استطاع الفنان طارق لطفى فى رمضان هذا العام أن يضع نفسه فى منطقة جديدة ويحجز لنفسه مكانًا بين نجوم الدراما حيث يشارك هذا العام فى عملين مميزين هما جبل الحلال وعد تنازلى طارق فى حواره التالى تحدث عن تعاونه مع الساحر محمود عبدالعزيز فى جبل الحلال وتفاصيل تجسيده لشخصية الغجرى وتقييمه لتجربة تجسيد شخصية ضابط الأمن الوطنى فى عد تنازلى والرسالة التى يريد تقديمها للإرهاب الأسود وتطرق لتجربته مع محمد سامى واعتذاره عن العمل معه وسر قلة ظهوره الإعلامى وتفاصيل أخرى يرصدها الحوار التالى: ■ بداية كيف استقبلت ردود الأفعال التى جاءت على مسلسل «عد تنازلى»؟ - بالتأكيد مرعوب منها فلم أكن أتوقع أن يحقق المسلسل كل هذا الصدى مع الناس فعندما جاءنى ورق «عد تنازلى» أعجبت به من أول ثلاث حلقات وتوقعت أن يحقق نجاحًا لكن ليس بهذا الشكل خاصة أن المسلسل موجود ضمن مجموعة من مسلسلات كبار النجوم. ■ قدمت شخصية الضابط حمزة الذى يطارد الإرهابى بشكل مختلف عن الأدوار التى سبق وقدمتها فى أعمال سابقة. حدثنا عن هذه الشخصية أكثر وأهم ما يميزها؟ - فى البداية عندما عرض على «عد تنازلى» خيرنى المخرج بين شخصية الضابط والإرهابى فاخترت الضابط فحمزة من الشخصيات الثرية جدًا فهو ضابط الأمن الوطنى الذى يطارد الإرهابى سليم وهو فى نفس الوقت زوج حبيبته الأولى التى تجسدها كندة علوش ويتسبب بالخطأ فى قتل ابنها وأثناء إحدى المطاردات يدفع ثمنًا غاليًا من صحته ويصاب بإعاقة فى قدمه كضريبة لعمله وهذا حال ضباط كثيرين من رجال الشرطة وطول الوقت هناك تشابك بين الشخصيات وكليهما يطارد الآخر وكل منهم له أسبابه. ■ وهل جلست مع نماذج حقيقية لضباط شرطة؟ - لا لكن لدى خلفية عن حياتهم من خلال معارفى وأصدقائى وأقاربى ممن يعملون فى جهاز الشرطة هذا بجانب السيناريو الذى كتبه تامر إبراهيم والملىء بالتفاصيل الدقيقة التى لا تجعلنى احتاج لمعرفة أى شىء لذلك اعتقد أن مؤلف «عد تنازلى» سيكون من أفضل كتاب هذا الجيل وسيلمع نجمه خلال الفترة القادمة. ■ هل هناك رسائل سياسية معينة أردتم تقديمها بجانب العلاقة الإنسانية الموجودة بين الضابط والإرهابى؟ بالطبع هناك عدة رسائل أردنا توجيهها فى هذا التوقيت الصعب التى تمر به مصر أهمها هو كيف يتم استغلال الشباب المثقف ويقعون فى براثن تجار الدين لتنفيذ مخططات الإرهاب الأسود تحت شعار الدين دون مراعاة حرمة هذا الدين أيضًا أردنا أن نعبر عن المعاناة التى يتعرض لها ضباط الشرطة وأسرهم خاصة فى الثلاث سنوات الأخيرة فهناك يوميا جرائم تهريب سلاح وجرائم قتل وسرقة بالإكراه وتسلل الحدود علاوة على العمليات الإرهابية وأعتقد أن مسلسل «عد تنازلى» مناسب للأحداث وموجة الإرهاب التى ضربت البلاد. ■ وما أصعب المشاهد التى قابلتك أثناء تصوير «عد تنازلى»؟ - مشهد القبض على الإرهابى حمزة وموت ابنه عن طريق الخطأ حيث استغرقنا يومين لتصويره وقد شعرت بضغط نفسى شديد أثناء تصوير هذا المشهد. ■ بماذا تفسر وجود ضابط الشرطة عاملاً مشتركًا فى العديد من مسلسلات رمضان؟ هذا نابع من أن الداخلية كانت محور الأحداث خلال السنوات الأخيرة فقد تعرضت الشرطة لانكسارات كبيرة فى أحداث جمعة الغضب فى عام 2011 ثم أصبحت شريكًا فى أحداث مهمة ومتلاحقة فى فترة حكم المجلس العسكرى ثم حكم الإخوان إلى أن وصلنا لحكم الرئيس السيسى وبالتالى كان من الطبيعى أن الدراما تناقش ما حدث فى الواقع. ■ ننتقل لمسلسل «جبل الحلال» كيف استطعت الإلمام بشخصية «كين جدعون» الغجرى؟ - السيناريست ناصر عبدالرحمن أبدع فى كتابة هذا العمل خاصة أن شخصية الغجرى والذى ليس له مثيل فى الدراما العربية وأعتقد أن الفنان رشدى أباظة آخر من جسد شخصية الغجرى على الشاشة لذلك كان على عاتقى مسئولية كبيرة فهذا الرجل يتفنن فى إيذاء البشر وهو نموذج مجسم للشيطان وأتذكر المخرج عادل أديب عندما عرض على الدور قال لى بالنص أنك ستقابل الشيطان فى جبل الحلال فهو يتاجر فى السلاح والمخدرات ويقتل ويسرق وهو ليس له وطن ولا دين وقد كنت حريصًا فى هذه الشخصية أن أتعرف على تفاصيلها وقرأت عنها الكثير وتعرفت على بعض تفاصيل الشكل مثل الوشم الموجود على الرقبة وارتداء الحلق الذى هو من عاداتهم أما الملابس فقد ساهمت فى اختيارها وتم شراء ملابسها من الخارج. ■ حدثنا عن كواليس لقائك بالساحر محمود عبدالعزيز؟ - عندما كلمنى عادل أديب لأشارك فى المسلسل وهو زميل دراسة وذهبت فى أول يوم تصوير كانت هذه هى المرة الأولى فى حياتى التى أقابل فيها الفنان محمود عبدالعزيز وخلال خمس دقائق أزال حاجز الرهبة بينى وبينه وعاملنى كأنى واحد من أبنائه فهو داخل اللوكيشن يعامل الكل ببساطة شديدة أنا متفائل خلال الفترة القادمة بالطفرة التى حدثت فى الدراما. ■ ومن المخرج الذى تعتبره أعاد اكتشافك وقدمك للجمهور بشكل مختلف؟ - بلا شك المخرج محمد سامى صاحب فضل كبير على فهو مخرج موهوب ولديه جرأة التجريب ويجيد تصوير الممثل فى أكثر من زاوية وأتمنى العمل معه. ■ وما سبب اعتذارك عن التعامل مع محمد سامى فى مسلسله «كلام على ورق»؟ - لأنى تخوفت من طبيعة الدور الذى عرض على فى المسلسل والذى كان لرجل شاذ جنسيا وقواد وهذه النوعية من الأدوار لا يقبلها الجمهور بسهولة فاعتذرت عن المسلسل بجانب أنه سيكون من الصعب التوفيق بين المسلسلات التى أعمل بها ومسلسل «محمد سامى» الذى تم تصوير معظم أحداثه فى لبنان. ■ أنت بعيد عن السينما منذ سنوات. فما السبب؟ - للأسف صناعة السينما فى الفترة الأخيرة تعرضت لأزمة كبيرة وقد اعتذرت عن أكثر من فيلم مؤخرًا لعدم جودة موضوعهم ووارد جدًا أن تصاب السينما بانتكاسة بعد الثورات وهذا حدث بعد ثورة 23 يوليو وعندما تبدأ الثورات تحقق كامل أهدافها ينعكس ذلك على الفنون والثقافة لذلك أنا متفائل بالقادم ولدى أمل أن الطفرة التى حدثت فى الدراما تنتقل للسينما. ■ هل تشعر أنك لم تحصل على نصيبك من النجومية بين أبناء جيلك وأنك ظلمت فنيا؟ - قبل ثلاث سنوات كان هذا الإحساس بداخلى وكان إحساسًا قاسيًا جدًا لكن مع الوقت فكرت أنى لو مكان أحد هل سأكون مبسوطًا فأمنت ورضيت بنصيبى والحمد لله المولى عز وجل أعطانى نعمة كبيرة هى حب الناس واحترامهم لى وزوجة صالحة وأولاد صالحين ودعاء أم وأب كانا يدعوان لى وعندما أصيب بمرض خطير لم يطل عليه المرض. ■ الملاحظ أنك قليل الظهور الإعلامى. فما السر فى ذلك؟ - لأنى لا أجيد فى حياتى إلا التمثيل ولا أستطيع التملق لصحفى حتى ينشر لى خبرًا أو يجرى لى حوارًا والحمد لله أعمالى هى التى تتحدث عنى. ■ وأخيرًا ما أهم طقوسك الرمضانية؟ - عندما أكون غير مشغول بالتصوير أحرص على الزيارات العائلية مع أسرتى وأسرة زوجتى أيضًا صلاة الجماعة مع أولادى ليلى وشريف وياسين.