لم يعد هناك تنافر بين الثقافة والسياسة، ولا الثقافة والمجتمع، ففي باطن ثورة "25 يناير" تفاعلت كل الفنون لتنفي فكرة أن الفن والثقافة من الرفاهيات التي يحتكرها النخبة وصفوة المجتمع، فالحضور للفنون المستقلة كان واضحا بل كان داعما لاعتصام المتظاهرين بالميدان، من هنا كانت الركيزة الأساسية لتكوين "ائتلاف الثقافة المستقلة" وهو ائتلاف يضم كل الجماعات الثقافية والفنية المستقلة وكذلك الفنانين المستقلين، حيث يصل عدد المشاركين إلي خمس وثمانين مؤسسة ثقافية، بهدف استمرارية الدور الذي بدأه في الثورة، وتأكيدًا علي المشاركة الإيجابية في إعادة إنتاج واقع مغاير للعمل الثقافي في مصر، ولقد أصدر الائتلاف بيانا يؤكد علي تبنيه لكل مطالب الإصلاح السياسي، والعمل علي تغيير مناخ وشروط العمل الثقافي في مصر استلهاما لروح التغيير الثورية، كذلك الاتفاق علي خطة عمل ثقافي مستمرة لدعم الثورة تتضمن تنظيم وانتاج وتوزيع أعمال فنية ومهرجانات ومطبوعات، وأخيرا السعي لإيجاد صيغة قانونية تتيح تسجيل هذا الائتلاف ليصبح كيانا دائما. ربما من أبرز المؤسسات الثقافية بالائتلاف مؤسسة المورد الثقافي، والتي تعمل في تنشيط فعاليات الائتلاف إعلاميا، وأولي هذه الفعاليات التي ستقام في الثاني من إبريل القادم " الفن ميدان" بميدان عابدين بوسط البلد، والتي تقرر أن تكون فعالية شهرية تتجدد إقامتها بمختلف المحافظات بمصر، وهي لمدة يوم واحد كامل، وستقام بالجهود الذاتية من المؤسسات المشكلة للائتلاف. " الفن ميدان" هو تجمع لكل مبدعي مصر في مختلف المجالات الفنية والثقافية، حيث تبدأ الفعالية بمعرض للكتاب يشارك فيه عدد من مكتبات ودور النشر بطرح الإصدارات المختلفة للبيع، مثل دار كيان، دار ميريت، مركز التكعيبة، وكالة سفنكس ودار نفرو. ثم في الثالثة عصرا تبدأ العروض المسرحية لفرق: "المسحراتي"، " حالة"، «أنا الحكاية" و "هلوسة"، إضافة للعروض الموسيقية لفرق مثل: "وسط البلد"، "بلاك تيما" و " اسكندريللا"، وبحضور عدد من الفنانين منهم: بسمة، عمرو واكد وخالد الصاوي، أيضا الشعراء لتقديم أمسية شعرية متنوعة في مقدمتهم: أحمد فؤاد نجم، بهاء جاهين وأمين حداد، إضافة لمعرض فن تشكيلي وآخر للحرف.