بزيارة سريعة، تضامن الروائيان إبراهيم عبد المجيد، ومكاوي مع طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، المعتصمين ضد عميد الكلية الدكتور سامي عبد العزيز، جلسوا فيها بركن يطلق عليه الطلبة اسم "حجرة المعيشة"، يجتمع فيه الطلبة بعد محاضراتهم يأكلون ويستريحون فيه، استقبلوا فيه العديد من الشخصيات التي زارتهم مثل: بلال فضل، وبثينة كامل، والدكتورة ليلي سويف من حركة 9 مارس، ونجلاء بدير، وفاطمة ناعوت، ووائل غنيم، وغيرهم. بدون أي تكلف جلس الجميع علي الأرض، الطلبة والأساتذة والضيوف، يتحدثون ويتناقشون، ومع الوقت تزايد عدد الطلاب اللافتين حول الحلقة الصغيرة في أرضية مدخل قسم الصحافة بكلية الإعلام. انتقد إبراهيم عبد المجيد الصحفيين المتحولين، ووصفهم بأنهم عصابة تلعب علي كل الحبال، وتبيع الأونطة، تجدهم يعملون في الصحف القومية، ويطبقون سياستها، ويسايرون نغمة الفضائيات الخاصة التي يعملون بها، ويتلونون أينما وجدوا، في شكل أقرب للعصابة، والطريف أنه رغم الملايين التي يحصلون عليها إذا ما نظرت للمجهود والإمكانات، تجد أن ما يقدمونه يستطيع أي شاب مجتهد تقديمه دون أدني فارق. وأضاف: مبدعو مصر كانوا في الميدان، بما فيهم بهاء طاهر الذي جاء رغم متاعبه وكان من الممكن ألا يأتي، ولكنه وكثيرين فعلوا، إلا اثنين أو ثلاثة لم أقابلهم أو أرهم، ومع ذلك كانوا ملء الأبصار والأسماع علي الفضائيات يتحدثون عن الثورة والميدان. ورد عبد المجيد علي سؤال الطلبة: لماذا يدع المثقفون المجال للمتلونين للسيطرة علي البرامج المختلفة، وهل تهميشهم كان رغما عنهم أم برضاهم؟ قائلا: التهميش بدأ مع عصر مبارك، وأفرق هنا بين المبدعين والمثقفين، فقد كان هناك تعمد واضح لإبعاد المبدعين لأن "اللي في قلبهم علي لسانهم"، لذلك نادرا ما كنت تراهم في البرامج أو علي صفحات الصحف مقارنة بغيرهم، الأمر نفسه مع المفكرين، فشخص بقامة نصر حامد أبو زيد نادرا ما كنا نراه في أي برنامج، أما المثقفون فهؤلاء 90% منهم غير شرفاء. وروي عبد المجيد قصته حين كان في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ضيافة أحد الصحفيين، فدعاه الأخير إلي الغداء، وصمم عبد المجيد علي أن يدفع الحساب بنفسه، إلا أن الصحفي أبرز له فيزا كارت خاصة بالجريدة وقال له: في جريدتنا ممنوع منعا باتا أن ياكل أو يشرب الصحفي علي حساب المصدر أو أن تتم دعوته علي سينما أو مسرح أو أي شيء، ومحرر الحوادث ممنوع أن يذهب لتغطية خبر حريق شركة إن كان له أسهم فيها لأن ذلك سيؤثر علي الموضوعية. وهذه القصة توضح أنه لكي يتحرر الإعلام علينا أولا أن نحرر الصحفي من القيود ومن المرتبات الضئيلة حتي يستطيع العمل بأمانة.