شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع، ينيرون لنا ببصيرتهم وبصرهم طريقنا، يخبروننا ما لم نخبره فيما فاتنا من أمورنا الحياتية، فهم بمثابة توثيق وشهادة على عصرهم وتجاربهم، نخصص فى «روزاليوسف» هذه المساحة من الإبداع للاحتفال بشعراء سوريا ... أرض الشام صاحبة التاريخ الخصب بالبطولة والأحلام بنفس القدر الذى ارتوت أرضها بالآلام منذ رحلة المسيح وحتى تدمير حضاراتها على أيدى برابرة العصر. منْ ذا يعيدُ ؟ كم كُنتُ أصْرُخُ فى الردى مُلْتاعةً ما كان يسمعُ صرختى وصياحي مَنْ ذا يُعيدُ إلى العيونِ ضياءَها مَنْ ذا يُعيدُ الزيْتَ للمصباحِ ؟ ما عادَ فى ثغرِ الصبايا كرمةٌ ما عادَ فى العُنقُودِ رشفةُ راحِ هذى البيوتُ تقطّعتْ أوصالُها و يَحِنُّ قفلُ البابِ للمفتاحِ يا حمصُ ، أرواحٌ لأجلِكِ أُزهِقتْ رُدّى الحياةَ لِهذهِ الأرواحِ هيام صبابةٌ وشوق نامَ الأنامُ وخاطرى لا يهجعُ ويرى أنينَ الموجعاتِ ويسمعُ يا حمصُ يا نبضَ الفؤادِ وروحه إنّى الهيامُ ، وكلّى قلبٌ مُوَلَّعُ والشوقُ يعرونى يَهُزُّ صبابتي وكأنَّ قلبى من جُذورٍ يُقْلَعُ ومحبَّتى أصلٌ وفرعٌ ثابِتٌ ولِكُلِّ فرعٍ فى هواها أفْرُعُ لكأنَّ من ذبحَ الحنينُ فؤادَهُ من شِدَّةِ الأوْجاعِ لا يتوجَّعُ فأقمْتُ بنيانَ التذكُّرِ للهوى وبناءُ روحى فى دمى يتصدَّعُ يا ليتنى طفلاً أعودُ لصدرها وأعُبُّ من ثديِ الحنانِ وأرضعُ شعر - هيام الأحمد
(هنا دمشق) هُنا دمشقُ حِمى الأضواءِ والشّهُبِ ... ومَجمَعُ الخيرِ والأعراقِ والحسبِ هنا مَواطِنُ خيرِ النّاسِ بارَكَها ... ربّى وأيَّدَها فى مُحْكَمِ الكُتُبِ هُنا سنابِكُ خيلِ الفاتحينَ لها ... نقشٌ على جبهةِ التّاريخِ لم يغِبِ هنا دمشق، على الأيام ما برحتْ .. حسناءَ ترفلُ فى أثوابها القُشُبِ هنا دمشقُ، هنا فى القلب قافيةٌ ... جذلى وأغنيةٌ مبحوحةُ القصبِ هنا دمشقُ ، أعدْ للمجد رايتَهُ ... وحدّث الدّهر عن أبنائها النّجُبِ هنا بيارقُ أهلِ الشام نركُزُها ... عزّاً لكلّ بنى الإسلامِ والعرَبِ شعر - جعفر خليف
دموع الورد يا سهدَ قلبى دامعٌ فيه الأسى والآهُ أسمعُها بصوتٍ قدْ قسا ويسابقُ العصفورَ فى ترنيمِهِ يشدو بصوتى عطرَهُ و النرجسا إنّى تناثَرَنى كزهرِ خميلةٍ وبها دنَتْ روحى لأنسامِ المسا عانيتُ منْ ألمِ الصبابةِ والهوى حتى بدوتُ كخمرةٍ لا تُحتسى وشغافُ قلبى تشتكى مرَّ النَّوى تهفو إليكَ فكُنْ لقلبى المُؤنسا يا غيرةً صدحَتْ بصمتٍ موجعٍ هل ترتضى فى رقتى أن أُحبسا يا غيرةً عصفتْ تفجرُ مدمعي والقلب أوشك أن يذوب وييأسا وأنا الأميرةُ والجَمالُ مراكبي فإذا غدَوْتُ أتى الصَّبا كى يحرسا تجرى دموعُ الورد بين أناملي عطراً بكفِّكَ قد أفاضَ وقُدِّسا كن لى كما عقدى الجميل وخاتمي وأنا سأبقى فى بنانك مَحبسا شعر- لميس الرحبي
