عاد البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من أرمينيا بعد زيارة استمرت لاسبوع وذلك للمشاركة فى احياء الذكرى المئوية لمذبحة الارمن وعلى هامش الزيارة عقد البابا لقاء مع الوفد المصرى وذلك بمقر الكنيسة الارمينية بحضور البطريرك الاعلى كاركيرين الثانى. وبدأ تواضروس حديثه بتقديم الشكر للكنيسة الارمينية قائلا: إنها كنيسة جميلة، مشيرا إلى أن الكنيسة تحتفل فى أول السنة القبطية من كل عام بالشهداء، وحول غياب التمثيل المصرى الرسمى فى ذكرى المئوية للمذبحة الارمينية قال تواضروس يجب أن نفصل بين مواقف الحكومات ومواقف الكنائس ولا نخلط بين الاثنين والحكومات لها تقديراتها الخاصة طبقا للمصالح والسياسة ولا أتكلم عنها، اما على مستوى الكنائس فالامر مختلف تماما ومشاركتنا فى المئوية إنما هى مشاركة كنسية كما أن هذا الاحتفال تأبينى. وحول دير السلطان المصرى الموجود فى القدس قال تواضروس إنه موقع مسيحى قبطى فى القدس وحاليا لظروف ما يسكنه رهبان اثيوبيون، كما أن الكنيسة الاثيوبية أخت لنا وليس من اللائق الآن اثارة أى مشاكل. وأشاد تواضروس بما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة علاقات مصر مع دول كثيرة فى العالم وتقوية هذه العلاقات، ومشيرا إلى أن خير مثال على ذلك اثيوبيا، وأن علاقاتنا معها تتحسن بالاستمرار عما كانت عليه قبل عامين، ومصر من الدول التى استضافت الارمن فى أحداث 1915 وأوت عددا كبيرا بالآلاف منهم وعاشت جالية كبيرة جدا من الارمن فى مصر وانصهروا واندمجوا فيها مقترحا تعاونا بين مصر وأرمينيا فى مجالات كثيرة خاصة السياحة. وعلق تواضروس على أحداث القتل والعنف ضد المسيحيين المصريين والاثيوبيين وذبحهم فى ليبيا حيث قال إنها أحداث مؤلمة، وتألمنا لاستشهادهم على أساس أنهم مصريون وكذلك مسيحيون وهو نفس ما شعرنا به تجاه إخوتنا الاثيوبيين والارهاب يسعى لتأجيج الصراعات فى أى بلد. وعن محاولات جر الكنيسة لاشتباكات سياسية قال تواضروس: الكنيسة القبطية مؤسسة روحية خالصة تعنى بشئون الروح وخلاص الانسان، لكننا نعيش فى مجتمع وعلينا خدمته سواء تعليميا أو تربويا وغيرهما من أنواع المساعدات المختلفة، وما يجمعنا كلنا أننا جميعا مصريون وأى إنسان مصرى يجب أن يمارس دوره الوطنى، والكنيسة واجبها الوطنى مثلا فى الانتخابات أن تدعو للمشاركة فى الانتخابات بصفةعامة لكننا أبدا لا ندعو لانتخاب مرشح وترك آخر، حيث إن الكنيسة مؤسسة مصرية وطنية خالصة ومستقلة. وعن موقف الكنيسة من زيارة القدس أكد تواضروس أن موقف الكنيسة ثابت منذ حرب يونيه 1967 وهو ممنوع تلك الزيارة وهذا الموقف ثابت منذ البابا كيرولس والبابا شنودة وحتى الآن. وفى سياق آخر يسافر البابا تواضروس إلى هولندا لتفقد الايبارشية وتدشين عدد من الكنائس.
