اشتد الخناق حول رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزبه قبل ساعات قليلة من بدء الانتخابات المحليةاليوم والتى تعد أول اختبار حقيقى لشعبية أردوغان عقب سلسلة فضائح الفساد والفيديوهات المسربة ضده. فقد تقدم 4000 عضو باستقالات جماعية من حزب العدالة والتنمية الحاكم فى بلدة «غولباشي» التابعة للعاصمة التركية أنقرة وانضموا لحزب الحركة القومية بزعامة دولت بهتشلى فى حفل كبير بمقر الحزب المعارض، احتجاجًا على على سياسة حكومة العدالة والتنمية فى عدة قضايا داخلية وخارجية. كما ذكر الموقع الإلكترونى لصحيفة «راديكال» التركية أمس أن 4000 آخرين تقدموا باستقالات جماعية من الحزب الحاكم فى بلدة «آسن يورت» بوسط اسطنبول وانضموا لصفوف حزب الشعب الجمهوري، ويتوجه الناخبون الأترك اليوم لصناديق الانتخاب وأظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة «كوندا» فوز مرشحى حزب العدالة والتنمية بنسبة46% من الأصوات وهو ما يمثل تراجعاً عن نسبة 50% التى حصل عليها الحزب عام 2011، مقابل 27% لحزب الشعب الجمهوري، و22% للمجموعتين الأخريين بالبرلمان، وهما حزب الحركة القومية وحزب السلام والديمقراطية الموالى للأكراد. واستمرارًا لتخبط إدارة أردوغان فى مواجهة سيل التسريبات والفضائح، اعتقلت قوات الأمن التركية، صباح أمس الكاتب التركى أوندر أى تاتش على خلفية حديث أدلى به فى وقت سابق، فى أحد البرامج التلفزيونية، ترك انطباعا أنه كان على علم بمضمون التسريب الخاص بالاجتماع الأمنى السرى حول سوريا، الذى تم تسريبه مؤخرا على الإنترنت. إذ تحدث أى تاتش، فى برنامج تلفزيوني، على إحدى القنوات المحلية قبل يوم من التسريب وذكر أن تركيا تستعد لشن ضربة عسكرية على سوريا. وأثار التسريب الذى نُشر على «يوتيوب» ضجة لأنه نقل حديثا دار بين كبار مسئولى الخارجية والأمن خلال اجتماع أمنى حساس حول سوريا. فى السياق ذاته، رفع رئيس الوزراء التركى شكوى للنيابة ضد صحيفة توداى زمان المؤيدة لحركة رجل الدين فتح الله جولن وذكر محامو أردوغان فى عريضة الدعوى أن رئيس تحرير الجريدة د. بولنت كينس ونائب رئيس التحرير وثلاثة من الصحفيين بالجريدة يتعمدون الإساءة له عبر موقع تويتر. وبدأت السلطات التركية البحث عن المسئولين عن التسريب، ووصفه الرئيس التركى عبد الله جول بأنه تجسس يهدد أمن الدولة وأنه «وقاحة لم نشهد مثلها من قبل». وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن «هذه القرصنة المعلوماتية أثناء اجتماع تناقش فيه عمليات عسكرية لا يمكن اعتباره سوى هجوم عسكري». وتوعد أوغلو فى تصريحات بثها التليفزيون بأن كل شيء سيخضع للتفتيش والجميع سيخضع للاستجواب، موضحا أن وزارته تخضع لتفتيش دقيق بحثا عن ميكروفونات قد تكون مزروعة فيها. وكرر أوغلو اتهامات وجهها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى أنصار الداعية التركى فتح الله جولن المقيم فى الولاياتالمتحدة بالمسئولية عن التسريب الجديد. وكانت الحكومة التركية قد أمرت الخميس بحجب موقع «يوتيوب» بعد أسبوع على إجراء مماثل ضد موقع تويتر. يذكر أن المواقع الإلكترونية بتركيا بثت تسجيلا صوتيا لأردوغان، وهو يوجه تعليمات لإعداد مؤامرة ضد زعيم حزب الشعب الجمهورى العلمانى السابق دنيز بايكال، عن طريق نشر شريط جنسى مصور له مع إحدى النائبات عن حزبه على العديد من المواقع ومنها «يوتيوب».