حب ممنوع خوفى عليكِ كخوفهم مشروعُ حوّاءُ أنتِ، وما سِواكِ فروعُ لو غبتِ لاستعصى على الشمس السنا ولضلَّ تحت صخوره اليَنبوعُ يأتيك واحدُنا يقدّمُ قلبه وكأنه فى كفه موضوعُ لا تُرجعى أحداً فكم هو رائع أن يحتفى بالتابع المتبوعُ بردى تورّق حول خصرك غصنُه وأنا هنا متيبس مقطوع سأسامر الماضى ليُوقد نارَه وسأوقظُ التاريخَ حين أجوعُ يا شام لا يغنى عن الماء الندى وعن النهار وسائلٌ وشموعُ خاطبتُ قلبك، لم اخاطب غيره يا ليت صوتى عنده مسموعُ وَوددتُ أنى هائم فى جوّه أو أننى فى روضه مزروعُ لولا الفراق لمرّ يومى نظرةً ولكان قصّر ثوبَه الأسبوعُ ولكانت الأحلامُ شفَّ حجابها لو أنّ بعضَ شتاتنا مجموعُ رحل الطريقُ وفى حقائبه غدي ولقد يضرُّ إلى الوراء رجوعُ وأرى السياجَ أراه أحدبَ بابَه والحبُّ أجملُه هو الممنوعُ يبقى دليلى ياسمينُك وحدَه ولِياسمينِكِ فى القلوب سطوعُ فإذا أحسَّ بغربتى أمَرَ الشذا فيكون وجهُك أنتِ حيث يضوعُ شعر- محمد البياسى
رسالة من شامى حر ماضٍ أنا فوقَ النُّجوم مداري وخُطايَ يرشدُها وضوحُ مساري ما كنتُ فى الدنيا نبيًّا مرسَلًا أبدًا ولا لى صاحبٌ وحَواري أو كنتُ (كسرى) فى غلوِّ مدائني بذخًا ولا شُغِلَ الورى بسواري لا لا وما للصِّينِ كنتُ مليكَها و(هِرَقْلُ) روما ليس من سُمَّاري إنِّى ابنُ أرضٍ بوركَتْ وحماتُها وملائكُ الرَّحمنِ ترصدُ داري حسبى أنا الشَّاميُّ أُسمِعُ إن صَرخ تُ وعينُ أعمى قد ترى أنواري فى الغوطتين زرعتُ بسمةَ حاضري وسقيتُها من نهرِ ماضٍ جارِ فى كل ثغرٍ لى يرابطُ خالدٌ ويقوم سعدٌ للنِّزالِ يباري ملَكًا أسيرُ برغمِ كلِّ تكالُبٍ أطلقتُ شُريانى بقلبِ حِصارِ بدمى يبثُّ الخُلدُ سرَّ تفرُّدي وعلى التُّرابِ تكشَّفتْ أسراري سمحٌ وفيٌّ فى العهودِ وإنَّني بينى وبينَ النُّبْلِ عَقدٌ سارِ جَلدٌ صبورٌ واثقٌ متوكلٌ والأرضُ تعرِفُ والسَّما إصراري إنِّى عقدتُ العزمَ أن أرتادَها ولقد أُقادُ لِجنَّةٍ بالنَّارِ فرميتُ صَمتى حينَ قلتُ: بَخٍ بَخٍ وخلعتُ قيدى واتَّخذْتُ قراري شعر - وليد الرشيد الحراكى