قال الشعب المصري كلمته أمس في عرس ديمقراطي غير مسبوق.. ومصر هي الرابحة في كل الحالات، سواء خرجت نتيجة التصويت علي الاستفتاء «بنعم» أو «لا».. فالوطن ربح تنفس الحرية وتخلي الشعب عن السلبية وانخرط في المنافسة السياسية واستعاد ثقته في أهمية صوته، حيث خرجت جميع فئات المجتمع الاجتماعية وتياراته السياسية وفئاته العمرية بداية من 18 عاما وحتي كبار السن ممن بلغوا من العمر عتيا للإدلاء برأيهم في التعديلات. واصطفت طوابير المواطنين أمام لجان الاقتراع منذ الصباح الباكر وخرجت العائلات في جماعات ومجموعات الأصدقاء، وأصحاب الأيديولوجيات السياسية كل يسعي لتغليب كفته وسط ترحيب من الأغلبية نتيجة الاستفتاء أيا كانت. ورغم تأخر القضاة في عدد من اللجان، فإن المواطنين أصروا علي التواجد حتي تم فتحها لإبداء آرائهم وحضر كبار السن باحثين عن الاستقرار.. فيما تواجد عدد كبير من المواطنين الذين يصوتون لأول مرة في حياتهم مؤكدين أنهم لم يكونوا يثقون في أهمية صوتهم في السابق نظرا للتزوير، أما الآن فهناك رقابة قضائية كاملة ولابد من المشاركة لتحديد مستقبل مصر. وشهدت المدن والقري والأحياء حضورًا كثيفًا من المواطنين، ففي القاهرة تواجد المواطنون أمام اللجان منذ السابعة صباحا ليبدأ التصويت في الثامنة صباحا واستمر حتي التاسعة مساء بعد أن تقرر مد التصويت ساعتين نظرا للإقبال الشديد فيما حرص الوزراء والمسئولون علي الحضور بداية برئيس الوزراء د.عصام شرف. وتوافد آلاف المواطنين بالجيزة وأكتوبر علي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم علي الاستفتاء للتعديلات الدستورية الذين اصطفوا بالطوابير منذ الثامنة صباحا أمام اللجان. وفي مدرسة الثانوية المشتركة بالحي السابع بمدينة 6 أكتوبر تأخر وجود الحبر الفوسفوري حوالي نصف ساعة، مما أدي إلي اعتراض المواطنين بسبب الزحام أمام اللجان. وحرص محافظ الجيزة اللواء سيد عبدالعزيز علي التواجد بمدرسة جمال عبدالناصر بالدقي لحظة تواجد رئيس الوزراء د.عصام شرف للاستفتاء علي التعديلات الدستورية. وشكلت المحافظة غرفة عمليات لمتابعة عمليات الاقتراع في التعديلات مع تشديد الإجراءات الأمنية وضبط أي محاولات للخروج علي القانون. وفي المقابل قام أحد أعضاء الوطني بقسم الجيزة أمس الأول بتحفيز المواطنين علي الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وذلك بمكبرات صوت مع تقديم الشكر للقوات المسلحة. وشارك في تنظيم اللجان أفراد من الجيش والشرطة في تأمين اللجان وتسهيل دخول المواطنين ببطاقة الرقم القومي دون التقيد بمحل الإقامة، فيما استخدم الحبر الفسفوري لضمان عدم تكرار التصويت، فيما انتشرت لافتات في الشوارع تحث علي المشاركة بعضها دعا لقول نعم جلبا لمنفعة الاستقرار ودرء المفاسد وانتشار البلطجة، مؤكدين أنهم ليسوا ضد من يقول لا.. فيما دعا شباب ممن شاركوا في ثورة 25 يناير إلي التصويت ب«لا» وفاء لدماء الشهداء الذين طالبوا بالتغيير الكامل. وفي مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في دلتا النيل «شمال القاهرة»، كان هناك بعض اللبس بشأن أماكن مراكز الاقتراع، إذ توجه ناخبون إلي مدرستين ظنوا أنهما مخصصتان للتصويت قبل أن يدلهم رجال الشرطة إلي مدرسة السادات الابتدائية حيث أقيم مركز للاقتراع. وقال القاضي محمد عادل المسئول عن إدارة مركز الاقتراع في هذه المدرسة إنه لم ير إقبالا كهذا من الناخبين وأضاف أن «الناس يشعرون بأن عملية الاقتراع نظيفة لذلك يأتون بأعداد كبيرة إنها أكبر نسبة مشاركة رأيتها». وقال أحمد محمود ومعتز فاروق وهما مهندسان شابان صديقان بعد أن أدليا بصوتيهما إنهما شعرا بأن صوتيهما لها قيمة هذه المرة. وأكد أحمد «قلت نعم لأنني أعتقد أن التعديلات جيدة وإقرارها سيؤدي إلي عودة الحياة إلي طبيعتها في البلد». ولكن معتز صوت ضد التعديلات لأنه يري أن «القوتين الوحيدتين القويتين الآن هما الإخوان والحزب الوطني «الذي كان يحكم في عهد مبارك» وهم المستفيدتان من هذه التعديلات».