مناقشات ساخنة شهدتها الندوة التى عقدت حول الفيلم المصرى القصير «فرخة ولكن»، الذى أخرجه ثلاثة من خريجى المعهد العالى للسينما قسم التحريك، هم «محمود حميدة وأحمد ثابت وإسلام مظهر». وعرض ضمن مسابقة الأفلام القصيرة. الفيلم قدم من ثلاثة أجزاء وناقش قضية التحرش الجنسى فى مصر، وأقيمت الندوة مع أحد مخرجى الفيلم «إسلام مظهر» الذى حكى عن تجربته فى إخراج العمل، وقال: هو عبارة عن مشروع التخرج مع زملائى حميدة وثابت وقمنا باختيار مشكلة التحرش باعتبارها الظاهرة الأكثر شيوعا فى الشارع المصرى فى الآونة الأخيرة، وقمنا بتقديمه فى قالب فيلم تحريك لأننا تخصصنا فى هذا المجال فى المعهد. وقد آثار الفيلم العديد من الآراء المتباينة وشهد مناقشات ساخنة مع الجمهور الذى تباينت آراءه، ففى حين أيدت بعض الآراء وجهة نظر المخرج وهى أن تكون النساء أكثر عنفًا فى الرد ومواجهة الظاهرة، إلا أن البعض اعترض على هذا الحل، ورأت إحدى السيدات أن على الأمهات تربية أولادهن على احترام النساء فى المجتمع، وأن على المؤسسات المختلفة من إعلام وتعليم أن تقوم بواجبها فى التربية والتوعية والتثقيف. ورأت سيدة أجنبية أن الظاهرة قد استشرت بالفعل مؤخرًا، وهذا من واقع معايشتها للمجتمع المصرى منذ سبع سنوات، وقد اعترض البعض الآخر حيث رأى أن تناول المشكلة مبالغ فيه خاصة من وسائل الإعلام التى أعطت الموضوع أكبر من حجمه، وأساءت للمجتمع المصرى الآمن. ورأى آخرون أن الظاهرة منتشرة بالفعل خاصة فى المواصلات العامة فى المدن الكبرى كالقاهرة، وذلك عن تجربة شخصية، أما المخرج فقد أصر على رأيه فى الحل الذى عرضه من خلال الفيلم وهو أن المرأة عليها مواجهة الموقف بقوة وعنف، أما الحلول الأخرى فهى تحتاج إلى مزيد من الوقت. كما أقيم لقاءا مفتوحا بين توماس باكلز المشرف على ترميم فيلم « زوجة فرعون « وجمهور الأقصر اعقبه إعادة عرض للفيلم الذى أفتتح الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية. أدار اللقاء مدير التصوير وديد شكرى المدير التنفيذى للمهرجان وبدأ توماس باكلز حديثه وقال أنه كان من المهم أن يعرف المشاهدون كيف تم ترميم هذا العمل وإعادته للحياة من لاشيء، مشيرًا إلى أنه بالرغم من التعليقات الجيدة التى تلقاها عن الفيلم إلا أن النسخة المعروضة حاليًا ليست كاملة، وذلك لأن الفيلم تم فقده لمدة 60 عامًا، وهو ما جعل تجميعه مرة أخرى يأخذ وقتًا كبيرًا. وأضاف باكلز أنه أثناء البحث عن أجزاء الفيلم وجد منها 60 % فى روسيا وكان يحمل الترجمة الروسية، ويعتبر هذا الجزء هو الأكبر من الفيلم الذى تم إيجاده فى بلد واحد. وقال باكلز إلى أنه بالرغم من الوصول إلى السيناريو الخاص بالفيلم الا انه عند مطابقته مع المادة الفيلمية التى عُثر عليها، وجدوا أن هناك جزءا كبيرا لم يكن موجودا فى النسخة الروسية، ومع استمرار البحث وجدوا جزء كبير منها فى النسخة الموجودة فى إيطاليا. وأضاف «الجزء الموجود فى إيطاليا كان حوالى 35 دقيقة، وكان فى حياذه شركة كوداك التى تحتفظ به فى الأرشيف الخاص بها، ورفضت الشركة التعامل مع الأرشيف الألمانى المسئول عن الترميم وقالت أنها ستتولى مهمة الترميم وتكمل الفيلم بنفسها، وفى محاولة شخصية منى حاولت مع كوداك لإقناعهم بأن يعطونا الجزء الموجود لديهم وأننا سنحافظ عليها وأن كل هدفنا هو خروج الفيلم مرة أخرى للنور بصورة جيدة، وبالفعل أقنعتهم ونجحت فى الحصول على الجزء الإيطالي». حضر الندوة كل من أمير رمسيس مخرج الفيلم وسامح العجمى منتجه وأدارها الناقد الفنى رامى عبدالرازق. بدأ أمير حديثه بشكر المنتج سامح العجمى على تحمسه لإنتاج الفيلم واعتبرها شجاعه لأنها تجربة قد لا يتحمس لها سوى القليل من المنتجين، ورد أمير على تساؤل الجمهور حول النهايات فى فيلمه والتى ترك معظمها مفتوحة موضحا أن الفيلم تدور أحداثه فى يوم واحد وإذا ترك القصص تطول فكان سيخرج عن إطار الفيلم الحقيقى والرسالة المستهدفة وبالتالى يعتبر أن النهايات التى ظهرت فى الفيلم كانت مشبعة بالنسبة له.. أما عن اختيار الأبطال فأكد أن دور الأب المصاب بالزهايمر والتركيبة الشخصية له لم ير فيه إلا الفنان نور الشريف وكلما كان يتذكر هذه الشخصية يظهر فى مخيلته الفنان نور الشريف وكأن الدور مرسوم له، أما الفنانة ميرفت أمين والفنان سمير صبرى فكانت قيمتهما الفنية الكبيرة وتاريخهما الزاخر بالأعمال الفنية المشتركه سبباً من أسباب الاختيار بالاضافة إلى أنه كان يتمنى استغلال نوعية الأفلام التى قاما ببطولتها فى قصة الفيلم وأنه مما يقرب من 3 الى 4 سنوات يتمنى العمل مع الفنان سمير صبرى واستغلال روحه الكوميدية الخفيفة على قلب الجمهور فى فيلم وتحقق هذا الأمر فى «بتوقيت القاهرة» إضافة إلى أنه كان محظوظ بموافقة كل هؤلاء النجوم للقيام ببطولة الفيلم. ورداً على أنه ما زال متأثرا بفيلم يهود مصر بسبب فكرة زواج نور الشريف من يهودية فى الفيلم أكد أنه ليس متأثراً بقدر أنه يرصد الفترة التاريخية التى كان يعيش فيها نور الشريف مرحلة شبابه وأن هذه المرحلة احتوت على عدد كبير من القصص مشابهة لحياة الشريف بالفيلم. وأكد المنتج سامح العجمى أنه وافق على الفيلم لأنه يحمل رسالة مهمة جداً وهى النهايات خاصة الفنان الذى يصل إلى آخر المشوار ويظل يسأل نفسه هل كان على صواب أم خطأ. بينما اكتفى الفنان سمير صبرى بالكلمة الافتتاحية التى ألقاها للجمهور قبل الفيلم وعبر فيها عن سعادته للمشاركة فى هذا العمل خاصة بمشاركة نجوم كالفنان نور الشريف والفنانة ميرفت أمين بعد تاريخ سينمائى جمعهم.