فى السنوات الأخيرة، ومع ظهور ما عرف ببرامج التوك شو، وهى برامج يومية، تقدم تحليلا، وتعليقا، عرضا لأهم ما يحدث فى مصر طوال اليوم، تحولت هذه البرامج مع الوقت الى مجرد معلق على الأحداث، وتخلى الاعلام فى الفترة الاخيرة عن اهم وظائفه وهى تكوين الرأى العام والحيادية وتقديم المعلومات الكافية عن اهم وابرز القضايا التى تهم المجتمع لتصبح مهمته الاساسية النقد والسخرية.. وعن هذا قالت «نادين عمر» دكتورة أسنان، جميع البرامج الحالية سيئة وتتفاوت فى درجات السوء، فنرى يوميا مجموعة من المخبرين الاعلامبين دورهم فقط توزيع التهم على الجميع، وتوزيع صكوك الوطنية وبالرغم ان دور الاعلام هو عرض المشكلة ومناقشة حلول لها، لكن هو ما يحدث عكس ذلك تماما وجميعهم يتحدثون فى مواضيع متشابهة لا يوجد اى جديد. واضاف «محمد مصطفى»، محاسب، ان جميع برامج التوك شو الحالية ما هى الا مجموعة من المنافقين والطبالين وهذا اقل وصف فمنذ 30 يونيو وكل من يظهر على شاشة يحاول ان ينافق ويجمل فى النظام الحالى مؤكدا ان كل البرامج الحالية تعمل على حسب توجهات اصحاب القناة والممولين لها وعلى حسب الاهواء الشخصية للمقدم، متسائلا هل هذا الاعلام الحر الذين يضحكون به على الناس مضيفا انه لابد تفعيل ميثاق شرف الاعلامى بشكل اكبر من ذلك، ومن الافضل ان نعود مرة اخرى للقنوات المتخصصة فالعودة لعمل قنوات متخصصة مرة اخرى سيحد من الفوضى الاعلامية الحالية. توصيل رسالة اعلامية صيحيحة للناس ومعالجة المشاكل هدف الاعلام الاول كما وضحت «آية محمد» كلية اعلام، لكن معظم البرامج التى تعرض فى هذه الايام تكتفى بعرض المشكلة فقط دون التطرق حتى لو بحل بسيط، واصبحنا نرى على الفضائيات اشخاص ليس لهم علاقة بالمهنة، فنرى المحامى والطبيب وتستعجب حين يتحدثون عن الوطنية مستخدمين الشعارات الزائفة، والتحريض الاعلامى على كل ما يعتنق فكرة على عكس ما يؤيديها مقدم البرنامج، واستنكرت من قيام بعض الاعلاميين بسب بعض من منابرهم الاعلامية، وكل ما تشتم اكثر الاعلانات تزيد اكثر على حد قولها والمشكلة الاكبر ان هذه البرامج اصبح لها تأثير قوى على المجتمع وجمهور ينتظرهم يوميا ليستمع لكل الاكاذيب التى يقولونها. واضافت «فاطمة عمر» طب اسنان، ما يحدث الان على «الفضحيات» على حد تعبيرها، ما هو الا انعكاس لحالة الانحدار التى وصل اليها المجتمع فأصبحنا نسمع الشتيمة والالفاظ الخارجة بالبرامج على انه شىء عادى وكل ما يناقش فى برامج التوك شو يعتبر تغذية للاستقطاب والتطرف من طرفى الصراع السياسى، واكدت ان البرامج لها تأثير على مجتمع لكنة سلبى. ليست كل البرامج سيئة فبعض البرامج تحاول مناقشة القضايا وابراز جميع وجهات النظر هكذا بدأت «ياسمين نصر» عضو مؤسس بالتيار الاسلامى المصرى «كلامها، لكن اغلب البرامج تكتفى بعرض جانب واحد فقط من القضية ولا تتطرق لعرض وجهة النظر الاخرى، موضحة ضرورة تطوير طريقة اسلوب عرض المشاكل ووضع حلول وعدم الاكتفاء بعرض المشكلة فحسب. استاء « مصطفى محمد» مهندس مدنى من هدف برامج التوك شو الاساسى وهو جمع الاموال من خلال جمع اكبر نسبة مشاهدة بعرض الاخبار الكاذبة، قائلا: لا اضيع وقتى لمشاهدة اى برامج، واحاول ان اتابع الاحداث من خلال المواقع الالكترونية لانها اكثر مصداقية. مشيرا الى ضرورة وضع حد لهذه المهزلة الاعلامية فمعظم البرامج الآن تمشى بمبدأ الراقصة والطبال والمشاهدون يقومون بدور الزمار، وقالت «حبيبة عبدالغنى «صيدلانية، ما نشاهده الان على برامج التوك شو ما هو الا جريمة حقيقية وتحريض على تقسيم المجتمع، ولابد من الحد من هذا بشتى الطرق القانونية لأن الايام المقبلة سنخوض انتخابات رئاسية، ومن المؤكد ان يكون لبرامج التوك شو تأثير اتمنى ان يكون ايجابيا. اكد الدكتور «رشاد عبداللطيف استاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، ان الاثر السلبى المترتب على حالة الاستقطاب فى وسائل الاعلام أو النبرات التخوينية والعدائية من بعض الضيوف تؤدى الى تفكك الاسرة، وبالتالى تفكك مصر، والمجتمع المصرى معروف على مر العقود بأنه مجتمع متماسك ووسطى.