لمواجهة الأزمة قدم عدد من النقاد مقترحات لشكل الدراما في رمضان المقبل، حيث يري الناقد طارق الشناوي أن المنتجين يعيشون حالة من التخبط لأنهم لا يعرفون ماذا ينتجون ولمن من النجوم ينتجون ولهذا يلجأون للسيت كوم والأعمال رخيصة التكلفة حتي تكون المخاطرة أقل تأثيرا، لأنهم لا يستطيعون تفسير الحالة المزاجية للجمهور، وهل يحتاج المشاهد أعمالاً من ثورة 25 يناير أم يريد الخروج من هذا الجو الصعب بأعمال خفيفة، فمثلا نجم مثل عادل إمام يحاول النجاة من هذه الظروف، معتمدا علي قيامه بتصوير بعض المشاهد قبل الثورة.. كما أنه يأخذ مسألة ظهور مسلسله الجديد «فرقة ناجي عطاالله» مسألة حياة أو موت، خاصة بعد أن تلقي ضربة موجعة بعد امتناع إحدي شركات الاتصالات عن عرض الإعلان الذي قام بتصويره، وذلك بسبب انقلاب الجمهور عليه وتلقيبه ب«الزعيم السابق» مثلما أطلق علي مبارك بالرئيس السابق.. لذلك اضطر إمام لتخفيض أجره من 30 مليون دولار لعشرين مليونًا فقط وهذا ما ساعد علي استمرار المنتج صفوت غطاس في الوقوف بجواره واستمرار تصوير المسلسل، لكنه أخفي مسألة تخفيض أجره وميزانية المسلسل خوفا من قيام القنوات الفضائية بخفض ثمن شراء المسلسل، وعلي الجانب الآخر سجن أسامة الشيخ جعل هناك فزعًا لدي المنتجين الذين كانوا يعتمدون علي دعم التليفزيون وقطاع الإنتاج.. أما عن تقبل المشاهد لهذا العدد البسيط من المسلسلات يضيف الشناوي: في الماضي كنا نكتفي بثلاثة مسلسلات بجانب الفوازير، لكن اليوم يشاهد الجمهور حوالي 70 مسلسلا، وفي نفس الوقت لا يشعر بالاكتفاء والرضا لأنها أعمال ليست علي المستوي المطلوب ولهذا أري أن برامج المنوعات سوف تنال نصيب الأسد وتسحب البساط لأنها ستعوض المشاهد عن تخمة المسلسلات. من جهتها حرصت الناقدة ماجدة موريس علي وضع سيناريو لحل أزمة تقليص عدد الأعمال الدرامية يتلخص في: بدلا من أن نقدم أعمال سيت كوم أو ميني كوم غير مكتملة العناصر ورخيصة الثمن علينا أن نعيد توظيف الأعمال الدرامية الجيدة التي سبق وقدمها نجومنا بشكل محترم ولم تجد فرصة جيدة من العرض لأسباب وموانع سياسية ومن بينها مسلسل «ظل المحارب» الذي قدمه هشام سليم وعلا غانم وله مضمون رائع عن كيفية صناعة الديكتاتور وهذا ما يجذب المشاهد في الفترة الحالية.. بجانب مسلسل «هدوء نسبي» وقدمه عدد من نجوم الوطن العربي وله مضمون جاد عن الوطن العربي كله. وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل «أشرف عبدالباقي» (مش ألف ليلة وليلة) الذي تم معاملته معاملة العبيد علي حد قول أشرف وتم عرضه في رمضان في الرابعة فجرا لأنه يحمل إسقاطات سياسية، فلابد من إعادة عرض هذه الأعمال ليستمتع بها المشاهد بهدوء بعيدا عن زحام السنوات الماضية.. وهناك حل ثان وهو عرض المسلسلات المحبوسة في الأدراج مثل «فرح العمدة» و«الدالي» والأعمال التي قام بإنتاجها محمد فوزي.. أما عن فكرة الثورة المضادة التي يقودها المنتجون فقالت هذا غير حقيقي لكن للأسف المنتجين في مصر «جبناء» يخشون الخسارة ويلهثون وراء المكاسب المادية فقط. في الإطار نفسه تقول الناقدة ماجدة خيرالله: السيت كوم والميني كوم طوق الأمان للمنتج لأن المناخ في شهر رمضان المقبل سوف يكون صعبا جدا، فالمشاهد لن يتفرغ فيه للمسلسلات لأن الشارع سوف يكون مشغولا في اختيار الرئيس الجديد والانتخابات بوجه عام.. وهذه الظروف سوف تؤثر بشكل إيجابي علي الفني لأنها تحدث تطهيرا لأن المشاهد لن يشاهد سوي العمل الجيد فقط.. فموجة الإنتاج الغزير لن تتكرر لأن كل الدول العربية تعاني من أزمات سياسية.