انتقد الرئيس السيسى حكومة محلب فى تناولها حل أزمة الباعة الجائلين بوسط البلد ونقلهم لساحة الترجمان وذكر الرئيس أنه شاهد التليفزيون ورأى الباعة يفترشون سلعهم على الأرض وأيضا الجمهور المشترى ينتقى ما يلزمه من الأرض وأن هذا لا يصح، فكان يجب على الحكومة توفير المكان المريح والمناسب للبائع والمشترى بشكل آدمى وليس مكانا فقط لتجميع الباعة وأن تجهز الأماكن بأبواب يتم غلقها على البضائع حتى لا تسرق وعليها خدمة أمن. وأضاف الرئيس أن الحكومة كان لزاما عليها القيام بنقل البضائع للبائع على نفقتها لأنه لا يملك ثمن نقلها للمكان الذى حدد له.. وإن ما فعلته الحكومة يعمل على خنق أسر هؤلاء الباعة على الحكومة وأنها لم تتصرف بشكل لائق فى هذا الملف. جاء هذا فى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس اجتماع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد بهيئة الرقابة الإدارية التى تزامنت مع العيد ال50 للهيئة.. وقد استهل الرئيس كلمته الارتجالية عن الفساد فى مصر الذى استشرى نتيجة ظروفنا الاقتصادية ومستوى التعليم، مما جعل هذه الظاهرة أكبر عندنا من دول أخرى. وأكد السيسى أنه بالإرادة يمكننا الحفاظ على الكتلة الأكبر من الشعب التى لا تفسد وذلك يكون باحترام كل منا للآخر مهما كان مستواه وأضاف الرئيس أن مجابهة الفساد تبدأ باختيار الاكفأ للمناصب القيادية بدون مجاملة ولا محسوبية ويكون على درجة كبيرة من النزاهة والشرف حتى لا تفقد الناس الأمل والمصداقية وأن تكون هناك عدالة ناجزة وقال الرئيس إننا نحتاج إلى آليات للفرز فى الشخصيات والمجتمع المصرى للوقوف على الماهرين ولفت نظر أعضاء هيئة الرقابة بأنه لا يكفى عند قيامهم بالتحرى عن القيادات أو الوزراء بأن تقولوا إنه تمام يعنى سمعته شريفة ولكن أيضا يجب أن يكون من النجباء وعلى الرقابة تتبع سير العاملين بالدولة منذ اليوم الأول لتعيينهم حتى يكون لديها قائمة بالأكفاء والمبدعين ولا تكتفى بالأسماء الموجهة إليها وأضاف الرئيس متسائلا: أين الفريق الرئاسي؟ فأنا أتعرض لنقد وسائل الإعلام.. ولكن المهم عندى هو قيامى بالبحث والفحص لكى يكون من هو بجانبى على درجة من الإبداع والنزاهة لا أسال عن دينه ولا من هو؟ ولكن ابداعاته وسلوكياته ولذلك أنا أصبر حتى يتم ذلك وأكد السيسى على أهمية أن تكون مصر خالية من الفساد أو حتى بحجم ضئيل وقال «أنا صاحب مصلحة أن مصر تكون بلدا عظيمة بدون فساد. وأضاف الرئيس أنه يجب أن يلتزم المجتمع المصرى بكل فئاته بالثوابت التى تقول «لا تعليق على القضاء المصري» حتى يستقر هذا المعنى فى الوجدان ونقوم بذلك حتى لو قوانيننا محتاجة تصويب ولكن لا تعطى فرصة للآخرين للتدخل فى شئوننا الداخلية تحت هذا الزعم ولفت الرئيس النظر إلى أهمية «دولة مؤسسات مستقرة» وأضاف أنه يجب على الأجهزة الرقابية والأمنية التعاون سويا بما لديهم من معلومات والتنسيق لصالح مصر لأنها تحقق الكثير للوصول إلى العناصر الفاسدة بجهد ووقت أقل وقال السيسى «الرئيس ممكن يكون رجل عادى ولكن معه فريق ماهر ونجباء وأكفاء مخلصين» وأن الفترات الانتقالية التجاوز فيها والفساد أكثر ويعتبر عرضاً من أعراض الحالة. وقال الرئيس إنه يتدخل فى كل المناقصات التى تجرى داخل البلد حتى ولو كانت 5000 مناقصة وهذا ما كان يفعله وهو وزير دفاع فى الجيش وأضاف الرئيس أنه يريد إبداعاً بلا حدود فى كل البلد لأن مصر لن تقوم بالأساليب التقليدية. على جانب آخر قال محمد عمر وهبى رئيس هيئة الرقابة الإدارية فى كلمته إن الفساد لم يعد يقتصر فى طبقة معينة وخاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو وأن سبب الفساد فى مصر هو الفقر والأمية وبعض التشريعات التى تعوق مكافحة الفساد. وأضاف أنه سيتم استصدار قرار من رئيس الوزراء لشاغلى الوظائف بالتوقيع على «مدونة للسلوك الوظيفي» اعدها خبراء من وزارة التنمية الإدارية لكل من يلتحق للعمل بأى جهاز أو مؤسسة فى الدولة وأنها ستكون ضمن مسوغات التعيين مع إعطاء دورة فى هيئة الرقابة الإدارية للوقوف على السلوك الوظيفى لضمان الشفافية فى الإدارة. وذكر «عمر وهبي» أن هيئة الرقابة الإدارية تمكنت على مدار تاريخها القيام ب2781 قضية ضد معاقل الفساد وب2476 متهما من الفاسدين وحققت عائد 11 مليار جنيه فى صورة مبالغ مالية مستولى عليها فى شكل أراضى أملاك دولة - ضرائب - ورشوة.
