 يناير مطالبا وزارة الصحة بتقديم تسهيلات فى تسجيل الأدوية لتلك المصانع حتى تتمكن من استكمال أعمالها الانشائية. وأشار إلى أهمية التكامل العربى لإنشاء صناعة دواء حقيقية يمكنها المنافسة فى الأسواق الخارجية.