كتب: ناصر حسين السجين الذي أتعرض للحديث عنه ليس بشرا أو مسجونًا سياسيا من الذين قضوا في سجون نظام «المخلوع» سنوات طوال لم يفرج عنهم.. ولكن سجين هذه المرة عمل فني تعرض للحبس أكثر من ست سنوات وجريمته الوحيدة أنه أنكر بقوله أن «حسني مبارك» صاحب الضربة الجوية الأولي التي أدت إلي نصر أكتوبر 1973.. فقد صور حملة المباخر للرئيس المخلوع أن هذا العمل تطاول علي دوره النضالي والذي كان رمزاً لدوره في الحرب. الفيلم السجين عنوانه حائط البطولات وقد كتب قصته الفريق محمد علي فهمي قائد الدفاع الجوي أثناء حرب أكتوبر 1973 وهو القائد الوحيد الذي أبقي عليه الرئيس أنور السادات في مايو 1971 لدوره المهم في الدفاع الجوي.. وتعرض الفيلم للدور المهم في منظومة الحرب التي أدت إلي النصر.. ورغم أنه العمل الفني الأكثر جدية.. ومصداقة من الأعمال التي قدمت عن حرب أكتوبر.. إلا أنه لم ير النور حتي الآن.. وقد حاول منتج الفيلم كثيرا للافراج عن الفيلم لعرضه في الاحتفالات التي تتم سنويا بمناسبة انتصارات أكتوبر إلا أنه فشل في محاولته لدرجة أن واحدا من حملة مباخر الرئيس المخلوع وهو صديق مقرب من المنتج كتب تقريرًا بعد أن كلفه الدكتور زكريا عزمي المحبوس حاليا علي ذمة التحقيق في قضايا فساد بمشاهدة الفيلم وإبداء الرأي لعرضه علي الرئيس المخلوع.. واستبشر المنتج خيرًا لاختيار صديقه لكتابة التقرير.. ولكن خاب ظنه عندما اقترح عدم عرض الفيلم حتي لا يظهر بأن الفريق محمد علي فهمي قائد الدفاع الجوي هو بطل حرب أكتوبر 1973 خاصة أن ذلك يتم في عمل فني تشاهده الجماهير سواء علي شاشات العرض السينمائي أو علي الفضائيات المنتشرة في مصر والعالم العربي بشكل كبير.. وأن أحداث الفيلم تؤيد ما ذكره الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان أثناء حرب أكتوبر في كتابه حول الضربة الجوية التي روج لها الاعلام في مصر.. وأكد دور الدفاع الجوي في الحرب.. وأخذت الرئاسة بتقرير الصحفي الكبير في ذلك الوقت.. وكان من أبرز قادة حملة المباخر للرئيس المخلوع.. وصدر قرار شفوي رئاسي بعدم الافراج عن الفيلم الذي تجاوز الحدود وتطاول علي دور الرئيس المخلوع في الحرب. ورغم التكاليف المرتفعة التي تكلفها الفيلم ووصلت إلي الملايين إلا أن منتجه وقد فشلت محاولاته المتكررة في الافراج عن الفيلم حتي ينقذ ملايينه الضائعة آثر الصمت أيضا تحسبا من بطش الأجهزة الصحفية عليه. والآن بعد أن تبدد الظلام وانتشر النور بعد الخامس والعشرين من يناير 2011 يجب علي المجلس العسكري أن يصدر أوامره للافراج عن الفيلم المحبوس بعد أن قضي أكثر من ست سنوات سجينا في علب من صفيح.. خاصة أنه فيلم مشرف يظهر دور الجيش المصري العظيم وانتصاره في تحطيم أسطورة أن جيش العدو الإسرائيلي لا يقهر.. وعلي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أن يهتم مع وزير الثقافة د. عماد أبوغازي بالافراج عن حائط البطولات.