يقوم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بزيارة إلى مصر يومى 9 و10 فبراير الجارى، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى. وسيبحث الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف فى كل من سوريا وليبيا، إضافة إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. جدير بالذكر أن الزيارة تعد الأولى للرئيس الروسى إلى مصر منذ عشر سنوات، حيث سبق له زيارتها مرة واحدة فى إبريل 2005. كما أنها تأتى ارتباطا بالمحادثات التى تمت بين الرئيسين أثناء الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى منتجع سوتشى بروسيا فى أغسطس 2014. وعلى جانب متصل، تابعت الصحف الإسرائيلية باهتمام الزيارة المرتقبة للرئيس الروسى للقاهرة هذا الأسبوع، والتى سيلتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسى مجددا لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين. ورأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن زيارة «بوتين» تأتى على خلفية مساعيه لتحسين الوضع الاقتصادى الروسى الصعب، خاصة بعد الهبوط المدوى ل«الروبل» مقابل العملات العالمية، جراء المساعى الغربية لتقويض الاقتصاد الروسى على خلفية تدخلها فى أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن «بوتين» ينتظر خلال زيارته عدم رضا من جانب القاهرة تجاه الموقف الأخير بتقليص صادرات القمح إليها. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الملف الاقتصادى سيكون على قائمة أولويات الرئيس الروسى خلال زيارته. إلا أن موقع «ديبكا»، المقرب من الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية، أكد أن الزيارة ستركز فى المقام الأول على ملف الإرهاب، ومحاربة تنظيمى «القاعدة» و«داعش»، والحرب الدائرة فى سوريا والعراق. كما سيتطرق «بوتين» للحرب الدائرة فى ليبيا، وحالة الفوضى التى تضرب البلاد منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق «معمر القذافي». وأعرب خبراء عسكريون فى تل أبيب عن مخاوفهم من المساعى الروسية لتعزيز علاقاتها العسكرية مع مصر، وأن الزيارة من شأنها أن تساهم بشكل كبير فى تعميق العلاقات المصرية الروسية، موضحين أن التعاون لن ينقطع ويتسم بالعمق حتى فى أسوا الفترات التى مرت على مصر. ومن جانبها، أشارت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية إلى أن روسيا هى أكبر مصدر للأسلحة فى العالم، مما يثير القلق الغربى من تنامى الدور الروسى فى المنطقة، إذ ترغب موسكو فى تعزيز صادراتها العسكرية لمصر، بعد الاتفاق على صفقة تزويد الجيش المصرى بأسلحة متطورة.