بعد أن ظل ما يزيد علي شهرين رافضاً الخروج من منزله في مسقط رأسه بقرية منيل الروضة بمركز فارسكور بدمياط، توفي أمس القطب الناصري ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري عن عمر يناهز 85 عاماً. القطب الناصري الراحل الذي عاصر ثلاثة رؤساء في مصر تولي العديد من المناصب السياسية وقاد معارك عديدة للوصول لرئاسة الحزب ومحاولات إصلاح التيار الناصري وهو من مواليد محافظة دمياط في 27 مارس 1926 حيث تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1949 ثم كان عضواً بمجلس محافظة دمياط. وتدرج داود في المناصب السياسية حيث تولي وزير الشئون الاجتماعية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1968، ثم عضواً بمجلس الشعب من أعوام 1981 حتي 1991 إلي أن جاء عضواً بالأمانة العامة للحزب العربي الناصري ثم خاض صراعاً طويلاً لتأسيس الحزب ليصبح رئيساً له من 2002 حتي 2009، رصد العديد من الكتاب المعارك السياسية لضياء الدين داود وآخرها في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 التي لم يوفقه الحظ في الحصول علي عضوية المجلس بسبب التجاوزات التي شابت الانتخابات، ليصفه البعض ب«السياسي الشريف» الذي خاض معارك جادة في عهد الرئيس مبارك، فضلاً عن معاركه الإصلاحية مع الناصريين ومنهم فريد عبدالكريم لتأسيس الحزب الناصري. داود حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في عام 1971 في عهد الرئيس السابق أنور السادات في قضية مراكز القوي. وشيعت الجنازة عصر أمس من قريته منيل الروضة وأقيم العزاء في الجامع الكبير بالقرية ومن المقرر إقامة عزاء في مسجد عمر مكرم بالقاهرة غداً الجمعة. وقال أحمد صديق ابن شقيقة داود وقيادي الحزب الناصري بدمياط: إن رئيس الحزب الراحل ظل ملازماً منزله منذ يوم 20 يناير الماضي رافضًا الخروج وظل يعاني من حالة نفسية سيئة حتي انتهي به العمر تقريبا في الساعة العاشرة صباح أمس. وعلي صعيد تجديد الصراع علي رئاسة الحزب الناصري بعد وفاة رئيسه ضياء الدين داود أكد د.محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالناصري أن لائحة الحزب تحسم الأمر حيث تنص علي استمرار وضع سامح عاشور كقائم بأعمال رئيس الحزب بموجب التوكيل الذي يحمله عاشور من ضياء الدين وذلك لحين أن يتقرر عقد الانتخابات الداخلية للناصري بعد انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، ولفت سيد أحمد إلي أن حسن ليست لديه النية في خوض معارك جديدة علي رئاسة الحزب خلفاً لداود، خاصة بعد ثورة 25 يناير وتضاؤل فرص أحمد حسن من جهة وحسب اتفاقه مع عاشور من جهة أخري.. بينما توجه جميع أعضاء المكتب السياسي إلي دمياط مسقط رأس ضياء الدين داود لحضور مراسم الدفن والعزاء.