كنا نتصور أن ظهور رجل مثل «جمال مبارك» في الإعلام مرة ثانية عقب قيام ثورة 25 يناير يُعد «ثامن عجائب الدنيا السبع» فهو أمر شبه مستحيل بالنسبة لنا كشعب عاصر قيام ثورة هزت العالم وكان شاهدا على سقوط نظام «مبارك» إلى الهاوية، ولكن مع الاعلام المصري لا شىء يسمى مستحيلاً، فبرامجنا مفتوحة أبوابها على مصراعيها لاستقبال رموز «الحزب الوطنى» وإعطاؤهم الفرصة الكاملة لتوضيح موقفهم، ولكن أى موقف يتحدثون عنه؟ هل هو مساهمتهم على مدار السنين الطويلة في الهبوط بمصر واقتصادها للحضيض، تاركين زمام الأمور لمجموعة من رجال الأعمال يعبثون بها لتحقيق مصالحهم الشخصية، حتى أصبحت مصر «قطاعاً خاصاً»، أم جعلهم من مجلس الشعب «عزبة» يقسمونها حسب «الطلب»؟ حول ذلك السياق، فجّر «مجدي الجلاد» مفاجأة من العيار الثقيل، خلال تقديم برنامجه «لازم نفهم» على قناة «سي بي سي اكسترا»، حيث أكد أن هناك مفاوضات واتصالات حالية تُجرى الآن تمهيدا لظهور «جمال مبارك» في الإعلام عقب خروجه من السجن بعد تبرئة القضاء له في مختلف القضايا المنسوبة إليه قائلاً: «دى معلومات مؤكدة وتقدروا تنسبوها ليا وأنتوا مطمنين بس استحملوا الصدمة، بالفعل تتم حاليا مفاوضات لظهور جمال مبارك إعلاميا في الفترة المقبلة»، لافتا إلى أن هناك محاولات من النظام الأسبق لغسل سمعته أمام الشعب المصرى عن طريق ظهورهم في بعض القنوات الفضائية والحديث إعلاميا. وأكد الجلاد، في برنامجه «لازم نفهم»، أن هناك مخاطر كبيرة وتآمر على مصر من الداخل والخارج، وأن الدولة لا تريد أن تتدخل في الإعلام، مشددا على أن «غسل سمعة» نظام مبارك عن طريق الإعلام لا يجوز، خاصة أن هناك خطورة فى هذه المرحلة لأن هناك قوى داخلية تتصيد وتحرض ضد الدولة ومن الممكن أن تستغل هذا لخلق حالة من الاستقطاب نتيجة هذه الأفعال.. وأوضح الإعلامي أنه يجب التركيز بقوة للمرور بهذه المرحلة، ومواجهة أعداء مصر الظاهرين، بعيدا عن أي ارتباك قد يحدث، موجها قوله للإعلاميين والصحفيين بالتركيز فيما يحدث وعدم إلقاء حجارة في وجه المواطن البسيط، كما أكد أن هذا الكلام على مسئوليته الشخصية موضحا: «هناك أشخاص لهم مصلحة في عودة دولة مبارك مرة أخرى، وهذا لا يعني أن مبارك هو من سيحكم، بل إن طريقة حكمه وتشابك المصالح هو ما سيحدث، وأقول هذا لأنه ربما يحدث مفاجأة خلال الأسابيع المقبلة بظهور جمال مبارك على الشاشة.
